مايكل مور في فيلم ناري جديد: أنقِذوا الكوكب وابتعِدوا عن الطاقة الخضراء!

2020-05-08

يشن الفيلم الوثائقي، الذي مدَّته ساعة واحدة و40 دقيقة، "اعتداءً كاملاً" على مصادر الطاقة المتجددة، من خلال ادعاء أنها ليست "حلاً حقيقياً" لإنقاذ الكوكببلقيس دارغوث

 

تعرَّض الفيلم الوثائقي الجديد للمخرج الأمريكي مايكل مور لانتقادات شديدة وأحدث موجة من الغضب بين ناشطي البيئة. الفيلم الذي يدور حول “نفاق الحركة الخضراء”، اعتبره علماء المناخ والدعاة البيئيون “خطيراً ومضللاً ومدمراً”.

اسم الفيلم Planet of the Humans أو كوكب البشر، وهو من تأليف وإنتاج وإخراج جيف غيبز، وبدعم ترويجي من مايكل مور، الذي ساهم في إنتاجه.

أطلق مايكل مور الفيلم على موقع يوتيوب مجاناً في 21 أبريل/نيسان عام 2020، عشية الذكرى الـ50 ليوم الأرض، مشيراً إلى أنه سيبقى مجانياً لمدة شهر واحد فقط.

يشن الفيلم الوثائقي، الذي مدَّته ساعة واحدة و40 دقيقة، “اعتداءً كاملاً” على مصادر الطاقة المتجددة، من خلال ادعاء أنها ليست “حلاً حقيقياً” لإنقاذ الكوكب.

وقال جيف غيبز (منتج فيلمي Bowling For Columbine, Fahrenheit 9/11

)، إن فيلم “كوكب البشر” مصمَّم لتحفيز النقاش فيما يتجاوز القضية الضيقة لتغيُّر المناخ، والنظر إلى التأثير البشري الشامل على البيئة، وضمن ذلك قضايا مثل الاكتظاظ السكاني البشري وأزمة الانقراض المعاصرة والتي شهدت انقراض نحو 40% من الحياة البرية في السنوات الـ40 الماضية، وما إذا كانت “التكنولوجيا الخضراء” قادرة على حل هذه المشكلات.

لماذا أغضب الفيلم نشطاء البيئة؟

أحد المزاعم الرئيسية للفيلم هو أن بعض القادة والمنظمات البيئية بالولايات المتحدة الذين يروجون للطاقة الخضراء، كانوا في الواقع يروجون لطاقة الكتلة الحيوية، وهذا يعني إلى حد كبير، حرق الأشجار بدلاً من الوقود الأحفوري، وهو الأمر الذي يطلق مزيداً من الكربون في الغلاف الجوي ولا يعد طاقة متجددة أو مستدامة.

ويزعم الفيلم أيضاً أن الرياح والطاقة الشمسية لا يمكنهما إنتاج طاقة كافية لإنقاذ الكوكب من أزمة المناخ، وأن البشرية ما زالت بحاجة إلى الوقود الأحفوري.

وبدلاً من مصادر الطاقة المتجددة -التي يقترح غيبز أنها باهظة الثمن مثل الوقود الأحفوري- يدعو الفيلم أنصار البيئة والمشاهدين إلى توجيه اهتمامهم الكامل نحو قضايا مثل التحكم في عدد السكان والانحدار الاقتصادي من أجل مكافحة تغير المناخ بشكل فعال.

كما ألقى مور الضوء على أخطاء عمرُها عشر سنوات، ارتكبها نشطاء بيئيون بارزون مثل نائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور والمؤلف بيل مكيبين وغيرهما؛ في محاولة لتقديمهم على أنهم شخصيات فاسدة متعطشة للمال.

وانتُقد غور؛ لمساعدته الشركات التي تختبر ما يُدعى أنها تقنيات غير فعالة مقارنة بالحلول الحقيقية لأزمة المناخ.

بدوره، نفى مكيبين الاتهامات، ونفى الشائعات بأنه تلقى أموالاً من شركات الطاقة. وقال إنه لطالما تعرض دائماً لـ”مضايقات لا تنتهي من قطاع صناعة الوقود” و”آخرين يعتبرون أنفسهم ناشطين”، وفقاً لبيان صادر عنه.

 


السيارات الكهربائية ومصادر الطاقة غير المستدامة أو الفعالة

يبدأ الفيلم بالسيارات الكهربائية، السيارة المفضلة للوعي البيئي، بينما تكشف جنرال موتورز بفخر عن سيارتها التي يعمل بالبطارية، ثم يسأل الراوي ببراءة، المدير التنفيذي المسؤول: من أين تأتي الكهرباء لإعادة الشحن؟

الجواب هو: محطات الطاقة، وبشكل أكثر تحديداً محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.

ثم ينتقل إلى لوائح الطاقة الشمسية التي لا تقدم الطاقة المطلوبة للحاجة البشرية اليومية، كما يصور في فيلمه كيف أن معظم الشركات الكبرى كشركات أبل وجوجل وغيرهما الكثير، ما زالت متصلة بمصادر الطاقة الكهربائية العادية، رغم إعلانها أنها أصبحت تعتمد على الطاقة المستدامة 100%.

وأجرى مور وغيبز مقابلات رسمية مع مسؤولين ولقطات أرشيفية لرجال أعمال رائدين ونشطاء بيئيين، إلى جانب لقاءات مع ناس عاديين.

عند إصداره، شارك المخرج الأمريكي والناشط البيئي جوش فوكس في رسالة تدعو إلى “اعتذار وسحب فوري” للفيلم، ووصفه بأنه “إهانة صارخة للعلم والطاقة المتجددة والنشاط البيئي والحقيقة نفسها”.

وتوجد الآن حملة لإزالة الفيلم عن منصة يوتيوب، علماً أن الفيلم حصد أكثر من 6 ملايين مشاهدة في أقل من 3 أسابيع.


مايكل مور: دعوة صارخة لاستعادة الطريق الصواب

بدوره، قال مور إن الفيلم دعوة صارخة للجميع “للمشاركة” في الحفاظ على البيئة، من خلال الابتعاد عن الطاقة الخضراء.

وبينما لم يتطرق صراحةً إلى الانتقادات والاحتجاجات الأخيرة لفيلمه، أشار في مناسبات متعددة إلى أن الحركة “الخضراء” قد “ضللتنا في الكفاح من أجل إنقاذ الكوكب”، على حد تعبيره.

وكتب المُخرج في تغريدة، مكرراً اعتقاده أن مصادر الطاقة المتجددة غير فعالة، وأنه يتم التحكم فيها من قبل الحكومة، وقال: “يعرف الجمهور أننا نخسر معركة المناخ بفضل الربح والجشع والقادة الذين قادونا إلى الخطأ”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي