عقب إعلانه الاعتزال.. عروض ساحرة ومواقف سياسية مكلفة.. أهم محطات في حياة مسعود أوزيل

متابعات - الأمة برس
2023-03-23

قاد لاعب الوسط المهاجم مسعود أوزيل ألمانيا للفوز بكأس العالم 2014 خلال مسيرته اللامعة (ا ف ب)

أعلن بطل العالم 2014، ونجم نادي ريال مدريد وأرسنال سابقاً، مسعود أوزيل، اعتزال كرة القدم بشكل كامل عن سن 34 عاماً.

تألق اللاعب الألماني، ذو الأصول التركية، في معظم فترات مسيرته، ابتداء من فيردر بريمن، مروراً بريال مدريد، ووصولاً لأرسنال الإنجليزي.

مسيرة "ساحر الليل" أخذت منحنى آخر بعد الخروج الألماني من دور المجموعات في كأس العالم 2018، ثم تصريحاته السياسية التي أثارت الجدل، وأسالت الكثير من الحبر.

أهم المحطات في حياة مسعود أوزيل

الفوز بكأس العالم

مثّل مسعود أوزيل الفئات السنية لمنتخب ألمانيا (تحت 19 عاماً) و(تحت 21 عاماً)، قبل أن يتم ضمه للمنتخب الأول، الذي تألق بصحبته من عام 2009 حتى موعد اعتزاله الدولي في 2018، حيث خاض 92 مباراة، وسجل 23 هدفاً، وتوج بلقب المونديال في 2014، الذي أقيم في البرازيل على حساب الأرجنتين في النهائي. في تلك البطولة شارك أوزيل كأساسي في كل مباريات "المانشافت".

التألق مع ريال مدريد وثنائيته مع رونالدو

للوصول إلى الأرقام القياسية التي حققها، كان كريستيانو رونالدو بحاجة إلى صانع ألعاب من كوكب آخر، لاعب قادر على وضع الكرة في المكان الصحيح في اللحظة الأفضل. في ريال مدريد، كان يقوم أوزيل بهذا الدور. مسعود أوزيل الذي كان لاعباً أساسياً في خطة المدرب جوزيه مورينيو؛ حيث تميز برؤيته الثاقبة للملعب وتمريراته الحاسمة.

وخلال 3 مواسم في النادي الإسباني، سجل أوزيل 27 هدفاً، كما قدم الألماني أكبر عدد من التمريرات الحاسمة وصل مجموعها إلى 81 تمريرة حاسمة خلال 149 مباراة فقط، منها 31 تمريرة للبرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي تمكن من تحويلها إلى أهداف في رحلته للوصول إلى الرقم الحالي.

إنقاذ تميمة أرسنال

قدم "عازف الليل" الكثير من العروض المبهرة رفقة نادي أرسنال، لكن العرض الأفضل على الإطلاق قدمه مسعود أوزيل لدفع راتب الموظف الذي يرتدي تميمة النادي "غونراصوص" من أجل بقائه، بعد قرار أرسنال بفصله من أجل تقليل النفقات أثناء فترة الإغلاق إبان جائحة كورونا.

بعد عرض أوزيل، قال أرسنال إن التميمة ستعود بمجرد السماح للجماهير بالعودة للمدرجات بعد تخفيف إجراءات السلامة المتعلقة بفيروس كورونا، وقال النادي "ستظل التميمة جزءاً مهماً في أرسنال، ونتطلع إلى عودتها للترفيه عن جماهيرنا عندما يُسمح لهم بالعودة للمباريات".

وقال أوزيل عبر حسابه على تويتر "كنت حزيناً للغاية لأن جيري كوي، المعروف أيضاً بأنه التميمة الشهيرة والمخلصة للنادي، وجزء لا يتجزأ من نادينا؛ تم الاستغناء عنه توفيراً للنفقات بعد 27 عاماً. بناء على ذلك، أعرض تحمل راتب كوي بالكامل طوال فترة بقائي في أرسنال؛ حتى يتمكن جيري من مواصلة عمله الذي يحبه كثيراً".

تصعيد ألماني واعتزال دولي

كل شيء يخص تدهور علاقة مسعود أوزيل بالكرة الألمانية، بدأ مع الصورة التي التقطها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مايو/أيار 2018.

تلك الصورة أثارت موجة من الغضب اليميني الألماني، واستغلها سياسيون لمهاجمة الجالية التركية بألمانيا، وفتحت الباب أمام صيحات عنصرية لم تتوقف حتى بعد اعتزال أوزيل اللعب دولياً مع منتخب ألمانيا.

تفسير أوزيل، ذي الأصول التركية، حول الصورة كان واضحاً وبسيطاً، قال أوزيل :"إنه كان من الممكن أن يصبح شخصاً لا يحترم أصول عائلته إذا رفض التصوير مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".

وأضاف: "أمتلك قلبين، أحدهما ألماني والآخر تركي (في إشارة إلى أصول عائلته القادمة من تركيا)، وخلال طفولتي علمتني والدتي أن أحترم ولا أنسى من أين أتيت، وما زلت أفكر في هذه القيم حتى اليوم".

رداً على السياسيين الألمان الذين اتهموه بمساندة أردوغان سياسياً قال: "إنها (هذه الصور مع أردوغان) لم تكن لها علاقة بالمواقف السياسية أو من أجل الانتخابات، بل كانت احتراماً للمنصب الأعلى بالبلد الذي تنحدر منه عائلتي".

بعد تلك الصورة، وعقب نهاية كأس العالم 2018، أعلن صانع ألعاب فريق أرسنال الإنجليزي آنذاك، أنه لا يريد اللعب دولياً مع المنتخب الألماني.

قال أوزيل في بيان إن طريقة تعامل الاتحاد الألماني معه جعلته يريد "التوقف عن ارتداء قميص منتخب ألمانيا". وأضاف أن هناك من أراد تحميله مسؤولية إخفاق ألمانيا في نهائيات كأس العالم في روسيا. وتعرض أوزيل في مايو/أيار لانتقادات بعدما أخذت له صورة مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال مناسبة في لندن.

رفض الاتحاد الألماني لكرة القدم "بشكل قاطع" اتهامه بالعنصرية من جانب لاعب أرسنال الإنجليزي مسعود أوزيل، مشيراً في نفس الوقت إلى أنه ربما كان من الممكن القيام بما هو أفضل لحماية اللاعب من الإساءات التي تعرّض لها.

وقال لاعب خط الوسط إنه تلقى رسائل كراهية وتهديدات، وحُمل مسؤولية الأداء المخيب للآمال للمنتخب الألماني في كأس العالم 2018 بروسيا. وقال الاتحاد الألماني لكرة القدم إنه "يأسف لرحيل مسعود أوزيل عن المنتخب الوطني".

الدفاع عن الإيغور

في نهاية عام 2019، أدان أوزيل احتجاز أكثر من مليون من الإيغور وأقليات أخرى في ما يسمى بمعسكرات إعادة التأهيل في مقاطعة شينجيانغ بشمال غرب الصين، حيث يتعرضون للتلقين السياسي والتعذيب والضرب والحرمان من الطعام، وكذلك يُحرمون من حرية الدين واللغة.

منشور أوزيل على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة، 13 ديسمبر/كانون الأول، ندد أيضاً بحرق المصاحف وإغلاق المساجد وقتل علماء الدين. وأبدى لاعب أرسنال استياءه من "صمت المسلمين".

فيما عبر اتحاد كرة القدم الصيني عن "سخطه وخيبة أمله الكبيرة" من تصريحات أوزيل، وفقاً لصحيفة Global Times التي يملكها الحزب الشيوعي الحاكم.

كثيراً ما تلجأ الحكومة الصينية لاستخدام التهديد بخسارة الاستفادة من سوق البلاد المتنامية وسيلة ضغط لمحاولة التحكم فيما تفعله أو تقوله الشركات والجامعات وغيرها من المؤسسات في الخارج عن القضايا السياسية.

يُذكر أن الصين هي سوق البث الخارجي الأكثر ربحاً في الدوري الإنجليزي الممتاز، إذ بيعت حقوق البث بمبلغ 700 مليون دولار في دورة 2019-2022.

من جهته، تبرأ نادي أرسنال من تصريحات أوزيل في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي الصينية ويبو. وقال نادي شمال لندن: "تصريحات أوزيل لا تعبر إلا عن رأيه الشخصي. ويلتزم أرسنال دائماً، باعتباره نادياً لكرة القدم، بمبدأ عدم الانخراط في السياسة".

لا بد أن نادي أرسنال يرغب في تجنب رد الفعل الذي واجهه فريق كرة السلة الأمريكي، هيوستن روكتس، في وقت سابق من هذا العام بعد أن نشر المدير العام للفريق المشارك في الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين، داريل موري، تغريدة تعبر عن دعمه للمتظاهرين المناهضين للحكومة في هونغ كونغ، ما أغضب الجماهير والمسؤولين في الصين.

موقف النادي اللندني كان بمثابة إعلان وفاة العلاقة التي جمعت بين "المدفعجية" وأوزيل.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي