متطوعون يتدربون على إنقاذ الحيتان في نيوزيلندا

أ ف ب-الامة برس
2021-12-20

مجموعة من متطوعي "بروجكت جوناه" يُدرّبون على كيفية منع حوت من العودة إلى الشاطئ في نيوزيلندا في 11 كانون الأول/ديسمبر 2021 (أ ف ب) 

على شاطئ في نيوزيلندا تعصف به الرياح، يمسك عناصر إنقاذ متدربون بقوة شبكة ثم يضعونها في المياه ليطلقوا أخيرا في البحر حوتاً وزنه طنّان... من المطاط.

تحت أمطار ويلينغتون، يعطي أحد المدرّبين توجيهات لطلّابه قائلاً لهم "حافظوا على فتحة النفث مفتوحة... أنتم قريبون جدّاً من الذيل، يمكن لضربة واحدة أن تصيبكم والحوت بجروح خطرة".

لم يحدّ تردي الأحوال الجوية من حماسة المجموعة التي تمكّنت من التحكّم بالنسخة غير الحقيقية من الحوت الطيار، المُسمّى أيضاً الدلفين الطيار، التي يبلغ طولها خمسة أمتار، لرفعها على بساط محاط بعوامين قابلين للنفخ.

ونقل المتطوّعون المتدرّبون من "بروجكت جوناه"، وهي منظمة غير حكومية لإنقاذ الحيتان في نيوزيلندا، النسخة المقلّدة العملاقة ونسخة أصغر وزنها 200 كيلوغرام إلى عمق البحر.

ويتيح الحوت المصنوع من المطاط والممتلئ بالمياه للفرق الاستعداد لحالات طوارئ حقيقية، إذ تُعرف نيوزيلندا بتسجيلها أحد أعلى معدلات جنوح الحيتان في العالم.

ووفق الأرقام الرسمية، يجنح نحو 300 حيوان إلى الشواطئ في البلاد، وليس من غير المألوف رؤية مجموعات مؤلّفة من 20 إلى 50 حوتاً طياراً جانحة إلى الشاطئ.

ويمكن أن ترتفع الأعداد إلى المئات في حوادث الجنوح الجماعي، كما حدث في العام 2017 عندما تقطعت السبل بنحو 700 دلفين طيار.

وقالت المسؤولة عن التواصل في "بروجكت جوناه" لويزا هوكس للمتدرّبين البالغ عددهم حوالى ثلاثين خلال دورة تدريبية في ويلينغتون "ستُسجَّل دائماً عمليات جنوح. حصلت واحدة الاثنين، ومن المحتمل أن تحصل أخرى الأسبوع المقبل".

ولم يتعين الانتظار لأسبوع حتى يقع حدث حزين. فأثناء إجراء التدريب، عُثر على دلفين طيّار صغير على ساحل كرايستشيرش، في الجانب الآخر من البلاد.

مع استمرار تدريب المنقذين في قاعة الاجتماعات، يسير منسق "بروجكت جوناه" في الخارج، مقدّماً النصائح عبر الهاتف لحراس الحياة البرية الذين يحاولون إنقاذ حيوان، على بعد أكثر من 400 كيلومتر.

   متطوّعون من "بروجكت جوناه" يتعلّمون كيفية إنقاذ حوت في ويلينغتون في 11 كانون الأول/ديسمبر 2021 (أ ف ب) 

لكن هذه الجهود لم تنجح في تحديد موقع الجنوح، واضطر عناصر الإغاثة إلى القضاء على الصغير بعد ساعات قليلة.

- "مصيدة مثالية للحيتان" -

وتقول هوكس للمتطوعين "الجنوح له تأثير عاطفيّ كبير. وعدم إطلاق الحوت أمر مؤلم بخاصة إذا كنت مرتبطًا به".

بالإضافة إلى الجانب العاطفي، يحمل إنقاذ الحيتان الكثير من المخاطر الجسدية، مثل الإصابات التي يسبّبها ترويض الحيوان.

وتطلق فتحة النفث لدى الحوت البكتيريا والفطريات، وتتلوث المياه حول الحيوانات العالقة بالبراز والدم الذي يمكن أن يجذب أسماك القرش.

كذلك، تمثّل الجيف خطراً إذ يمتلئ البطن خلال التحلل بالغازات التي يمكن أن تتسبّب بانفجار الجيفة.

لا أحد يعرف سبب جنوح الحيتان والدلافين، لكن هوكس تعزو ذلك إلى أنّ الثدييات المسنّة أو المريضة أو المصابة تقترب من الشاطئ وتتبعها حيوانات أخرى.

وتشمل معظم حالات الجنوح الجماعية في نيوزيلندا دلافين طيارة على شواطئ قليلة الانحدار، مما يؤدي إلى تشويش في السونور وجعلها تعتقد أنّها في المياه.

ثم تحاول حيتان أخرى من المجموعة الاستجابة إلى إشارات الاستغاثة وتجد أنفسها محاصرة بدورها.

وتقول هوكس "هذا ما نسمّيه فخ الحيتان المثالي".

ووُجد ارتباط بين حالات الجنوح وانفجارات الألغام تحت الماء أو التدريبات التي تقوم بها القوات البحرية العسكرية.

- أربعة آلاف متطوّع -

يُعثر على معظم الحيتان الجانحة مصابةً بسوء التغذية، ومعدتها مليئة بالتلوث البلاستيكي.

ويُنظر إلى "بروجكت جوناه" التي تأسست في العام 1974، باعتبارها رائدةً في إنقاذ الحيتان، إذ تساعد في تدريب الشرطة وخدمات الحفظ في نيوزيلندا.

وتضمّ المنظمة غير الحكومية شبكة من 4000 متطوّع، معظمهم من الأشخاص العاديين الذين خضعوا لتدريب أساسي ليصبحوا منقذي ثدييات بحرية.

وتقول ليونورا هوك وهي مدرّسة من ويلينغتون "أنا أسبح في المحيطـ ورأيت الكثير من الحيتان النافقة، وأريد أن أعرف ماذا عليّ أن أفعل في المواقف حيث هنالك فرصة لإنقاذها".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي