اصدارات: وجه جميلة الباسم

الأمة برس
2023-01-31

وجه باسم (الأمة برس)

سامي الشاطبي

الكتابة عن الطفل مغامرة لا تقل عن مغامرة متسلّق الجبال، إذ أن أي خطاء لكليهما يكون خطاءً قاتلاً، ولعل جميلة الوطني في اصدارها المعنون بوجه باسم والمكون من 20 صفحة عام 2022م نجح بامتياز في تجنب الخطاء محققا مراده في ايصال رسالته الانسانية السامية.

سعت جميلة الوطني في اصدارها القصصي المصور، والصادر عن تنوير التعليمي بدولة البحرين، الى الاجابة عن سؤال الماهية والماكون ..من يكون الإنسان وما هو الانسان وكيف يفترض التعامل معه في رحلة حكائيه مبدعة قل من يتناولها بهذا الاسلوب الحر الواعي..

يتطرق "وجه باسم" برسم الرائعة بتول طاهر أحداثاً عن احدى الاشخاص المصابين  متلازمة داون بوجوههم الصادقة وملامحهم المغمسة بالمحبة والعطف، ففي القصة تبرز الطفلة سلوى وامها ذاهبتين إلى محل الألعاب بهدف شراء دمية لها وهدية لاحدى صديقاتها، وبعدما اشترت سلوى دمية لها رأت أمها وقد اشترت الهدية، فسألتها عن الهدية ولمن من صديقاتها ستهديها.. فردت للصديقة منى..منى هي صبية صغيرة في عمر سلوى من ذوي الاحتياجات الخاصة وتعاني من متلازمة دوان وبالنتيجة تتعرض للتنمر بسببه، فتعاتبها سلوى لانها تهديها هدية وهي المصابة والتي كثيرا ما تتعرض للمقارنة والمعايرة.

ورغبة منها في تلقين ابنتها درسا في أهمية عم التنمر ...ترد : يا بنيتي لا ذنب لمنى انها خلقت هكذا وعلينا مشاركة الناس افراحهم ..وحين لاحظت ان سلوى لم تستوعب قررت ان تعلم ابنتها درسا مهما على الواقع.

هنا اكتشف أم سلوى بان ابنتها لن تتعلم من النصح ..فقط من التجربة .. فمن شأن التجربة ان تترك آثارها عليها فالحكمة لا تأتي الا من تجربة الحياة وعلى سلوى ان تجرب الحياة،  فأخذتها إلى السيرك وهو عرض يضم مجموعة من الفقرات الضاحكة والممتعة لمشاهدة عرض ضاحك لمهرج ..كم بدا المهرّج وهو فنان يؤدي أعمالا كوميدية بأشكال غريبة ويضع لزيادة الضحك مستحضرات التجميل الباعثة على الضحك على وجهه  ويرتدي الملابس الغريبة سعيداً لسلوى، ولكن ليس كل ما يظهر للعيان يبطن في حشواته الظاهر.

وهناك في السيرك يتجلى الدرس، حيث بعد الانتهاء من العرض تذهب بها إلى غرفة المهرج، حيث كان المهرج يمسح الألوان التي وضعها على وجهه والدموع تسيل من على خديه.

تسأله سلوى عن سبب حزنه وهي التي رأتها ضاحكا طيلة عرض السيرك، فيكشف لها عن الأحزان التي تقض حياته ولا تجعله سعيداً اهمها مرض ابنته ..وهنا وعت سلوى الدرس ..وعته من خلال التجربة العملية لا من خلال النصح والتوجيه الشفوي..تقدمت للمهرج واعطته دميتها هدية لابنته!.

هذا هو الدرس الذي تعلمته ووعته سلوى، ولولا التجربة لما تعلمته، فالانسان لا يتعلم من النصح..بل من عيش الوقائع ..وهذه هي القصة الجدير بنا قراءتها لأطفالنا علنا نتخلص من مشكلة التنمر والتي تترك اثارا خطيرة على المجتمع وإلى الأبد.

وفي الختام اود ان أشير الى أن لجميلة الوطني أعمالا سردية متعددة سأتناول بعضها في قادم الأيام..







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي