ترامب أم بايدن؟.. سؤال حاسم لبريطانيا في خضم بريكست

2020-10-27

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

لندن- تترك الروابط الوثيقة بين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب “العلاقة المميزة” بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مشرعة على كل المخاطر في حال فاز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأسبوع المقبل، في وقت تحتاج البلاد إلى حشد كل أصدقائها للتخفيف من العواقب الاقتصادية لبريكست.

فبعد بريكست في 31 كانون الثاني/يناير الماضي، سيتحرر البريطانيون في الأول من كانون الثاني/يناير المقبل من القواعد الأوروبية. وبموجب مفهوم “غلوبال بريتن” تؤكد لندن أنها تريد تنشيط شراكاتها مع بقية دول العالم ولا سيما “حليفتها الكبرى والأهم” على ما يؤكد بوريس جونسون.

فخلال مقابلة عبر محطة “سي أن أن” أشار وزير المال البريطاني السابق جورج اوزبورن إلى “إعادة تموضع لندن الحثيثة” مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي الأمريكي الذي يتقدم فيه المرشح الديمقراطي جو بايدن بحسب ما تظهر استطلاعات الرأي.

وحذر: “لا أظن أن جو بايدن سيكون متحمسا كثيرا حيال الحكومة البريطانية الراهنة وينبغي العمل بجهد كبير من أجل تغيير الوضع”.

في الفترة السابقة أغدق الرئيس الأميركي الإطراءات على بوريس جونسون الذي يتشارك معه الشعر الأشقر وميلا إلى بعض التراخي في نقل الوقائع، متبجحا بأنه يلقب بـ”ترامب البريطاني”. في المقابل كانت تربطه علاقات سيئة مع رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي ولم يخف تأييده لبريكست.

في المقابل، أبدى جو بايدن ازدراء بجونسون قبل الانتخابات البريطانية في كانون الأول/ديسمبر واصفا إياه بأنه “مستنسخ على صعيد الجسد والمشاعر” عن ترامب. وكان بايدن نائبا للرئيس الأمريكي في 2016 عندما اتهم جونسون الذي كان يومها رئيس بلدية لندن، باراك أوباما بمواقف مناهضة لبريطانيا بسبب “جذوره الكينية جزئيا” و”عدائه المتجذر حيال الإمبراطورية البريطانية”.

حليف موثوق

تلك ملاحظات لا يمكن نسيانها. وقد نبشها مجددا بن رودز مستشار أوباما السابق واصفا بوريس جونسون بأنه ترامب “لكن بتسريحة شعر أفضل” وأكثر ذكاء. ولن تسهل هذه الأجواء العلاقات في حال فوز جو بايدن الذي سيؤدي على الأرجح إلى عودة كثير من قدامى إدارة باراك أوباما.

لكن هيذر كونلي مديرة برنامج أوروبا في “سنتر فور ستراتيتجيك أند انترناشونال ستاديو” في واشنطن تقول إن “الشعبويين هم مثل الحرباء فهم يتلونون بحسب البيئة السياسية. وفي حال فوز بايدن فسيتغير لون جونسون بشكل لافت”.

لكن في الجانب الأمريكي “المسائل المرتبطة ببريكست ستدار بطريقة مختلفة من جانب إدارة بايدن مقارنة بحماسة إدارة ترامب الكبيرة لبريكست”.

ومع خروجها من الاتحاد الأوروبي، تريد لندن إبرام اتفاق للتبادل الحر مع واشنطن إلا أن وعد ترامب بالتوصل إلى اتفاق “رائع” وعموما إلى تقارب مفعم بالوعود بعد بريكست، لم يتبلور بعد.

وأصبح بريكست في مرمى انتقادات الديموقراطيين عندما عرضت الحكومة البريطانية مشروع قانون يعود عن أجزاء من الاتفاق المبرم بين لندن والأوروبيين ولا سيما التدابير المتعلقة بإيرلندا الشمالية لتجنب العودة إلى حدود مع جمهورية إيرلندا.

وحذر جو بايدن الفخور بأصوله الأيرلندية، بحدة من استحالة إبرام اتفاق تجاري في حال عرضت لندن اتفاقية السلام الموقعة العام 1998 في المقاطعة البريطانية، للخطر.

وبعيدا من المسائل الشخصية وبريكست، تبقى بريطانيا التي تتولى العام المقبل الرئاسة الدورية لمجموعة السبع أقرب إلى دول أوروبية مثل فرنسا وجو بايدن منها إلى إدارة ترامب حول عدد كبير من المسائل مثل التغير المناخي وإيران وروسيا وحلف شمال الأطلسي.

وفي العلن، تتحفظ الحكومة البريطانية عن تحديد من تفضل من المرشحين الأميركيين إلا أن بعض نواب حزب المحافظين يبدون أقل تحفظا.

ففي صحيفة “ديلي تلغراف” قال ساجد جويد وزير المال السابق في حكومة بوريس جونسون إن جو بايدن سيكون “حليفا موثوقا به أكثر على صعيد التجارة والعلاقات الدولية والقيادة الأخلاقية. بريطانيا ستكون في حال أفضل مع بايدن”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي