الأمم المتحدة تريد مراقبة غازات الدفيئة في كل مكان وطوال الوقت

أ ف ب-الامة برس
2023-02-02

 

    شخص يمر بجناح مقفر في مركز مؤتمر الأطراف حول المناخ في شرم الشيخ في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 (ا ف ب) 

ترغب الأمم المتحدة في إجراء تعقب مستمر وفي كل مكان لغازات الدفيئة المسؤولة عن الاختلالات المناخية، وقد اجتمع لهذه الغاية عشرات الخبراء في جنيف لإيجاد السبيل الأفضل لبلوغ هذا الهدف.

وتسعى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى تطبيع طريقة إنتاج المعلومات، وسد الثغرات في المعارف بشأن وجهة انبعاثات غازات الدفيئة وإنتاج بيانات بسرعة ودقة أكبر بكثير بشأن تطور الغلاف الجوي للكوكب.

ويقوم الهدف النهائي من هذا المسار على تحسين المعلومات بشأن الاستراتيجيات الرامية إلى مكافحة الاحترار.

وأنهت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الأربعاء اجتماعاً استمر ثلاثة أيام في مقرها في جنيف ضم أكثر من 250 أخصائياً في شؤون المحيطات والفضاء والمناخ والطقس.

وقال هوغو زونكر من برنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي لمراقبة الأرض إن "التغير المناخي هو أكثر التحديات إثارة للقلق والأكثر استدامة في عصرنا".

وأضاف "إذا لم نفهم كيف يتغير المناخ وأي مخاطر تؤدي لها هذه التغيرات، لا يمكننا التخطيط لمستقبل مستدام وقادر على الصمود".

- بيانات أكثر -

وذكّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأنه "في الوقت الحالي، لا يوجد على المستوى الدولي تبادل شامل وسريع للبيانات المأخوذة من عمليات مراقبة غازات الدفيئة على السطح وفي الفضاء".

وغازات الدفيئة الثلاثة الرئيسية هي ثاني أكسيد الكربون والميثان وأول أكسيد النيتروجين.

ويتحمل ثاني أكسيد الكربون لوحده المسؤولية عن حوالى 66% من احترار المناخ.

كذلك ثمة ثغرات في المعارف المتعلقة بدور آليات امتصاص ثاني أكسيد الكربون (ما يُعرف بمصرف الكربون أو بالوعة ثاني أكسيد الكربون)، من بينها غابة الأمازون والمحيطات ومناطق التربة الصقيعية.

وقال رئيس المنظمة العالمية للارصاد الجوية بيتيري تالاس "ثمة غموض كبيرة بشأن المكون الأرضي لثاني أكسيد الكربون، وهي مصدر للكربون ومصرف له في آن معاً، والعامل المجهول الثاني هو الميثان".

وأشار تالاس إلى أن حصيلة 2021 للمنظمة بشأن غازات الدفيئة، والتي نُشرت خلال قمة الأمم المتحدة المناخية (كوب27) في مصر في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، أظهرت الازدياد السنوي الأكبر لتركيز الميثان منذ 1980، و"لا نفهم بالكامل السبب الكامن وراء ذلك".

وتطور المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مفهوماً مرتبطاً بالبنية التحتية المنسقة لمراقبة غازات الدفيئة على المستوى الدولي.

ومن شأن الإطار الجديد أن يسهل أنظمة مراقبة غازات الدفيئة على سطح الأرض وفي الفضاء، مع معايير مشتركة ونفاذ أسرع إلى البيانات.

وتأمل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في أن "تدعم البيانات المتأتية من نظام كهذا الوصول إلى معلومات كمّية صلبة".

وفي إطار اتفاق باريس سنة 2015 بشأن التغير المناخي، وافقت البلدان على تحديد سقف للاحترار المناخي ليكون "أدنى بكثير" من درجتين مئويتين إضافيتين مقارنة مع المستويات المسجلة بين 1850 و1900، ودرجة مئوية ونصف الدرجة إذا أمكن.

- تحسين فهم النظام برمّته -

وسيوفر نظام المراقبة أيضاً فهماً أفضل لدورة الكربون الكاملة.

وأوضح المسؤول عن هذه المسائل في المنظمة لارس بيتر ريشوغارد أن ثمة معرفة جيدة حالياً بكمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة. وقال "نعرف بشكل عام كمية النفط والغاز التي نستخرجها. يمكننا أن نفترض أنها تحترق كلها".

وشدد على أن "بعضها يدخل سطح الأرض والبعض الآخر يدخل المحيط. نفهم مجموع هذين العنصرين، لكن ليس المكونات الفردية".

ولفت ريشوغارد إلى أنه من الضروري فهم النظام ككل إذا أردنا أن نكون قادرين على التخفيف بشكل فعال من آثاره الضارة.

ويجب أيضاً إيجاد تمويل موثوق به.

تعتمد معظم تدابير رصد غازات الدفيئة الحالية بشكل كبير على القدرات البحثية والتمويل، والتي غالباً ما تكون متقطعة للغاية، ما يجعل المراقبة العالمية المستمرة "صعبة التحقيق"، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي