فرنسا: منصة خدمات التوصيل ”ستوارت“ تطرد عشرات العاملين من المهاجرين غير النظاميين

2020-10-22

 

بين عشية وضحاها، فصلت منصة ”ستوارت“ لخدمات التوصيل نحو 40 موظفا من المهاجرين غير النظاميين. وقالت الشركة إنها تطبق وتحترم للقانون، في حين أكد العمال أن المنصة كانت على علم بأن الموظفين أجانب غير نظاميين. وبدعم نقابي، يطلب الموظفون الذين تعرضوا للطرد تسوية لأوضاعهم.

كشفت صحيفة ”لوبز“ اليومية أن 24 عامل توصيل من المهاجرين غير النظاميين، فُصلوا من منصة ”ستوارت“ الفرنسية. الشركة تابعة لـ”خدمة البريد الفرنسي لا بوست“، وتقوم بشكل أساسي على خدمات التوصيل لشركات التموين والشركات المستقلة وحتى عمليات التوزيع. وأكدت الشركة أنها طردت العمال لأن أوراقهم ليست نظامية.

مامادو (29عاما) أحد الموظفين السابقين في الشركة، قال إن ”ستوارت“ استغنت عن عمال أجانب آخرين، بعد نشر المقال الصحفي. مضيفا ”40 شخصا يعيشون هذا الوضع، وتسريح العمال مستمر إلى يومنا هذا“.

بدأ الشاب السنغالي العمل في المنصة منذ شهر أيار/مايو 2019. وفي 29 أيلول/سبتمبر من العام الجاري، وصله بريد من الشركة يعلمه بإيقاف حسابه. ولم يستطع مامادو الاتصال بالتطبيق الذي يتيح له قبول طلبات التوصيل، أي بات الشاب عاطلا من العمل. منصة ”ستوارت“ أخبرته أنه مفصول، فأوراقه الثبوتية لا تسمح له بالعمل في فرنسا، من دون تقديم أي توضيح إضافي.

”استغلونا وسط أزمة صحية“

يقول مامادو مستنكرا ”منذ أن سجلت حسابا في منصة ستوارت للعمل، وضعت صورة عن جواز سفري السنغالي، علموا منذ البداية أنني أجنبي. وفي نهاية الحجر الصحي، طلبوا مني أن أعيد إرسال أوراقي الثبوتية، وهذا ما فعلته ولكن مع ذلك أغلقوا حسابي من التطبيق“

موضوع يهمك : اليونان الكشف عن 30 إصابة بفيروس كورونا في مخيم فيال للمهاجرين

خلال فترة عمله التي استمرت لعام ونصف، بواقع 10 ساعات يوميا، أتم مامادو أكثر من 1854 طلبية، يقول ”أوصلت أزهارا وأدوية ومنتجات من المتاجر والمطاعم الغذائية مثل مونوبري وماكدونالز …“. يؤكد الشاب أن ساعات عمله لم تقل أثناء فترة الحجر الصحي، وأنه بقي مواظبا على العمل، لكن في النهاية قررت الشركة فصله ”استغلونا وسط أزمة صحية والأن قرروا طردنا“.

يعتمد عمال الشركة المفصولون على دعم نقابة ”كلاب“. المتحدث الرسمي باسم النقابة جيروم بيمو، أوضح أن العمال من المهاجرين غير النظاميين يشكلون الأيدي العاملة لمنصة ستوارت، ومن دونهم لما تمكنت المنصة من توصيل الطلبات لمستخدميها أثناء فترة الحجر الصحي، ذلك أن الموظفين النظاميين توقفوا عن العمل لأنهم تلقوا المساعدة. مضيفا ” تظاهرالمسؤولون عن ستوارت بأنهم لا يعرفون أن الشركة توظف أجانب غير نظاميين، كيف يمكن ذلك وأغلب من قُبلوا للعمل وضعوا جوازات سفر أجنبية عند تسجيل حسابهم؟

“الامتثال للقانون"

وردا على سؤال وجهته وكالة الأنباء الفرنسية، قال مسؤولو المنصة إن الامتثال للقانون هو الخيار الوحيد لديهم، وأنهم تصرفوا فور معرفتهم بحدوث محاولات احتيال. مضيفين أن المنصة تتحقق بطريقة ممنهجة من الأوراق الثبوتية وتصاريح الإقامة لجميع العاملين أو من يرغبو في العمل، والذين تطلق عليهم المنصة اسم ”الشركاء في خدمات التوصيل“.

ويعود إغلاق حسابات العاملين من المهاجرين غير النظاميين إلى أداة رقمية للشركة تتأكد من صحة الوثائق المرسلة عبر الانترنت، وتكشف أي خلل يصعب ملاحظته عن طريق الموظفين.

موضوع يهمك : ارتفاع غير مسبوق لهجرة الشباب المغاربي.. لماذا الآن؟

ما حصل في منصة ”ستورات“ يشابه ما فعلته منصة ”فريتشي“ لخدمات التوصيل. إذ فصلت عشرات العاملين غير النظاميين، عقب مقال صحفي قال إنها توظف مهاجرين غير نظاميين. ولكن بعد أن فصلت "فريتشي" عمالها ممن لا يملكون أوراق ثبوتية أو تصاريح عمل، أطلق نحو 200 عامل منهم حركة احتجاجية في حزيران/يونيو. واستطاع نصفهم نتيجة ذلك التوصل إلى تسوية بدعم من نقابة ”سي جي تي“.

وسيسعى الموظفون الذين فصلتهم منصة ”ستوارت“ للحصول على تسوية لأوضاعهم. وطلبت نقابة ”كلاب“ الأسبوع الماضي مقابلة مع الشركة. جاء الرد بالموافقة شرط أن يأتي كل موظف مفصول على حدة، التزاما بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا.

المتحدث باسم "كلاب" قال إنه قلق من تعرض العمال من المهاجرين غير النظاميين للضغط، بسبب تواجد كل شخص منهم وحيدا مع المسؤولين في ستيوارت، ويضيف مستنكراً ”يقولون إنه ليست لديهم قاعة تتسع لأكثر من أربعة أشخاص“.

حتى ذلك الوقت، يصرّ عمال التوصيل من المهاجرين غير النظاميين ونقابة ”كلاب“ على مواصلة الضغط للحصول على تسوية، وفي مطلع الأسبوع المقبل سيتظاهر العمال مقابل الشركة في الدائرة 17 في العاصمة باريس.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي