براين آدامز: ألبوم جديد مليء بالحياة

2022-03-22

مروة صلاح متولي*

لا شعور بالغربة مع براين آدامز، فهو كصديق قديم تلتقيه بعد غياب، وكأن شيئاً لم يتغير، وكأن السنوات لم تمر، فهو لا يزال ذلك المغني الشاب، وعازف الغيتار والموسيقي الجامح، وإن كان في الثانية والستين من عمره. ولا تزال أغنياته تمنح مستمعيها الإحساس بالألفة وقوة الحياة، والانطباع بأن أوقات الثمانينيات والتسعينيات الجميلة، من الممكن أن تعود مرة أخرى.
ويبدو أن براين آدامز كان حريصاً على توصيل هذه الرسالة، وتأكيد هذا المعنى، من خلال ألبومه الجديد الصادر مؤخراً بعنوان So Happy It Hurts الذي يحتوي على 12 أغنية كلها بتوقيعه، إلى جانب أسماء أخرى شاركته في الكتابة والتلحين. كما يعزف براين آدامز بنفسه على الغيتار، كما هي العادة دائماً، أثناء تسجيل ألبوماته، وتتميز الأغنيات الجديدة بحيوية الإيقاع، والكلمات المشحونة بالتفاؤل، وعدم الخوف من مواجهة أي شيء. وبالطبع هناك الكثير من المعاني العاطفية التي يجيد براين آدامز التعبير عنها، فهو صاحب مجموعة من أشهر الأغنيات الرومانسية في حقبة التسعينيات، مثل أغنية «أرجوك سامحيني» وأغنية «لا أستطيع أن أوقف هذا الشيء الذي بدأناه». كما ارتبطت بعض أغنياته العاطفية بالسينما الأمريكية، وأفلام التسعينيات المشهورة بشكل خاص، مثل أغنية «كل ما أفعله، أفعله من أجلك» في فيلم روبن هود الذي لعب بطولته النجم كيفين كوستنر، وكذلك أغنية «هل عشقت امرأة يوماً بحق» في فيلم «دون جوان» الذي أدى فيه دور البطولة النجم جوني ديب.
ويعد المغني الكندي براين آدامز من أشهر نجوم الروك بوب في العالم، ومن الأسماء البارزة في هذا الميدان. ولموسيقاه دائماً جاذبيتها، سواء في ألحانه الصاخبة كأغنية «صيف 69» أو الهادئة كأغنية «في النعيم». وهي موسيقى يمكن وصفها بالمتوسطة والمعتدلة في أغلب الأوقات، فلا هي تتطرف في إيقاعاتها، بحيث لا يستطيع أن يتذوقها أو أن يستمع إليها سوى أقوى هواة موسيقى الروك، ولا هي تنخفض إلى ما هو أدنى من الحد المقبول لجمال الميلودي وسهولته في موسيقى البوب. كما أن لبراين آدامز أيضاً أسلوبه الخاص في كتابة الكلمات وصياغة شكل الأغنية، فهو يحرص على أن تكون سهلة ومباشرة، فلا وجود لتعبيرات صعبة، أو صور معقدة، والأفكار دائماً واضحة، وكذلك رسائل الحب تكون جميلة رغم بساطتها، وكذلك أسلوبه في الغناء لا يميل كثيراً إلى الاستعراض الصوتي. فهو يطلقه طبيعياً بنبراته المجروحة بعض الشيء، والمحببة لدى جمهوره، التي تميزه أيضاً عن غيره من المغنين، فمن يسمعه مرة، لن يخطئ في التعرف على صوته بعد ذلك.

يبدأ الألبوم بالأغنية التي تحمل عنوانه، ومباشرة يُدخل براين آدامز المستمع إلى أجوائه الخاصة، ويجذبه بالإيقاع الجميل. وهي من الأغنيات التي قام بتصويرها، وتظهر فيها أمه المسنة إلى جواره، في سيارة ثابتة يوحي بأنه يقودها، ثم يتعاقب على تلك السيارة بشر يختلفون في أعمارهم وفي أجناسهم، يتفاعلون مع الموسيقى والغناء بأشكال مختلفة.

يبدأ الألبوم بالأغنية التي تحمل عنوانه، ومباشرة يُدخل براين آدامز المستمع إلى أجوائه الخاصة، ويجذبه بالإيقاع الجميل. وهي من الأغنيات التي قام بتصويرها، وتظهر فيها أمه المسنة إلى جواره، في سيارة ثابتة يوحي بأنه يقودها، ثم يتعاقب على تلك السيارة بشر يختلفون في أعمارهم وفي أجناسهم، يتفاعلون مع الموسيقى والغناء بأشكال مختلفة. وتعبر الأغنية عن السعادة بالعودة إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى، وبالسفر والانتقال إلى خارج كندا. وبالحب أيضاً، وبالابتسامة التي يرسمها على الوجوه، وتعد هذه الأغنية بداية جيدة، تقود المستمع إلى بقية أجواء الألبوم وأغانيه المتنوعة، كما أنها تنشط الذاكرة إلى حد ما، وتضبط الأذن على وقع موسيقى براين آدامز، كأنما يستمع المرء إلى أغنياته القديمة في التسعينيات، لكنها في الوقت نفسه حديثة ومعاصرة تماماً.
مع ثاني أغنيات الألبوم «لن تمطر أبداً مرة أخرى» ينتقل المستمع إلى غناء أهدأ وموسيقى أعمق قليلاً، ويبدو صوت براين آدامز أكثر وضوحاً، وطريقته في الغناء أكثر تأثيرا، وتعد هذه الأغنية من أجمل أغنيات الألبوم الجديد بالفعل. التي يمكن الاستماع إليها كثيراً بشكل متكرر، وهي تبدأ بغناء هادئ على إيقاع كل من الغيتار والدرامز، ثم يتصاعد كل شيء قليلاً بصورة تدريجية خفيفة، ويتم التنقل بمقاطع الأغنية بين الهدوء والتصاعد، وتعتمد الأغنية على تكرار بعض الكلمات، وعلى الإيقاع الناتج عن هذا التكرار أيضا، كما أن الكلمات نفسها تحمل قدرا كبيراً من الأمل والتحفيز على مواجهة الحياة، حيث يقول «سأبتسم كما لو أنني لم أتألم قط».
ومن أجمل الأغنيات العاطفية في هذا الألبوم الجديد، أغنية بعنوان «كنت وستظلين» وهي من أعماله الرومانسية التقليدية، المقبولة لدى جمهوره، وإن تشابهت مع أغنيات قديمة غناها من قبل خلال مسيرته الفنية الطويلة، وهي أغنية عن الحب المستقر الهادئ، والحبيبة القوية فهو يقول في أحد المقاطع «يقولون إن الرجل قوي لكن المرأة أقوى» ويغني عن جمال الحبيبة وروعتها أيضا، والعلاقة الطويلة الممتدة التي لا يمكن أن يكسرها أي شيء. ويتهادى الغناء مع أنغام الموسيقى، ولا وجود لارتفاعات صوتية حادة، إلا في فواصل قليلة، وهناك بعض المساحات للعزف المنفرد على الغيتار، وكذلك تعد أغنية «كنت أبحث عنك» من الأغنيات الرومانسية، وإن كانت إيقاعية صاخبة إلى حد ما، وهي عن حب جديد عثر عليه بعد أن كان يبحث عنه طوال حياته، ويثق في حدسه، وهو لا يكاد يعرفه جيدا بعد، وموسيقى هذه الأغنية تذكر المستمع أيضاً، بأغنيات التسعينيات، وربما الثمانينيات الموجودة في قائمة براين آدامز الطويلة.
ويمكن اعتبار أغنية You Lift Me Up من الأغنيات الرومانسية أيضاً، وإن كانت تتناول الحب والدعم العاطفي والمعنوي بصوره المتعددة والواسعة، من الحبيبة إلى الأطفال إلى النساء القويات، والناس عموماً، من جمهور أو أصدقاء، ومثل هذه المعاني كانت سائدة أيضاً في أغاني التسعينيات، ومن أجمل ما يغنيه براين آدامز في هذه الأغنية ويكرره في ختامها، تلك العبارة التي تقول: لست صغيراً على أن تتعقل، ولست كبيراً على أن تحلم.

*كاتبة مصرية








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي