"تبيّن" 42: عن الفلسفة السياسية المعاصرة

2023-02-02

عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر العدد الثالث والأربعون (شتاء 2022)، من دورية "تبيُّن" التي تُعنى بالدراسات الفلسفية والنظريات النقدية، وتضمّن ملفًا خاصًا ثانيًا عن الفلسفة السياسية المعاصرة.

اشتمل الملف على دراسة بعنوان "الليبرالية وحرية التعبير: قراءة في الخلفيات الفلسفية لجدل قانوني وسياسي" لمنير الكشو، تبرز الخلفيات الفلسفية للحجاج الليبرالي لصالح حرية التعبير، وتمييزها من تلك الخاصة بالمقاربة الجمهورانية التي تؤكّد عُلوية القيم والفضائل الجماعية والمدنية على الحقوق والحريات الفردية، وتقصر مدى حرية التعبير على ما تسمح تلك القيم والفضائل بالتعبير عنه. فقد تميزت المقاربة الليبرالية بطابعها الفرداني وبدفاعها عن حرية التعبير، باعتبارها حقًّا أساسيًا للفرد، لا يمكن الحدّ منه إلا بما يخدم حرية التعبير ذاتها، لا غايات خارجة عنها.

"العقل العام والدين والهوية في سياق فلسفة رولز السياسية" عنوان دراسة رجا بهلول، التي تتوقّف عند مفهوم المعقولية والمسوّغات العامة، وتطرح سؤالًا حول ما إذا كانت هذه المفاهيم تحظى بأي مشروعية تسمو فوق العقائد، وتحديدًا ما إذا كان عقل رولز العام لا يعدو كونه عقلًا ليبراليًا يرتدي لبوس العمومية من دون وجه حق. ينتهي بنا القول إلى اعتبار أن الجدل القائم بين رولز وأنصار الليبرالية السياسية من جهة، والجماعاتيين وأتباع العقائد الشاملة من جهة أخرى، ليس من النوع القابل للحسم عقلانيًا، ما دام مفهوم المعقولية نفسه موضعَ خلاف.

أما دراسة "أنثولوجيا الإسلام الليبرالي" لمحمد الرحموني، فتنظر في الجدل الذي أثير منذ عصر النهضة العربية الحديثة حول علاقة الإسلام بالحداثة عمومًا، وبالليبرالية تحديداً، إذ ظل هذا الجدل مرتهنًا في جزء كبير منه لتقلبات علاقة المسلمين بالغرب، ويمكن رصد لحظتين رئيستين في هذا الجدل؛ لحظة كان المسلمون مطالبين بمراجعة نصوصهم الدينية التأسيسية والتراثية حتى يصبحوا ليبراليين على النمط الغربي، ولحظة أصبحوا فيها يطالبون الغرب بمراجعة قيمه الليبرالية والكفّ عن النظرة الاستقطابية لعلاقة الإسلام بالليبرالية. واللحظة الثانية هي التي شهدت  ميلاد مقولة "الإسلام الليبرالي" أشتهرت بفضل كتابات تشارلز كورزمان بالخصوص، وقد تأثرت بكتابات جون رولز عن الليبرالية، وبمقولات "نهاية التاريخ" لفرانسيس فوكوياما و"صدام الحضارات" لصمويل هنتنغتون.

وفي دراسته "النظرية النقدية للعدالة في سياق التبرير نموذج راينر فورست"، يسعى محمد الأشهب إلى إبراز مساهمة النظرية النقدية في صيغتها الجديدة مع راينر فورست الذي يعد أحد طلبة يورغن هابرماس الذين طوروا النظرية النقدية في سجال نقدي مع أستاذه، بينما يرى عبد الرحيم موساوي في دراسته "الديمقراطية القادمة: دريدا وتفكيك السيادة"، أن  دريدا يحدّد مشكلتين أساسيتين تواجههما أوروبا في الوقت الراهن، تتمثّل أولاهما في السيادة الضيقة المبنية على أسس قومية تقليدية، وترتبط ثانيتهما بهيمنة الولايات المتحدة الأميركية على النظام العالمي وخرقها المستمر للقانون الدولي. لذا، سيعمل دريدا على تفكيك مفهوم السيادة.

"اللاهوت الليبرالي البروتستانتي: مفهومه وتطوره وإسهامه الإصلاحي في الفكر الديني المسيحي" عنوان دراسة يونس الأحمدي، التي تضيء واحدًا من أهم التيارات الفكرية في حقل اللّاهوت المسيحي خلال القرن التاسع عشر، ثمّ القرن العشرين؛ ويتعلّق الأمر ههنا بـاللّاهوت الليبرالي؛ إذ سنُبرز إسهامه في تشكيل بروتستانتية القرن العشرين، وتأثيره في مُجمل الفِكر الديني المسيحي المعاصر.

وتضمّن العدد أيضًا ترجمة نوفل الحاج لطيف مقالة لجون رولز بعنوان "العدالة إنصافًا: نظرية سياسية وليست ميتافيزيقية". وفي باب "مراجعات الكتب"، نقرأ مراجعة كتاب "الدكتاتورية الجديدة" لجون كين، أعدّها أيمن البوغانمي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي