إطلاق سراح أميركي سُجن بسبب تغريدات تنتقد الحكومة السعودية

أ ف ب-الامة برس
2023-03-21

    ابراهيم الماضي (يسار) في صورة مع والده سعد ابراهيم الماضي أثناء إجازة في فلوريدا في 20 حزيران/يونيو 2021 (أ ف ب)

الرياض: أطلقت السلطات السعودية سراح مواطن أميركي كان يقضي حكما بالسجن 19 عاما بسبب تغريدات انتقد فيها سياسات حكام المملكة الخليجية، على ما أفاد ابنه وكالة فرانس برس الثلاثاء21مارس2023.

وأوقف سعد إبراهيم الماضي، الأميركي من أصل سعودي والبالغ 72 عاما، في 2021 بسبب ما يسميه ابنه ابراهيم تغريدات "عادية" بشأن مسائل منها الحرب في اليمن واغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وفي تشرين الأول/أكتوبر الفائت، قضت محكمة سعودية بسجنه 16 عاما مع منعه من السفر بعدها لمدة مماثلة، والشهر الماضي تم تشديد الحكم لثلاث سنوات إضافية قبل إطلاق سراحه المفاجئ الثلاثاء، على ما قال ابنه.

وأفاد إبراهيم فرانس برس عبر الهاتف من الولايات المتحدة "نعم، تم إطلاق سراحه منذ خمس ساعات. هو في منزله بالرياض الآن".

وأوضح إبراهيم أنّ قرار منعه من السفر المصاحب للحكم يعني عدم قدرته على مغادرة السعودية راهنا.

وأضاف "المعركة ستستمر ... هو بحاجة للعودة والحصول على علاجه في الولايات المتحدة".

وتهدّد القضية بمزيد من التوتر بين الرياض وواشنطن، الشريكين التقليديين المختلفين حاليا بشأن عدة ملفات من بينها قرار خفض إنتاج النفط الذي اتخذته منظمة أوبك بلاس وسجل السعودية الحقوقي.

والعام الماضي، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل "عبّرنا باستمرار وبشكل مكثّف عن هواجسنا حيال هذه القضية على أعلى المستويات في الحكومة السعودية عبر قنوات في الرياض وواشنطن". وأضاف "لا ينبغي أبداً تجريم حرية التعبير".

ولم يعلق المسؤولون السعوديون على القضية.

وتعرضت الحكومة السعودية لسيل من الانتقادات على خلفية أحكام سجن طويلة ضد أشخاص ينتقدون الحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي آب/أغسطس الماضي، صدر حكم بالسجن 45 عاما بحق نورا القحطاني، وهي أم لخمسة أطفال في أواخر الأربعينات من عمرها، لاستخدامها تويتر "للطعن" في الأسرة الحاكمة.

كما حكم على سلمى الشهاب، طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز البريطانية، بالسجن لمدة 34 عاما بتهمة مساعدة معارضين يسعون إلى "الإخلال بالنظام العام"، عبر إعادة تغريد منشوراتهم.

وبالمثل شكّل التغريد على تويتر صلب قضية الماضي.

وأطلع إبراهيم فرانس برس على قائمة من 14 تغريدة قال إنها استخدمت كأدلة ضد والده، وأشار إلى أنه تم تأكيد ذلك بواسطة وزارة الخارجية الأميركية.

وتتناول التغريدات فرض ضرائب في السعودية وأعمال هدم مثيرة للجدل في مدينة مكة المكرمة ومدينة جدة على ساحل البحر الأحمر.

وتساءل الماضي في إحدى تغريداته عن سبب عدم تمكّن السعودية من منع الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا دعما للحكومة المعترف بها دوليا.

وأشار في تغريدة أخرى إلى "التضحية" بخاشقجي الذي أثار قتله على أيدي سعوديين في قنصلية المملكة في اسطنبول غضبا دوليا واسعا.

وأوضح إبراهيم أن المسؤولين السعوديين وجدوا أيضا صورة كاريكاتورية غير مناسبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان على هاتف والده.

وقال إبراهيم إنّ السلطات السعودية أبلغت والده ألا يتحدث حول القضية، وهو ادعاء لا يمكن التحقق منه من مصدر مستقل.

وأكد "جعلوه يوقع على وثيقة ألا يتحدث علنا وألا يتحدث عن إطلاق سراحه. انا الشخص الذي يتحدث عن ذلك لأنني أود زيادة الضغط لإعادته إلى الوطن".

وتابع "إذا كان الأمر بيده فلن يتحدث حول الأمر. يظن أن ذلك أفضل، لكنه ليس أفضل له. الأفضل أن نتحدث حول الأمر وأن نقاتل" لإعادته.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي