إندبندنت: حرب أوكرانيا أصبحت في مركز تقوية التحالفات القديمة وبناء أحلاف جديدة

2023-03-22

لدى اليابان خلافاتها المناطقية مع روسيا في جزر كيرلز، بشمال المحيط الهادئ، والتي تعود لنهاية الحرب العالمية الثانية (ا ف ب)

نشرت صحيفة “إندبندنت” تقريرا قالت فيه إن الحرب الأوكرانية استدعت إعادة الأحلاف القديمة وبناء تحالفات جديدة.

ورأى كينم سينغوبتا، في مقال له أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لموسكو، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى أوكرانيا، هي صورة عن الدور الذي عمل فيه غزو أوكرانيا على تشكيل النظام العالمي.

وكان وجود زعيمي بلدين آسيويين متنافسين وعلى بعد 500 ميل من بعضهما البعض في البلدين المتحاربين، مثالا عن الطريقة التي أثرت فيها الحرب الجارية في قلب أوروبا على النظام الدولي.

وبالنسبة لليابان التي تترأس مجموعة الدول السبع، فالزيارة هي صورة عن سياسة خارجية ودفاعية قوية إلى جانب برنامج إعادة تسليح وتعزيز قوة جيشها. والردّ الياباني على عالم متغير، خطير وغير واضح، بحسب ما يقول الكاتب.

 وقدمت اليابان لحكومة فولوديمير زيلينسكي المساعدات الإنسانية والمالية والدفاعية غير الفتاكة في مرحلة ما بعد الغزو. وهي من أكبر الداعمين لبرامج العقوبات التي فُرضت ضد موسكو، ووقفت مع التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا في أوكرانيا.

وزار كيشيدا كنيسة في بوتشا، قرب العاصمة كييف، وهي البلدة التي تعرضت لجرائم الروس، ووضع إكليلا من الزهور للضحايا. وقال كيشيدا: “اندهش العالم لرؤية المدنيين الأبرياء يقتلون في بوتشا، شعرت بالغضب من الوحشية، وأنا أمثل المدنيين اليابانيين لتقديم التعازي لمن فقدوا حياتهم وسنزيد من دعمنا لأوكرانيا كي تعيد السلام”.

وفي خطاب سابق له قال إن غزو روسيا لأوكرانيا يشير إلى نهاية عالم ما بعد الحرب الباردة، مضيفا: “بدا من الواضح أن العولمة والتبعية المتبادلة لا تقدم ضمانا للسلام والتنمية حول العالم”. وقال إن الصين تمثل خطرا من خلال تهديدها باحتلال تايوان، مشيرا إلى أن “لدى الصين رؤية ومزاعم في النظام الدولي متباينة مع رؤيتنا ولن نقبلها أبدا”.

ولدى اليابان خلافاتها المناطقية مع روسيا في جزر كيرلز، بشمال المحيط الهادئ، والتي تعود لنهاية الحرب العالمية الثانية. وكان الكرملين يستعرض عضلاته في المواجهة. وفي يوم الأربعاء، وأثناء زيارة الزعيمين الآسيويين إلى كييف وموسكو، قامت مقاتلاتان روسيتان يمكن أن تحمّلا بالرؤوس النووية بالتحليق فوق بحر اليابان، على حد قول وزارة الدفاع في موسكو، وأن الطيران تم تنفيذه بناء على القانون الدولي وجرى في المياه الدولية.

وبدأت روسيا بوضع أنظمة دفاع صاروخية في كيرلز في كانون الأول/ ديسمبر، حيث تعتقد وزارة الدفاع اليابانية أن التحرك كان سيتبعه وضع نظام صاروخي فرط صوتي. ويعتقد أن الصواريخ نُقلت بدلا من ذلك إلى أوكرانيا.

وأطلقت الصين قبل فترة صواريخ “دونغ فينغ-17” في مناورة عسكرية أجرتها قبل فترة قرب تايوان، في استعراض للقوة. وفي العام الماضي اختبرت الصين وبنجاح نظام صواريخ نووية فرط صوتية.

وقال المسؤولون الأمريكيون: “لم نعرف كيف فعلوا هذا”. وهذه هي الأنواع من الأسلحة التي يريد الروس الحصول عليها من الصين، نظرا لأن الصواريخ فرط الصوتية بدأت تتقلص من مخزون روسيا. ولكن المخابرات الغربية تقول إنه ليس لديها أدلة على تقديم الصين هذه الأسلحة لموسكو، في الوقت الحالي.

وللصين خلافاتها مع اليابان حول ملكية جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي. ودعمت الصين الاتحاد السوفييتي في جزر كيرلز في الخمسينات من القرن الماضي، قبل أن تغير موقفها أثناء النزاع الصيني- السوفييتي في الستينات.

وفي تموز/ يوليو 2021، وبعد توتر العلاقات بين طوكيو وبكين، غيّرت الصين موقفها وقبلت بالسيادة الروسية على الجزر. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2022، مررت أوكرانيا التي لم تكن تهتم بما يجري في الجانب الآخر من العالم، قرارا في البرلمان اعترف بسيادة اليابان على الجزر، وشجبت “الاحتلال غير الشرعي” الروسي لها.

وجاءت زيارة رئيس الوزراء الياباني كجزء من صورة معقّدة، فقد سافر إلى كييف من الهند، حيث كان في جولة استمرت يومين. ويقيم البلدان علاقات قوية، وهما جزء من “التحالف الرباعي” التي يضم أيضا الولايات المتحدة وأستراليا، والموجه تحديدا ضد الصين.

وفي نفس الوقت، تواصل الهند التي تترأس مجموعة دول العشرين شراء النفط الذي أُجبرت روسيا على بيعه بسعر رخيص بسبب العقوبات الغربية عليها. وامتنعت حكومة ناريندرا مودي عن التصويت على قرار في الأمم المتحدة يشجب الغزو الروسي على روسيا.

ولم تتعرض الهند للنقد الغربي على موقفها هذا، مثلما تعرضت دول أخرى في عالم الجنوب، ذلك أن الولايات المتحدة ترى في الهند حليفا رئيسيا ضد الصين، في وقت تواصل إدارة بايدن تركيزها على منطقة إندو- باسيفيك.

وفي النهاية، فالواقعية السياسية هي التي تنتصر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي