يديعوت: الغمزة الدبلوماسية.. بايدن يراها سكيناً في الظهر ونتنياهو "ينتظر المسيح" في 2024

2023-02-01

الرئيس الأمريكي جو بايدن (أ ف ب)

الغمزة عنصر مهم في صندوق الأدوات الدبلوماسية؛ فهي تحطم الجليد، وفيها ود شقي وتخلق شراكة سر. الرئيس الأمريكي يفهم فن غمزة رئيس الوزراء، وفي الوقت نفسه تعب منها. نتنياهو يطلق غمزة ودية تخفي أغراضاً، ثم يسحب سكين مناورة يغرسها في الظهر.

بايدن، مثل معظم الديمقراطيين، لن ينسى لنتنياهو 15 آذار 2015، حين جاء للخطابة، من خلف ظهر أوباما أمام مجلسي النواب ضد الاتفاق النووي مع إيران الذي عمل عليه الرئيس الأمريكي. في حينه، جلب معه غمزة: لناخبيه، لليمين الأمريكي، لعنصريي العالم، وترك أرضاً محروقة بين إسرائيل والحزب الديمقراطي وبين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة.

أما الآن، فبايدن غاضب على الأفعال المتسرعة لنتنياهو الذي يستسلم للمسيحانيين، وسيماء وجهه ستكون مكفهرة عندما يدعو رئيس وزراء إسرائيل إلى البيت الأبيض (موضوع ينظر فيه الغرفة البيضاوية بعناية) بعد التطورات التي حدثت في إسرائيل، والتي تعتبر في نظر الإدارة الأمريكية لا تقل عن انقلاب على النظام، ستصبح إسرائيل في نهايته دولة مناهضة لليبرالية وغير ديمقراطية.

باتت الغمزة فارغة، وانتهى فعل السحر. فالبيت الأبيض الذي حرص على تكرار عبارة أن “الولايات المتحدة وإسرائيل تتقاسمان القيم ذاتها” لا يعتزم الآن احتواء ما يحدثه نتنياهو وحكومته للدولة التي اعتقدوا أنه يمكن الحديث معها بلغة تحترم القيم وحقوق الإنسان. بلينكن يتنقل هذا الأسبوع للشرق الأوسط ليوضح لنتنياهو بأن الإدارة الأمريكية ملتزمة بحل الدولتين، وتعارض إجراءات أحادية الجانب، وتتوقع أن تكون إسرائيل ملتزمة بالقيم الديمقراطية وفقاً لوثيقة الاستقلال. الرسالة التي جلبها معه مؤدبة، لكنها ثاقبة وواضحة.

إسرائيل قريبة من أن تفقد أهم أصدقائها، صخرة متينة في كل ما يتعلق بوجودها. العنصر الأهم في الأمن القومي الإسرائيلي هو العلاقات الوثيقة والحميمة مع الإدارة الأمريكية، والآن يصعب عليها صد دعوات من ديمقراطيين كبار للكف عن إغداق كل خير على إسرائيل من أنعم مالية وأمنية، لأنها تشق طريقها نحو مجموعة الدكتاتوريات المنبوذة التي يفترض بالولايات المتحدة أن تمارس عليها صندوق أدوات متصلباً.

سيعلن بايدن في الأيام القريبة القادمة إذا كان سيتنافس لولاية ثانية. سيكون ابن 82، وكثيرون في حزبه ينتظرون بصمت أن يخلي المكان رغم أن الديمقراطيين لم ينجحوا بعد في بناء مرشح مناسب قادر أيضاً على هزيمة ترامب. إذا انتخب ترامب مرة أخرى، الأمر الذي يثير الاشمئزاز في أوساط أكثر من نصف أمريكا، سيكون هذا لنتنياهو بمثابة وصول المسيح. فالاثنان عرفا كيف يسرقان الجياد معاً. فهما يسجدان لحكم الفوضى، ويفهمان شيئاً أو اثنين عن إشعال العنصرية اللذيذة التي تغطي طائفتهما.

يمكن لنتنياهو الآن أن يغمز شركاءه السياسيين، أن من المجدي طأطأة الرأس قليلاً وسحب الخطط المسيحانية الكبرى التي أعدوها إلى أن يمر الغضب؛ أي إلى أن يمر بايدن. عندها سيكون ممكناً، بمباركة أمريكية، ضم معظم الضفة، ومواصلة ضرب المختنقين تحت ربقة الاحتلال الوحشي، وحرق (مجازي) للمحكمة، والهتاف في جوقة بأن اليساريين وحماة الحمى أجروا لهم صيد ساحرات. غير أن الولايات المتحدة قد تحصل في 2024 على رئيس ديمقراطي وترى الضرر الشامل الذي ألحقه نتنياهو بإسرائيل في الحزب الديمقراطي، حينئذ سندفع الثمن. الغمز لن يجدي نفعاً. ستكون هذه قصة شوهاء للانكسار بين القوة العظمى ومن تندفع نحو نهاية الديمقراطية.

 

بقلم: أورلي أزولاي

 

يديعوت أحرونوت 31/1/2023







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي