نصف قَرن

2023-01-31

أديب كمال الدين

قالَ لي حرفي:

أنفقتَ نصفَ قَرنٍ في كتابةِ الشِّعْر

فكم وساماً تقلّدتَ؟

قلتُ:

تقلّدتُ أوسمةً لا تُعدّ،

منحني إياها ملوكُ المنافي

وأمراءُ الخيال

وسيّداتُ الأساطيرِ والأكاذيب.

وكانَ وسامُ القلقِ أوّلَ الأوسمة

ثُمَّ كانَ وسامُ الأرق

ثُمَّ نوطُ المنافي

ثُمَّ سيفُ الفُراق

ثُمَّ صولجانُ الضّياع

ثُمَّ تاجُ الجنون.

٭ ٭ ٭

وثانيةً سألني الحرف:

إذ أنفقتَ نصفَ قَرنٍ في كتابةِ الشِّعْر،

فهل عَرَفتَ الحُبَّ كأساً مِن فرات

أم مِن فرحٍ

أم مِن لوعةٍ

أم مِن خرافاتٍ وأساطير؟

فأجبتُ،

وأنا أحاولُ أنْ أخفي ارتباكي الشّديد:

نصف قَرنٍ لا يكفي لمعرفةِ الحُبّ،

أحتاجُ إلى قَرنٍ كاملٍ كي أجيب

على هذا السّؤالِ العجيب!

شاعر عراقي







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي