عالم الأحياء الإشعاعي الأوكراني فاسيل يوشينكو يكشف الجانب الخفي من الصراع النووي في أوكرانيا

اليابان بالعربي - الأمة برس
2022-03-17

عالم الأحياء الإشعاعي الأوكراني فاسيل يوشينكو - الصورة عن موقع معهد النشاط الإشعاعي البيئي (IER)تعرضت منشآت في محطة زابوريجيا للطاقة النووية الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا لهجمات على جانب الغزو الروسي للبلاد. وبينما يتابع العالم باهتمام احتمالية حدوث تسرب إشعاعي خطير، قمنا بإجراء هذا الحوار مع عالم الأحياء الإشعاعي الأوكراني فاسيل يوشينكو للتعرف على آرائه حول الوضع.

وضع خطير

المحاور: ما هو انطباعك الأول عندما سمعت عن الهجوم على محطة الطاقة النووية زابوريجيا؟ هل كنت تتوقع حدوث شيء كهذا؟

فاسيل يوشينكو: لقد توقعت هجومًا روسيًا على أوكرانيا. لقد كان هذا واضحًا قبل فترة من الوقت. لكن الهجوم على منشأة الطاقة النووية في زابوريجيا على وجه الخصوص كان غير متوقع بالنسبة لي. في القرن الحادي والعشرين أصبح من البديهي أن محطات الطاقة النووية هي أشياء حساسة وخطرة ولا ينبغي مهاجمتها بأي حال من الأحوال. لذلك صدمت من وقوع هذا الهجوم.

الليلة الماضية (من تاريخ المقابلة) قصفوا منشأة نووية أخرى في معهد خاركيف للفيزياء والتكنولوجيا، في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. ربما تحاول القوات الروسية أيضًا مهاجمة محطة نووية أخرى في يوجنوكرانسك.

المحاور: هل تهدف هذه الهجمات على شبكة الكهرباء بشكل عام لزعزعة استقرار إمدادات الكهرباء في أوكرانيا؟ أم أن الروس يحاولون عن قصد خلق وضع خطير؟

يوشينكو: قد يكون وضعًا خطيرًا للغاية حقًا. ربما يجب أن أعترف، إنني لا أستطيع تفهم ماذا يستهدف الروس. ربما السؤال يحتاج أن يطرح على الروس أنفسهم، وليس لي.

زابوريجيا هي أكبر منشأة لتوليد الطاقة النووية في أوروبا. إنها واحدة من أكبر الشركات في العالم. ربما كانوا يهدفون بالفعل إلى قطع التيار الكهربائي عن البلاد. وما أفهمه هو أن جميع المفاعلات باستثناء مفاعل واحد فقط في زابوريجيا متوقفة الآن، مما يعني أن أوكرانيا بحاجة إلى تعويض هذا النقص في إمدادات الطاقة في البلاد بطريقة أو بأخرى.

المحاور: تحظر اتفاقيات جنيف الهجمات على محطات الطاقة النووية، والأمم المتحدة تدين روسيا على هذا العمل. فهذه ليست حادثة مثل فوكوشيما، لكنها عمل عسكري بفعل بشري. ما رأيك؟

يوشينكو: إنه تطور رهيب حقًا. وبغض النظر عن الوضع، فإن الهجمات على محطات الطاقة النووية والمرافق ذات الصلة، أمر غير مقبولة. وهذا شيء يجب ألا يحدث أبدًا.

في البداية، كانت هناك مزاعم بأن المفاعلات ليست مستهدفة، لكن كل شيء في محطة الطاقة هام وحيوي. خذ على سبيل المثال حادث مفاعل فوكوشيما دايئيتشي. هناك، لم تتأثر المفاعلات في البداية بشكل مباشر، لكن المنشآت المساعدة للتبريد توقفت عن العمل. ورأينا نتيجة ذلك.

هذه هي وحدات الماء الخفيف المضغوط التي تستخدم دائرتين مائيتين لتبريد المنطقة النشطة للمفاعلات. وكل مفاعل نفسه محمي بجدران خرسانية سميكة، وربما لا يمكن أن يتضرر بالصواريخ. ومع ذلك، فإن دائرة المياه الثانوية خارج هذه المنطقة الخاضعة للحماية. إذا توقفوا أو أتلفوا هذا، فقد يتسبب ذلك في موقف خطير.

المحاور: هل كانت المفاعلات في حالة أكثر أمانًا، مثل الإغلاق البارد، مع إزالة الوقود؟

يوشينكو: لست متأكدًا من أن لدي كل المعلومات حول وضعهم. ولكن بحسب فهمي للأمر، كان المفاعل رقم 1، الذي أصيب بالفعل بنيران دبابة، تحت الصيانة الروتينية. لكن مما رأيته في الأخبار، كان الوقود لا يزال داخل المفاعل.

بعد هذا الهجوم أوقفوا بعض المفاعلات الأخرى. أفهم أن المفاعل رقم 4 هو الوحيد الذي يعمل الآن. لكن لدي معلومات محدودة فقط.

المحاور: ما مدى خطورة هذا الهجوم؟

يوشينكو: كما ذكرت، تنص اتفاقيات جنيف على أنه لا ينبغي مهاجمة المنشآت النووية، بل يجب أن تكون خارج منطقة أي أعمال عسكرية. وهذا مهم للغاية، ولهذا السبب لدينا وضع شديد الخطورة الآن.

المهاجمون العسكريون هناك ليسوا علماء نوويين أو موظفين من محطات الطاقة النووية. إنهم لا يفهمون ما يفعلونه. حتى لو لم ينووا فعل أي شيء خطير، فلا يزال من الممكن القيام بذلك عن غير قصد، ويمكن أن يحدث حادث نووي خطير، مما يؤدي إلى إطلاق النشاط الإشعاعي في البيئة.

التأثير على أوكرانيا

المحاور: ما هو الوضع الحالي في تشيرنوبيل؟ هيكل المفاعل المحطم تحت غطاءه الوقائي، لكنه الآن تحت سيطرة القوات الروسية. ماذا يمكن أن يحدث هناك؟

يوشينكو: لدينا حول الأمر، معلومات محدودة. منطقة تشيرنوبيل ليست مجرد محطة طاقة الآن، إنها أيضًا موقع تخزين للنفايات المشعة. من حيث المبدأ، تعد المنطقة بأكملها مصدرًا محتملاً لإطلاق النويدات المشعة. لقد ذكرت العزل للوحدة رقم 4 التي دمرت في كارثة 1986. لكن لا تزال هناك ثلاث وحدات خارج الملجأ هناك، بالإضافة إلى منشأة الوقود المستهلك.

يعيش العديد من الموظفين العاملين في موقع تشيرنوبيل في مدينة سلافوتيتش، ويعملون في نوبات. ومن أجل الوصول إلى الموقع يسافرون عبر الأراضي البيلاروسية في قطار خاص. الآن توقف كل هذا السفر، ولا يزال العمال في مناوبة العمل عندما استولى الروس على هذه المنطقة. لقد قسموا مجموعتهم إلى فترتين حتى يتمكنوا من الحصول على قسط من الراحة. وهذا لا يكفي بالطبع. إنه موقف يمكن أن يزيد من احتمال حدوث بعض الأخطاء البشرية.

لا أعرف كيف أوردت وسائل الإعلام اليابانية الأمر، ولكن في اليوم الأول، عندما دخل الروس أوكرانيا، كانت هناك زيادة كبيرة في تركيزات النويدات المشعة المحمولة جواً في منطقة تشيرنوبيل. وفي بعض الأماكن تجاوزت متوسط ​​التركيزات السنوية بعشرة أضعاف. كان هذا دون أي تأثير على محطة توليد الكهرباء نفسها، ولكن بسبب تحرك المركبات الثقيلة مثل الدبابات عبر المناطق الملوثة. لذا فهذه أيضًا منطقة خطرة، حتى لو لم يقم الروس بأية أعمال مقصودة للتسبب في مخاطر إشعاعية.

المحاور: كم عدد محطات الطاقة النووية الموجودة في أوكرانيا؟ وما الذي يتم فعله لحماية باقي المنشآت؟

يوشينكو: هناك أربع محطات أخرى إلى جانب تشيرنوبيل، وهي بالطبع ليست قيد التشغيل. توجد محطة يوجنوكرانسك في جنوب أوكرانيا، ولديها ثلاث مفاعلات. ثم هناك محطتان أخريان لتوليد الطاقة في غرب البلاد، في فاراش ونتيشين. في المجموع، هناك خمسة عشر مفاعلًا قيد التشغيل في أوكرانيا.

لا أعرف إذا كانت كلها خاضعة للحماية بشكل كامل. وأوكرانيا ككل ليست محمية بالكامل الآن. اتصل رئيس وزرائنا، دينيس شميهال، بالوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتحاد الأوروبي، وطلب منهم إرسال أفراد لحماية المناطق المحيطة بمحطات الطاقة النووية لدينا. لا أعرف ما إذا كان هذا اقتراحًا واقعيًا أم لا.

انفجار في محطة نووية في اوكرانيا - الصورة عن موقع المحطة

المحاور: يخاف الناس من الإشعاع، لكن الهجمات على محطات الطاقة التقليدية يمكن أن تشكل أيضًا مخاطر بيئية خطيرة. هل تركز أوكرانيا بشكل أساسي على المنشآت النووية بشكل خاص، أم تغطي الحماية كافة منشآت الطاقة؟

يوشينكو: حسنًا، بالطبع نحاول حماية كل شيء. لكن إذا نظرت إلى خريطة أوكرانيا، سترى أن الضربات حدثت عمليًا في كل مكان. فقد هاجم الروس مؤخرًا منشأة نفطية على بعد حوالي 20 كيلومترًا جنوب العاصمة كييف، مما تسبب في حريق هائل. لقد بذلت قواتنا ما في وسعها لإخماد هذا النيران وتمكنت من منع انفجار كبير للمنشأة بأكملها، لكن الوضع كان خطيرًا للغاية.

يستخدم الروس حتى القنابل التقليدية زنة 500 كيلوغرام. تخيل كيف يمكن أن يبدو ذلك. ليس لدينا حماية كافية من الجو، لذا يمكنهم قصف العديد من الأشياء، بما في ذلك البنية التحتية الحيوية. نحن نقاتل، لكننا بحاجة إلى بعض الدعم، وبعض المساعدة في كيفية حماية أجوائنا. ثم يمكننا حماية المواقع الخطرة بشكل أفضل.

وكما قلت، هاجم الروس بالأمس معهد خاركيف للفيزياء والتكنولوجيا، وهو مركز رئيسي للبحث العلمي. لقد حاولوا تقديم الأعذار بشأن هجماتهم على مثل هذه المنشآت، قائلين إن أوكرانيا كانت على وشك تطوير أسلحة نووية بمساعدة الولايات المتحدة، وهو أمر مزيف بشكل واضح. تم استهداف معهد خاركيف كمكان محتمل لإنتاج الأسلحة.

الآن هذا مجرد أمر سخيف. ومن بين الأهداف الأخرى التي قالوا إنها قد تكون متورطة، أدرجوا حتى معهدًا يعمل في قضايا تتعلق بأمان محطات الطاقة النووية، ويقع في وسط مدينة كييف. لا أعلم حقيقة نواياهم، وإن كانوا سيستخدمونها كذريعة لمزيد من الضربات على كييف. وبينما تمتلك أوكرانيا منظومة دفاع جوي في العاصمة، لكن روسيا لا تزال تمتلك صواريخ قد تضرب المدينة. وعلى بعد عدة مئات من الأمتار من هناك معهد آخر للأبحاث النووية، به مفاعل أبحاث صغير. ولا يزال الأمر خطيرًا للغاية.

ماذا تحتاج أوكرانيا الآن؟

المحاور: هذا أول هجوم بشري على مفاعل نووي. وحتى وإن لم يتضمن الأمر استخدام الأسلحة النووية، ولكنه كهجوم يتضمن إطلاقًا إشعاعيًا محتملًا، هل يمكن وصفه بأنه مشابه تقريبًا لهيروشيما أو ناغاساكي؟

يوشينكو: لست متأكدًا من أنه يمكننا قول ذلك. كانت الهجمات في هيروشيما وناغاساكي متعمدة بهدف قتل الناس وتدمير المدن. بينما هنا، كان هذا الهجوم متعمدًا، ويمكن أن يؤدي إلى وضع خطير للغاية، لكنني لست متأكد إن كان الروس يستهدفون ذلك على وجه التحديد.

يتمثل أحد الأهداف الروسية في تهديد أوروبا، وتهديدنا، والحصول على نوع من التفوق في المحادثات مع أوروبا. ليس لدي أي تأكيد على أنهم كانوا يخططون فعلاً لفعل شيء خطير للغاية من أجل تلك الحصول على موقف أفضل في المحادثات. ولكن بشكل عام، على الرغم من ذلك، تمثل محطات الطاقة النووية أماكن خطرة، ويجب استبعادها من العمليات العسكرية. ولا يجب استهداف محطات الطاقة النووية أبدًا. الهجمات على مثل هذه المواقع يعد في الواقع بمثابة هجمات إرهابية.

المحاور: هل تعتقد أنه سيكون هناك المزيد من الهجمات ضد محطة الطاقة هذه، أو غيرها في أوكرانيا؟

يوشينكو: يمكن أن يحدث ذلك. كانت الخطة هي إجراء جولة جديدة من المحادثات اليوم بين روسيا وأوكرانيا، وأعتقد أن الروس سيحاولون اكتساب بعض نقاط التفوق قبل تلك المحادثات. وأعلن الروس أمس أنهم سيقصفون أو يقصفون بالفعل منشآتنا الصناعية المتعلقة بالدفاع العسكري. أتوقع أن يكون هذا اليوم صعبًا جدًا بالنسبة لنا.

وهذا لا يتعلق بالمرافق الاستراتيجية فقط. فهم في معظم الحالات يقصفون أهدافًا مدنية، من بينها منازل الناس، ودور حضانة الأطفال. وإلى الآن، قُتل ما يصل إلى أربعين طفلاً في أوكرانيا، ومات مئات من البالغين. وكما سمعت في أخبار اليوم، تم تدمير أكثر من 200 مدرسة. هذه ليست أهداف عسكرية. إنهم يقصفون كل مكان ويستهدفون كل شيء دون تمييز.

المحاور: فيما يتعلق بكل هذه الهجمات، وليس فقط على المنشآت النووية، ماذا تريد أن تطلب من الناتو أو الولايات المتحدة أو أوروبا أو اليابان؟

يوشينكو: لقد طلبنا مرارًا وتكرارًا إنشاء منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا. وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يكون له أثر فعّال في الدفاع عن بلدنا. لقد أظهرنا أنه على الأرض يمكننا حماية أنفسنا بشكل فعال، ولكن ليس لدينا نظام فعال للحماية من الجو. ولمدة أسبوع أو نحو ذلك، طلب الرئيس فلاديمير زيلينسكي بشكل يومي. إعلان منطقة حظر الطيران شيء يمكن أن يساعدنا.

عالم الأحياء الإشعاعي الأوكراني فاسيل يوشينكو - الصورة عن موقع معهد النشاط الإشعاعي البيئي (IER)

المحاور: يلعب الشعب الروسي دورًا رئيسيًا لحل هذا الوضع. هل يمكن للروس المحتجين على بوتين أن يقوموا بشيء ما؟

يوشينكو: نعم، كانت هناك أعمال احتجاجية في العديد من المدن في روسيا. واحتجزت الشرطة العديد من هؤلاء. لكن بينما يمكنهم الاحتجاج، إلا أنهم بالكاد يستطيعون إنجاز الكثير في روسيا. أعلم أن الكثير منهم يدعموننا، ولكن بالأمس فقط تحدثت مع زميلي الروسي، وعلمت أن أكثر من 70 %من السكان الروس يدعمون العمل العسكري في أوكرانيا، وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة. لذا، حتى لو احتج بعض الناس، فلا يمكنهم تغيير السياسة الروسية أو التأثير على بوتين. السلطات الروسية تمتلك سلطة نافذة تتفوق على تأثير هؤلاء الناس. أنا أشك في قدرتهم على وقف الحرب الجارية. لكني سأكون سعيدا إذا ثبت أنني مخطئ.

المحاور: في الختام، ما هي رسالتك إلى العالم، وإلى اليابان على وجه الخصوص؟ ماذا يمكن أن تفعل؟

يوشينكو: أعلم أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات مؤخرًا في طوكيو وأوساكا، وربما في مدن أخرى، لدعم أوكرانيا. نحن الأوكرانيون نقدر الدعم الذي نحصل عليه من اليابان. ونقدر الدعم الذي نحصل عليه من جميع أنحاء العالم. منذ 24 فبراير/ شباط، تلقيت عشرات الرسائل من أشخاص، كان آخر تواصل بيني وبينهم قبل 10 أو 20 عامًا. وهذه الرسائل تأتي من جميع أنحاء العالم.

نحن ممتنون لهذا الدعم. وآمل أن نتمكن بطريقة ما، معًا، من إيقاف روسيا. أوكرانيا بحاجة إلى السلام. وهذه هي الرسالة التي أرغب في إيصالها إلى العالم.

*أستاذ في معهد النشاط الإشعاعي البيئي، بجامعة فوكوشيما، ومتخصص في علم البيئة الإشعاعية، لا سيما في بيئات الغابات. ولد في أوكرانيا. وحصل على ماجستير في الفيزياء من جامعة تاراس شيفتشينكو الوطنية في كييف والتحق بالمعهد الأوكراني للأشعة الزراعية في عام 1989. قادته أبحاثه حول الأثر البيئي لكارثة تشيرنوبيل إلى الحصول على درجة الدكتوراه في علم الأحياء الإشعاعي من الأكاديمية الوطنية للعلوم في أوكرانيا في عام 1995. قدم إلى اليابان في عام 2014 ليتولى منصب أستاذ مشروع في IER بجامعة فوكوشيما، وشغل منصبه الحالي في عام 2020. تركز أبحاثه الحالية على تأثير كارثة مفاعل فوكوشيما دايئتشي في عام 2011 على بيئات الغابات في اليابان.

(استنادًا إلى مقابلة أجريت عبر الإنترنت في 7 مارس/ آذار 2022 باللغة الإنكليزية عبر فريق التحرير من* nippon.com. صورة العنوان: وميض شوهد أثناء هجوم القوات الروسية المنشأة في 4 مارس/ آذار 2022 على محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا. الصورة مقدمة من قناة يوتيوب التابعة لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، جيجي برس).







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي