خطوة قد تستفز الصين.. أمريكا تعزز وجودها بالمحيط الهادئ وتفتتح سفارتها بجزر سليمان بعد 30 عاماً من الانقطاع

متابعات الامة برس:
2023-02-02

الرئيس الامريكي جو بايدن ونظيره الصيني تشي جين بينغ (ا ف ب)

واشنطن: فتحت الولايات المتحدة سفارة في دولة جزر سليمان الواقعة في المحيط الهادئ، بعد غياب دام 30 عاماً، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في وقت متأخر من الأربعاء 1 فبراير/شباط 2023، في سعي إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية في المحيط الهادئ في إطار مواجهة الصين، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.

وأعلن الوزير الأمريكي قائلاً: "ستشكل منطقة المحيطين الهندي والهادئ -بما في ذلك جزر المحيط الهادئ- مسار العالم في القرن الحادي والعشرين، أكثر من أي جزء آخر من العالم".

وكان كبير الدبلوماسيين الأمريكيين قد أعلن عن خطط لفتح بعثة دبلوماسية في الدولة الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ خلال زيارة للمنطقة العام الماضي، في ظل عزم وزارة الخارجية على توسيع المشاركة وتعميق التعاون الدولي مع جزر سليمان.

لأول مرة منذ 30 عاماً

يُذكر أن آخر سفارة أمريكية أُغلقت في جزر سليمان في عام 1993 وسط تخفيضات في الميزانية بعد الحرب الباردة، ومثّل الولايات المتحدة هناك سفيرٌ مقره في بابوا غينيا الجديدة.

وفي بيان، الأربعاء 1 فبراير/شباط، قال بلينكن إنَّ وزارة الخارجية أبلغت حكومة جزر سليمان بأنَّ افتتاح السفارة الجديدة في العاصمة هونيارا صار رسمياً اعتباراً من 27 يناير/كانون الثاني.

وأضاف بلينكن أنَّ الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل من أجل منطقة المحيطين الهندي والهادئ لتكون "حرة ومنفتحة وبيئة يمكن أن تزدهر فيها الديمقراطية".

تأتي الخطوة الأمريكية وسط مخاوف بين واشنطن وحلفائها بشأن الطموحات العسكرية لبكين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بعدما أبرمت اتفاقاً أمنياً مع جزر سليمان العام الماضي.

عين أمريكا على المحيط الهادئ

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، استضاف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قادة جزر المحيط الهادئ في قمة واشنطن التي تعهد فيها بالمساعدة في درء "الإكراه الاقتصادي" الصيني، ووعد بالعمل بجدية أكبر مع الحلفاء والشركاء لتلبية احتياجات سكان الجزر.

ونص إعلان مشترك بين واشنطن و14 دولة من جزر المحيط الهادئ على تعزيز الشراكة بينها، وقال إنها جميعاً تتشارك نفس الرؤية لمنطقة "يمكن للديمقراطية أن تزدهر فيها".

ومن بين الذين صادقوا على الوثيقة رئيس وزراء جزر سليمان، ماناسيه سوغافاري، الذي أشارت حكومته في وقت سابق إلى أنها لن توقعها؛ مما زاد المخاوف بشأن علاقاته مع الصين.

خطوة أولى

من جانبه، صرح القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية، راسل كومو، الأربعاء، بأنَّ افتتاح السفارة كان "خطوة أولى من شأنها تسريع عملية تأسيس منشآت دائمة ونشر موظفين دبلوماسيين إضافيين".

وقال إنَّ السفارة "تمثل رمزاً دائماً لالتزامنا تجاه الدولة والمنطقة"، والولايات المتحدة ستعمل مع جزر سليمان "على أساس القيم المشتركة للديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون".

كما رحب السكرتير الدائم لوزارة خارجية جزر سليمان، كولين بيك، بفتح السفارة الأمريكية، قائلاً إنها جددت شراكة البلدين، "والأهم من ذلك، تاريخنا المشترك وقيمنا المشتركة".

بموجب اتفاقيات الارتباط الحر، التي اتُفِق عليها لأول مرة في الثمانينيات، تلتزم واشنطن بمسؤولية الدفاع عن الجزر وتحتفظ بحق الوصول الحصري إلى مساحات شاسعة من المحيط الهادئ.

وفي شوارع العاصمة هونيارا، كانت ردود الفعل متباينة على إعادة فتح السفارة، فقد وصفتها الفنانة المحلية ناتي سالا بأنها "خطوة في الاتجاه الصحيح" لتحسين العلاقات الدبلوماسية.

بينما قالت لويس بانا (50 عاماً) إنها تقدر إعادة إنشاء الولايات المتحدة لسفارتها، لكنها قلقة مما إذا كانت مجرد جزء من "الجغرافيا السياسية" في المنطقة، بحسب ما نقلت الغارديان.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي