كيف نواجه خطاب كراهية الإسلام في دول الغرب؟

2020-09-05

أفادت دراسة حديثة طرحتها باحثة بريطانية بجامعة «كامبريدج»، تُدعى بلانكا جرزيجورشيك، أن الأعمال الأدبية التى تناقش قضايا الإرهاب والتطرف بشكل عاقل تساعد الشباب والمراهقين على مقاومة الأفكار المتطرفة و«كراهية الإسلام» التى لا تزال موجودة بشكل ما فى العالم الغربى حتى بعد مرور أعوام على هجمات الحادى عشر من سبتمبر الإرهابية على الولايات المتحدة الأمريكية، والتى شهدت مقتل ما يقرب من 3000 شخص وإصابة آلاف آخرين، وأسفرت عن شن القوات الأمريكية الحملات العسكرية فى أفغانستان فيما وصفته بـ «الحرب على الإرهاب».
وبينت الباحثة أن الهدف من بحثها تسليط الضوء على «الكتب المضادة» للخوف من المسلمين والإسلام؛ والتى تقدم للقارئ حبكات مترابطة تتجاوز الانقسامات العرقية أو الثقافية أو الدينية أو القومية، وأشارت إلى أن هذا يمكن أن يساعده على تقبل فكرة الحياة مع الآخر، ممن يشاركه الأرض ولا يشاركه المعتقد الدينى أو الهوية.

وقالت «جرزيجورشيك» إن وسائل الإعلام فى الغرب ــ ولا سيما بريطانيا ــ اعتادت على «تصوير المجتمعات المسلمة والمهاجرة على أنها تشكل تهديدًا لجوهر الثقافة والقومية والهوية البريطانية»، وأكدت أن السواد الأعظم من المؤلفين البريطانيين يتبنون الفكرة نفسها، وأضافت أن العديد من الكتب «تُصوِّر الإجراءات الأمنية المشددة التى لم تزل الدولة البريطانية تتخذها تجاه المسلمين»، والتى زادها اشتعالًا توجُّه وسائل الإعلام لخلق «بارانويا» معينة من بعض الطوائف ذات الخلفية الدينية أو العرقية المختلفة، مما ساعد على تعزيز الخوف الدائم من المسلمين.

ومن بين الأعمال الأدبية التى شملتها الدراسة، رواية «Run, Riot» للمؤلف البريطانى نيكيش شوكلا، حيث قالت «جرزيجورشيك» عنها: «إنهم يقدمون للجمهور الشاب رواية مضادة لذلك الخطاب المعادى للمسلمين والمهاجرين»، ووصف أحد القراء شخصيات الرواية ــ مُشيرًا إلى سلاستها وواقعيتها ــ بـ«الأفراد العاديين ذوى الآمال والطموحات».

كما شملت الدراسة أيضًا رواية «أنا الرعد » للكاتب البريطانى محمد خان، وهى تروى الطريقة التى قاد بها التنمر والتهميش فتاة بريطانية آسيوية للتطرف، وقال أحد القراء عن الرواية: «لقد أعطت الشباب وجهة نظر مختلفة عن التطرف والإسلام»، و«بددت الكثير من تلك الأساطير، كما ركزت على أوجه التشابه بين الناس بدلا من الاختلافات».

وكشفت «جرزيجورشيك» عن أن الروايات يمكن أن تساعد فى التعامل مع قضايا مثل الإسلاموفوبيا بشكل أفضل بكثير؛ لأنها تعرض تفاصيل حياة «الآخر» من الداخل، مما يؤدى لكسر الحواجز بينه وبين المتلقى، كما أشادت فى الدراسة بما أسمته بـ «النشاط الشبابى الحالي»، مشيرة بذلك إلى الحركات الحقوقية العالمية على غرار «حياة السود مهمة ــ Black Lives Matter » التى أشعلت شوارع الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجًا على عنف الشرطة، وFriday for Future، وهى حركة دولية لطلاب المدارس الذين يأخذون إجازة من الفصل الدراسى أيام الجُمْع للمشاركة فى مظاهرات احتجاجية على الأفعال التى تسبب ضررًا للبيئة؛ مثل الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية المختلفة.

الدراسة شملت 28 كتابا، وهى أول دراسة تهدف لفحص تلك النوعية من الكتب ــ لاسيما التى نشرت منذ عام 2001 ــ والتى تزايد الطلب عليها من جمهور الشباب والمراهقين بعد أحداث 11/9، وأيضًا تفجيرات لندن الإرهابية، ومن ضمن الأعمال الأخرى التى شملتها الدراسة رواية «أصفار وصلبان» للمؤلفة البريطانية السمراء مالورى بلاكمان، و«صبى جوانتانامو» للكاتبة آن بريرا، و«المصيدة» للكاتب آلان جيبونز. وأوضحت الباحثة أن تلك الروايات تعزز خلق نوع جديد من الترابط عبر الثقافات، وتناهض مبدأ «إما نحن أو هم»، وقالت إحدى القارئات إن الكتب قد غيرت آراءها السياسية وجعلتها «ترغب فى العمل وفقًا لتلك المثل العليا»، كما أكدت أنها منحتها طريقة مختلفة للنظر إلى العالم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي