أحرق نفسه في بيروت.. اليأس يتسلل إلى صفوف اللاجئين

2020-11-08

أقدم مهاجر سوري على إحراق نفسه أمام مقر مفوضية اللاجئين في بيروت، أمس الخميس، احتجاجا على تردي أوضاعه المعيشية وعدم قدرته على توفير العلاج لابنته المصابة بالسرطان.

فاجعة إنسانية جديدة مسرحها الرصيف المقابل لمقر مفوضية شؤون اللاجئين في بيروت، حيث أقدم لاجئ سوري على إحراق نفسه، أمس الخميس 5 تشرين الثاني/نوفمبر، احتجاجا على تردي الظروف المعيشية العامة وعدم قدرته على الحصول على علاج مناسب لابنته المصابة بالسرطان.

اللاجئ الذي يرقد حاليا في أحد مستشفيات العاصمة اللبنانية، أطلق صرخة تعبر عن معاناة مئات الآلاف من السوريين وغيرهم في لبنان، ممن أحاقت بهم الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد، وأدت إلى ارتفاع هائل بمعدلات الفقر.

وفي تفاصيل الحادث، فإن اللاجئ كان قد توجه إلى مقر المفوضية في بيروت عدة مرات طلبا للمساعدة في تغطية تكاليف علاج ابنته، ولما لم يجد استجابة، أقدم على إحراق نفسه في خطوة احتجاجية وتعبيرا عن يأسه وإحباطه.

وقبل أكثر من 20 يوما، شرع عدد من اللاجئين السوريين والأفارقة في لبنان في تنفيذ اعتصام مفتوح أمام مقر مفوضية اللاجئين في بيروت، للمطالبة بتحسين ظروفهم الحياتية وحصولهم على المساعدات، التي وفقا لتعبير بعضهم، تصل باسم اللاجئين لكنها لا توزع عليهم.

اعتصامات مستمرة

خالد اليوسف، المتحدث باسم اللاجئين السوريين المعتصمين أمام المفوضية، قال لمهاجر نيوز إن اعتصامات اللاجئين مستمرة بشكل دوري منذ أكثر من سنة، "إلا أن معاناتنا لم تنته بعد". وأضاف "الأزمة الاقتصادية وأزمة كورونا وانفجار بيروت، كلها أحداث زادت من عبئ مشاكلنا هنا. المعتصمون هنا على سبيل المثال، جميعهم طُردوا من منازلهم بعد عجزهم عن دفع الإيجارات، نساء وأطفال ورجال، جميعنا ننام في العراء هنا إلى أن يجدوا لنا حلا".

موضوع يهمك : كندا ترغب في استيعاب مزيد من اللاجئين خلال الأعوام الثلاثة القادمة

وتابع اليوسف "ما يصلنا من المفوضية دائما هو دعوتهم لنا بالالتزام بالآليات المحددة مسبقا، ومنها آلية الخط الساخن. هي وعود فارغة. قرروا أن يتجاهلوا مطالبنا المشروعة بكل بساطة... الكثير من اللاجئين باتوا يعانون من أزمات نفسية وحالات اكتئاب وانهيارات عصبية، كثيرون باتوا يفكرون بالانتحار أو بحرق أنفسهم، وهذا ما حصل مع الشاب البارحة بعد أن بلغ اليأس حدّه معه ووصل إلى مرحلة حرجة، فأضرم النار بنفسه".

"كالمعتاد لم يخرج أحد للاستماع إليه والرد على تساؤلاته"

أحد اللاجئين السودانيين المشاركين في الاعتصام، قال لمهاجر نيوز إن اللاجئ الذي أضرم بنفسه النار توجه "أكثر من مرة إلى موظفي المفوضية محاولا الحصول على رد حول طلب مساعدته بعلاج ابنته، لكن كالمعتاد لم يخرج أحد للاستماع إليه والرد على تساؤلاته. ربما وصلت به الأمور إلى طريق مسدود، فآثر إنهاء حياته على مراقبة ابنته تموت أمام ناظريه دون أن يتمكن من القيام بشيء".

وفي تعليق على الحادثة، أكدت المفوضية في حديث مع وكالة الأنباء الفرنسية أن "حادثا مأساويا وقع صباحا (الخميس 5 تشرين الثاني/نوفمبر) حين أضرم لاجئ سوري، مسجّل لدى المفوضية، النار بنفسه على مقربة من مركز المنظمة في بيروت". ولم تضف الوكالة أي معلومة إضافية حول اسم الضحية ولا السبب الكامن وراء إقدامه على محاولة الانتحار.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي