السلام.. رؤية الإمارات للعالم
2022-09-22
محمد خلفان الصوافي
محمد خلفان الصوافي

الإمارات من أكثر الدول التي تؤمن بالسلام العالمي الذي يحتفل به العالم يوم الحادي والعشرين من سبتمبر. وبمبدأ أن على الجميع أن ينظروا لبعضهم أنهم مختلفون ولكن عليهم أن يفهموا أن من حق الكل أن يعيشوا بسلام وأمن. رؤية الإمارات للعالم هذه لم تأت من فراغ، وإنما هي من فلسفة آمن بها مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأن السلام هو السبيل الوحيد للبناء والتقدم.

ربما هذا هو التفسير الوحيد لما تعيشه الإمارات اليوم من قصة نجاح وقدرتها على استمرار النجاح التنموي الشامل رغم الأحداث التي مرت بالمنطقة والعالم. هذه الرؤية والقناعة السياسية تحولت في العام 2020، لتخطو بذلك الإمارات خطوة أكبر بتوقيع الاتفاقية الإبراهيمية مع دولة إسرائيل، متجاوزة بذلك إحدى أكثر القناعات السياسية بأنها الدولة التي تمثل حالة عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط وربما العالم. من ذلك التاريخ بدأت دول المنطقة تنظر بهذا المنظار الجديد، فوقعت مع الإمارات كل من البحرين والمغرب والسودان. وجاءت زيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي إلى إسرائيل للاحتفاء بالاتفاقية الإبراهيمية والتأكيد بأن السلام هو خيار الإمارات.

يعرف السلام العالمي بأنه منع حدوث حرب بين الدول، وضمان التفاعل بين مواطني الدول بشكل طبيعي. لكن الإمارات أضافت على هذا التعريف الكثير من المواصفات الإنسانية. فبالإضافة إلى ذلك، هي دولة مضيافة لكل شعوب العالم بمختلف الأعراق والأديان. وهي تبادر بأفكار إيجابية وعميقة لكي يتحول الجميع نحو السلام.

“وثيقة الأخوة الإنسانية” هي بيان من دولة الإمارات لرؤيتها السياسية للعالم وخطوة عملية لتطبيق التعايش والسلام العالمي. ودعوة نحو فهم أفضل للعالم الذي يواجه تحديات صعبة وأليمة على الإنسان.

التوتر السياسي والتشدد من أهم سمات منطقة الشرق الأوسط. ودوله مقسمة ومجزّأة وفق قربها وبعدها من الأزمات الموجودة فيه، الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، الاختلافات الفكرية بين قناعات الإسلاميين والليبراليين. والكل يحدد مكانه من هذه القضايا. إلا الإمارات كانت تجد في كل منها “فرصة سلام” يمكن إيجادها بطريقتها لاحترام الإنسانية، وبتبنيها الحلول الوسط في اختلافات الرأي وليس في الخلاف على المبادئ والقيم. وهو ما جعلها مختلفة ومتميزة، فاستطاعت أن تخلق في الإقليم نوعاً من التداخل في المصالح المشتركة لإيجاد انفراجة دبلوماسية في واحدة من أعقد الأزمات العالمية، ألا وهي القضية الفلسطينية. اليوم يمكن اختصار رؤية الإمارات للمنطقة: السلام هو القيمة الوحيدة التي يمكن أن تنقل الجميع من القتال والاختلاف إلى التنمية والاستقرار والعيش المشترك.

الإمارات دولة إقليمية محفزة للآخرين بأن أسس التنمية والحياة الكريمة للإنسان تأتي من الالتزام بالسلام بمفهومه الشامل، ولكنها في المقابل تترك مسألة اختيار الآخرين المسار الذي يناسبهم في إقرار مصيرهم.

دون إزاحة الحواجز والعوائق أياً كان نوعها، سياسية، عقائدية أو عرقية، لن نستطيع التفاهم من أجل العيش المشترك. وقد ندفع تكاليف كبيرة في حياة الشعوب والإنسانية. ولو سأل أحد في الإمارات مواطناً كان أو مقيما كيف استطاعت الإمارات أن تكون في هذه المكانة العالمية لدى الدول والشعوب؟ الجواب المقتضب سيكون: السلام.

لا يمكن البحث أو الحديث عن النهوض بالمجتمعات الإنسانية في منطقتنا، ولا عن الاستقرار العالمي الذي يعتمد على ما يحدث في هذه المنطقة، أو مواجهة التحديات المستقبلية في العيش المشترك إلا إذا فكرنا في السلام في منطقة الشرق الأوسط الذي تعمل الإمارات بخطوات عملية على تحقيقه.


*كاتب إماراتي - العرب
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس



مقالات أخرى للكاتب

  • لماذا تسرع الإمارات إلى إدانة الإرهاب؟
  • إيران والخليج.. وجهة نظر مختلفة
  • قمة محورها العراق





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي