مجور: وقف الحرب قرار وطني وليس نتيجة ضغوط دولية

خدمة شبكة الأمة يرس الإخبارية
2010-02-26

صنعاء (الجمهورية اليمنية)-  محمد القاضي

وصف رئيس الوزراء اليمني الدكتور علي محمد مجور العلاقات اليمنية - السعودية بالمتميزة، وقال في مقابلة خاصة مع "الرياض" إن السعودية هي أكبر المانحين لليمن، مؤكداً أن أبرز القضايا التي سوف يناقشها مجلس التنسيق اليمني السعودي في دورته الـ11 المنعقدة بالرياض برئاسة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز ودولة رئيس الوزراء علي مجور هي تلك المرتبطة بعملية التنمية والجوانب الاقتصادية والاستثمار والأمن إضافة إلى بحث موضوع العمالة اليمنية بالمملكة ذلك أن المملكة من الدول التي تتواجد فيها العمالة اليمنية بشكل كبير.
ونفى مجور أن يكون قرار وقف الحرب في صعدة له علاقة بمؤتمر لندن وضغوط مٌورست على اليمن بهذا الشأن. وأكد أن تلكؤ أو تراجع المتمردين عن تنفيذ النقاط الست بصورة متكاملة سيؤدي إلى إعادة النظر في قرار وقف الحرب باعتبار أن إيقافها جاء بعد التزامهم بتنفيذ تلك النقاط.

كما تناول الحوار عدداً من القضايا فإلى نص الحوار:

*ما هي أبرز القضايا التي سوف تناقشونها في اجتماع مجلس التنسيق اليمني - السعودي في الرياض؟ وكيف ترون العلاقات اليمنية - السعودية والدعم السعودي لليمن؟

- أبرز القضايا هي تلك المرتبطة بعملية التنمية والجوانب الاقتصادية والاستثمار والأمن إضافة إلى بحث موضوع العمالة اليمنية بالمملكة ذلك أن المملكة من الدول التي تتواجد فيها العمالة اليمنية بشكل كبير.

أما ما يخص العلاقات اليمنية – السعودية فهي متميزة، وينبغي أن تكون متميزة بصورة مستمرة وذلك بالنظر إلى جُملة العوامل التي تربط البلدين سواء من حيث الجوار أو الأواصر الاجتماعية والإرث التاريخي المشترك الذي يتقاسمه البلدان في هذا الجزء من العالم. وهي مناسبة نثمّن فيها دعم المملكة لليمن ذلك أنها تتصدر قائمة المانحين الرئيسيين لليمن سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي ولاسيما خلال السنوات الأخيرة.
ونجدها مناسبة نشيد بدعم الأشقاء في المملكة لليمن سواء عبر الدعم المباشر لبرامج التنمية أو من خلال الدعم غير المباشر المتمثل في تدفق الاستثمارات السعودية إلى اليمن ونحن على ثقة بزيادة حجمها خلال الفترة القادمة بالنظر إلى الإمكانات المتوفّرة، لما فيه خدمة المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين الجارين.

*كان الرئيس علي عبد الله صالح ذكر أن أنصار الحراك الجنوبي يحصلون على تمويلات من بعض رجال الأعمال في دول الخليج، هل ستناقشون هذا الموضوع مع المسؤولين السعوديين وتطلبون منهم فرض إجراءات بهذا الشأن؟

– هذا الموضوع غير مطروح في اجتماعنا القادم.
*البعض يرى أن حلحلة موضوع الحرب مع الحوثيين ثمرة من ثمار مؤتمر لندن الذي فرض شروطاً على الحكومة بضرورة معالجة قضايا الحرب في صعدة والحراك الجنوبي لكي تحصل على دعم المانحين. ما صحة ذلك؟ وهل نحن أمام انفراج حقيقي للحرب مع الحوثيين أم أن هناك صعوبات تقف أمام الوصول إلى تسوية شاملة وإنهاء الحرب إلى الأبد، وما هي؟

– لا صحة لهذا الأمر، قرار وقف الحرب قرار وطني بدرجة أساسية وجاء انطلاقاً من حرص القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية على حقن الدماء اليمنية، وذلك بعد أن أعلن زعيم التمرّد الالتزام بالشروط الستة التي حددتها الحكومة لإنهاء الحرب. ونحن نأمل في أن يكون هذا الإعلان ناتجاً عن إرادة حقيقية ورغبة صادقة من قبل المتمردين للالتزام بالنقاط الست وعدم اللجوء إلى الأساليب التي انتهجوها خلال الحروب السابقة.

أما الدولة من جانبها فهي حريصة كل الحرص على إنهاء الفتنة بما يضمن عدم تجددها ومن ثم إفساح المجال أمام عملية إعادة الإعمار للمناطق المتضررة وعودة النازحين إلى منازلهم وإحلال السلام في المحافظة التي عانت كثيراً من هذه الفتنة والأعمال التخريبية والإرهابية لعناصرها.
ونؤكد في هذا المجال أن تلكؤ أو تراجع المتمردين عن تنفيذ النقاط الست بصورة متكاملة سيؤدي دون شك إلى إعادة النظر في قرار وقف الحرب باعتبار أن إيقافها جاء بعد التزامهم بتنفيذ تلك النقاط.

*ما هي القضايا التي سوف يناقشها مؤتمر الرياض نهاية هذا الشهر مع المانحين؟ وما الذي ستقدّمه الحكومة خصوصاً وأن وزيرة الخارجية الأميركية كانت قالت قي مؤتمر لندن إن على الحكومة اليمنية عمل الكثير؟

- مؤتمر الرياض مؤتمر فني يمهّد لاجتماع أصدقاء اليمن المقرر عُقده في شهر مارس القادم، وسيتطرق مؤتمر الرياض إلى التحديات الراهنة وتدفق التمويلات المتعهد بها في مؤتمر لندن وجهود اليمن في الاستفادة من التمويلات السابقة مع إيضاح أبرز العوامل التي تقف دون استكمال عملية التخصيصات للموارد والتي يرجع بعضها لأسباب تتعلق بصورة مباشرة بالمانحين وآلية تقديمهم للقروض والمنح والمساعدات، وسنقدّم تقريراً شاملاً حول سير عملية التخصيصات وحجم الاستفادة منها، فضلاً عن عرض لمُجمل الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية والهيكلية التي تنفذها الجمهورية اليمنية في إطار الأجندة الوطنية للإصلاحات.

*هدد تنظيم القاعدة مؤخرا باستهداف باب المندب وأكد أن قيادته لم تصبْ بأذى. هل يعني هذا أن عمليات الحكومة فشلت في تحقيق أهدافها وأن اليمن أضحت ساحة المعركة القادمة للحرب الكونية على الإرهاب ؟ أم أنكم ترون أن هذه التهديدات مبالغ فيها؟

– هذا الكلام مبالغ فيه كثيراً، وهناك تهويل كبير وخاصةً ما يتعلق بقولك إنها ستكون ساحة للحرب الكونية على الإرهاب.

هناك تضخيم كبير لحقيقة القاعدة في اليمن، نحن لا ننكر وجود القاعدة في اليمن، وأنها قد تمكّنت خلال فترات سابقة من القيام بعدد من العمليات التي ألحقت الأضرار الكبيرة بالاقتصاد اليمني بدرجة أساسية، لكنها ليست على ذلك النحو الذي يصوِّره الإعلام الغربي والسائرون في فلكه.
وما أودّ التأكيد عليه أن قواتنا المسلّحة والأمن قادرة بشكل كبير للتصدِّي لتلك العناصر وإفشال مخططاتها الإرهابية، ولعلّ الضربات الاستباقية التي قامت بها قواتنا المسلّحة والأمن قدّمت صورة للنجاح في تعقب العناصر التابعة للقاعدة، هذا بالإضافة إلى المداهمات الأمنية لمجموعة من الخلايا النائمة للقاعدة.
ومما لا ريب فيه أن اليمن قادرة على مواجهة عناصر القاعدة، ونجدها مناسبة نؤكد فيها على أهمية الدعم والمساندة الدولية للجمهورية اليمنية في هذا المجال عبر تعزيز قدراتها الفنية والمادية لمواجهة العناصر الإرهابية والقضاء عليها بما يخدم المصلحة الوطنية والأمن والاستقرار الدوليين.

الرياض السعودية + السياسية اليمنية








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي