أوكرانيا تشنّ معركة ضدّ الفساد في خضمّ حربها ضدّ روسيا

ا ف ب - الأمة برس
2023-02-02

صورة مؤرخة في 1 شباط/فبراير 2023 من مدينة باخموت (ا ف ب)

نفّذت السلطات الأوكرانية الأربعاء سلسلة مداهمات وعمليات أمنية لمكافحة الفساد استهدفت مسؤولين وموظفين حكوميين وإدارات عامة، في معركة ضدّ "العدو الداخلي" أطلقتها بالتوازي مع الحرب التي تخوضها قواتها ضدّ روسيا.

وقال رئيس الأجهزة الأمنية الأوكرانية فاسيل ماليوك إنه تم تنفيذ حملة بأمر من الرئيس فولوديمير زيلينسكي "لتوجيه ضربة إلى العدو الداخلي".

وأكّد أنّ "هذه ليست إلا مرحلة أولى، ولن نتوقف عند هذا الحد"، متعهّداً "سجن" أولئك الذين لديهم "الجرأة لإيذاء أوكرانيا".

وأعلن زعيم حزب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ديفيد أراخاميا، عبر تلغرام أن العمليات التي نفّذتها الشرطة استهدفت خصوصًا الملياردير إيغور كولومويسكي ووزير الداخلية السابق أرسين أفاكوف ومكتب الضرائب الأوكراني فيما عُلّقت مهام إدارة الجمارك.

وشملت مداهمات المحقّقين أيضًا منازل ومكاتب مسؤولين كبار في وزارة الدفاع.

من جهة ثانية، تستضيف كييف الجمعة قمة بين أوكرانيا والاتّحاد الأوروبي الذي جعل مكافحة الفساد شرطا لانضمام أوكرانيا إلى الكتلة. وسيسبقه اجتماع لأعضاء المفوضية الأوروبية والحكومة الأوكرانية.

وتواجه أوكرانيا التي تعتمد في حربها إلى حد كبير على دعم أوروبا والولايات المتحدة، تحدّيا يتمثّل بمكافحة الفساد المالي حتى لا تبعد الحلفاء.

- المزيد من الأسلحة -

وتسابق كييف الزمن للحصول على أسلحة أكثر قوة.

وتريد أوكرانيا خصوصا الحصول على صواريخ عالية الدقة يصل مداها إلى أكثر من مئة كيلومتر لتدمير خطوط الإمداد الروسية من أجل التغلب على النقص الذي تعانيه في العديد والعتاد.

وحتى الآن، رفض الغرب تسليم كييف هذه المنظومات الصاروخية ومقاتلات خوفا من التسبب في تصعيد روسي جديد. لكنّ الرئيس الأميركي جو بايدن قال الثلاثاء إنه سيناقش هذه المسألة مع نظيره الأوكراني.

ورغم ذلك، أعطى الأوروبيون والأميركيون الضوء الأخضر في وقت سابق من هذا الشهر لتسليم أوكرانيا دبابات ثقيلة حديثة حتى لو أن عددها أقل مما تطالب به كييف.

وفي هذا السياق، حذّرت روسيا إسرائيل الأربعاء من تسليم أسلحة لأوكرانيا بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنّه "يدرس هذا الأمر".

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "في ما يتعلق بتسليم أسلحة لأوكرانيا، نحن لا نصنّف الدول بحسب الجغرافيا. نحن نقول إنّ كلّ الدول التي تسلّم أسلحة يجب أن تفهم أنّنا سنعتبر هذه الأسلحة أهدافاً مشروعة للقوات الروسية".

وأضافت أنّ "أيّ محاولة، تمّ تنفيذها أو حتى أُعلنت ولم تنفّذ بعد، لتوريد أسلحة إضافية أو جديدة، تؤدّي وستؤدّي إلى تصعيد هذه الأزمة. ويجب أن يدرك الجميع ذلك".

ويعتقد العديد من المراقبين أن كييف وموسكو تستعدان لشن هجمات جديدة.

وبعد سلسلة من الانتكاسات في الخريف، أمرت روسيا بتعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط.

- تكثيف القتال -

ميدانيا، كثّف الجيش الروسي الذي يقاتل بجانب مجموعة فاغنر العسكرية، القتال خصوصا من أجل السيطرة على مدينة باخموت (شرق) التي يقصفها منذ الصيف. وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت موسكو سيطرتها على العديد من المناطق المجاورة.

وإلى جنوب باخموت، شنت القوات الروسية هجوما على فوغليدار.

وقال جندي أوكراني يُدعى أولكسندر (45 عاما) أثناء إطلاقه قذائف هاون من موقعه على مسافة خمسة كيلومترات من فوغليدار لوكالة فرانس برس "كلّما مرّ الوقت، تفاقم الوضع".

إلى جانبه، وصف رومان وهو قائد الوحدة ويبلغ 35 عاما، التكتيك الروسي بالقول "يحاولون اختراق دفاعاتنا في كلّ الاتّجاهات... لكن على حدّ علمي لم ينجحوا" حتى الآن.

وندّد القائد خصوصا بتفوّق الروس عدديا، إذ تلقّى الجيش الروسي تعزيزات في الأشهر الأخيرة من المئات من عناصر الاحتياط المدنيين إضافة إلى مُدانين، لمحاولة السيطرة على سائر أراضي منطقة دونباس الأوكرانية.

وقال "لديهم المعدات، لديهم أسلحة، ولديهم عدد أكبر من العناصر".

من جهتها، تصرّ روسيا على أنها ستواصل هجومها بأي ثمن، مؤكّدة أن تسليم صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا لن يغيّر الوضع على الأرض.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "سيعني ذلك جهداً إضافياً بالنسبة إلينا لكنه لن يغير مجرى الأحداث".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي