بلومبرج: استمرار الإقبال السعودي القوي على الاكتتاب في الطروحات العامة بالإمارات

دبي - تشير أرقام عمليات الطرح العام الأولي في السوق الإماراتية خلال العام الماضي إلى استمرار إقبال المستثمرين السعوديين على الاكتتاب في هذه الطروحات رغم تزايد حدة المنافسة الاقتصادية بين السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أنه رغم العلاقات الودية التاريخية التي تربط بين الرياض وأبوظبي، شهدت الفترة الماضية بعض المشاحنات حيث قررت السعودية إلزام الشركات الدولية على فتح مقارها الإقليمية في المملكة وليس في دبي كما جرت العادة حتى تسمح لها بالعمل في السوق السعودية.

وفي المقابل، ردت الإمارات بتخفيف القيود القانونية والاجتماعية على الأجانب المقيمين على أراضيها لكي تصبح مكانا أكثر جاذبية للعمل والاستثمار.

وقال كريستيان كاباني رئيس إدارة أسواق المال في وسط وشرق أوروبا ببنك أوف أمريكا "رأينا المزيد من المستثمرين السعوديين الذين يستثمرون في الإمارات العربية المتحدة، مضيفا أن المستثمرين السعوديين حصلوا على نصيب كبير من الأسهم التي تم طرحها للاكتتاب العام مؤخرا ويتطلعون الآن إلى سوق دبي".

وذكرت بلومبرج أن أسواق المال السعودية والإماراتية شهدت خلال العام الماضي طروحات عامة أولية بقيمة إجمالية 1ر9 مليار دولار. وكان نصيب بورصة دبي محدودا في الوقت الذي تحاول فيه اللحاق بالسوقين الرئيسيتين في المنطقة وهما أبوظبي والرياض، من خلال خطة حكومة إمارة دبي طرح 10 شركات مملوكة للدولة في البورصة لتعزيز السوق المالية المنكمشة.

وتستفيد السوق المالية السعودية من وجود قاعدة مشترين أفراد قوية لديها، في حين تقدم عمليات الطرح العام الأولي في الإمارات العربية المتحدة فرصة للمستثمرين السعوديين لتنويع محفظة استثماراتهم. ومن المقرر أن تشهد بورصة دبي للأوراق المالية طرح أسهم شركة تحصيل رسوم الطرق في دبي "سالك" خلال العام الحالي.

وتشير بلومبرج للأنباء إلى أن الاعتماد الزائد لسوق الأسهم الإماراتية على المستثمرين السعوديين ينطوي على آثار سلبية. فقد تعرض سهم شركة إعمار الإماراتية العقارية العملاقة لتراجع كبير عندما ألقت السلطات السعودية القبض على عدد من الشخصيات المهمة في عام 2017، مما أدى إلى تخلي المستثمرين المحليين عن التزاماتهم.

ويقول جورج تراوب الشريك الإداري في شركة التمويل لومينا كابيتال أدفايزرس إنه مازال من غير المحتمل ان يؤثر التنافس بين الرياض وأبوظبي على الغالبية العظمى من عمليات الطرح، مضيفا "هناك منافسة صحية تبشر بالخير في المستقبل".