أحلام المهاجرين في بيلاروس بالوصول للاتحاد الأوروبي تتضاءل

2021-11-22

البعض من المهاجرين تمكنوا من العودة إلى العاصمة البيلاروسية مينسك (أ ف ب)

مينسك: تضاءلت فرص المهاجرين بالعبور عبر الحدود من بيلاروس إلى بولندا، في وقت يفكر فيه كثير من هؤلاء اللاجئين بالتخلي عن سعيهم بالوصول للاتحاد الأوروبي.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الأمل تضاءل لدى كثير من المهاجرين بالسماح لبولندا بفتح ممر إنساني أمامهم للعبور إلى الدول الغربية، وسط إفادات بتعرضهم للعنف من قوات البلدين.

والأحد، وافق الكثير من المهاجرين على مغادرة مخيماتهم البدائية قرب الحدود البولندية والانتقال للإقامة في مخازن ومستودعات مؤقتة جهزتها السلطات البيلاروسية لهم، ولكن الكثير من أولئك الذين يحلمون بدخول دول الاتحاد الأوروبي يخشون من أن تلك الخطوة تأتي لإعادتهم إلى بلادهم أو منعهم من محاولة العبور مرة أخرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن البعض من المهاجرين تمكنوا من العودة إلى العاصمة البيلاروسية مينسك، حيث لجأ البعض إلى بيوت الشباب أو ظلوا في الشوارع.

وقال الشاب العراقي، آرام عادل (24 عاما)، "الأمر صعب الآن" بعد أن حاول العبور إلى بولندا 10 مرات دون جدوى.

وأشار عادل إلى أنه دفع أكثر من 5 آلاف دولار للوصول إلى بيلاروس، حيث يسعى للوصول إلى ألمانيا أو الولايات المتحدة؛ لأنه عمل في شركة أميركية لفترة من الوقت بإقليم كردستان العراق.

كانت الصحيفة الأميركية أفادت خلال الأيام الماضية أن عدد المهاجرين الذين كانوا يقيمون في مخيمات حدودية بين بيلاروس وبولندا انخفض بشكل كبير.

قال العديد من المهاجرين إن المعاملة القاسية ساهمت في قرارهم الفرار من المنطقة الحدودية والعودة إلى العاصمة مينسك، من بينهم ناهد عباسي وهي إيرانية تبلغ من العمر 31 عاما.

وقالت عباسي إنها أمضت خمسة أيام دون طعام أو ماء أو مأوى بالقرب من مدينة بريست جنوب غرب بيلاروس على الحدود البولندية.

وبعد نجاحها في العبور إلى بولندا، قالت إن قوات الأمن البولندية تعاملت معها بخشونة وإعادتها مع صديقتها إلى بيلاروس مرة أخرى.

وأضافت عباسي: "لقد هاجموني وضربوني وأطلقوا عليّ الغاز"، حيث ظهرت عليها جروح عميقة وكدمات على ساقيها وجرح في جانب جبينها.

قالت: "الآن أنا خائفة من بيلاروس"، مؤكدة أن ما لديها من مال نفد تقريبا وتخشى ترحيلها بعد أن كانت تأكل خي وصديقتها من العبور نحو المملكة المتحدة في نهاية رحلتها.

واتهم القادة الأوروبيون الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، بتشجيع المهاجرين الذين ينتمي معظمهم لدو شرق أوسطية، على السفر إلى بيلاروس ومحاولة عبور الحدود إلى بولندا انتقاما من العقوبات الأوروبية ضد نظامه. ورفض لوكاشينكو هذه المزاعم.

والخميس، عاد مئات العراقيين الذين لم يفلحوا في الدخول إلى الاتحاد الأوروبي من بيلاروس، إلى بلادهم محملين بقصص معاناة وسوء معاملة، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

عاد مئات العراقيين الذين لم يفلحوا في الدخول إلى الاتحاد الأوروبي من بيلاروس، إلى بلادهم محملين بقصص معاناة وسوء معاملة (د ب أ)

والأحد، نقلت وكالة أنباء "بيلتا" الرسمية عن مساعد رئيس بيلاروس، يوري كاراييف، قوله لممثلي منظمة الصحة العالمية الذين زاروا المنطقة الحدودية، إن سلطات الحدود البيلاروسية تراقب باستمرار ما إذا كان اللاجئون يريدون العودة إلى ديارهم.

وفي حين، انتقدت السلطات البيلاروسية، بولندا على أنها تبذل كل ما في وسعها لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى الحدود ونشرها قوة غير مبررة ضد المهاجرين لمنعهم من العبور، اتهم رئيس الوزراء البولندي، الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو باستخدام المهاجرين كسلاح في حرب مختلطة تهدف إلى زعزعة استقرار بلاده وإحداث فوضى بالاتحاد الأوروبي.

وأعاد التلفزيون الحكومي البيلاروسي بث مشاهد من الأيام الأخيرة لحرس الحدود البولنديين وهم يطلقون الغاز المسيل للدموع على حشود من المهاجرين في الحدود ورشهم بخراطيم المياه أثناء محاولتهم الاقتراب من المتاريس التي تصطف على جانبيها قوات الأمن البولندية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي