الصحفي العراقي منتظر الزيدي : أنا من عشيرة تعود أصولها لليمن

خدمة شبكة الأمة يرس الإخبارية
2010-06-02

بيروت – عبد الرحمن الأشول وفارع المسلمي
 
* من هو منتظر الزيدي: المعتقد، الانتماء السياسي...؟

- منتظر الزيدي عربي مسلم من الجمهور العربي الكبير من العراق من أرض الرافدين من أصول تعود إلى اليمن أرض سبأ، وانتمائي هو للأمة العربية والإسلامية قبل أي شيء آخر، وأفتخر بانتمائي لهذه الأمّة الكبيرة.

* نشرت وسائل الإعلام أن منتظر الزيدي شيعي المُعتقد شيوعي الانتماء، وكان ينتمي إلى حزب العمل الشيوعي سابقاً، ما مدى صحة ذلك؟

- هذا كلام غير صحيح، وقالوا: منتظر أيضاً بعثي، وقالوا: منتظر من تنظيم القاعدة... ولكن هذا قول، وأنا أقول: أنا عربي الانتماء، مسلم العقيدة، وأنا مسلم قبل أن أكون شيعي المذهب، أقول: لا اله إلا الله محمد رسول الله.

* الحالة الاجتماعية؟
- أعزب.

* ألم تختر بعد شريكة حياتك من بين كل اللواتي تقدّمن لك بعد حادثة رمي الرئيس الأميركي بالحذاء من مختلف الدول العربية؟

- عروض كثيرة مثلها مثل العروض المادية، وكل ذلك "كلام جرائد لا أكثر".

* ماذا عن اللبنانيات؟

- (يضحك) الحب هو الذي يفضي إلى الزواج والحب لم ألمسه حتى الآن.

* حدثنا عن طفولة منتظر الزيدي؟

- الحقيقة أنا عشت يتيم الأب وأنا في التاسعة وتوفيت والدتي رحمها الله وعمري عشرون عاما، وأنا أمي من مضارب ربيعة وهي قبيلة غائرة منذ القدم في التاريخ، كانت بمثابة الأم والأب، وكانت هي المرشدة الروحية وربتنا على الأخلاق الحميدة والحمد لله وتوفيت وأنا في العشرين من عمري.

* تحملت المسؤولية بذلك العمر؟

- بدأت العمل وأنا صغير وإلى الآن لا أدري ما الذي كان يدفعني إلى أعمال ربما أقراني كانوا يلعبون في الشارع وأنا أذهب إلى عملي وكانت أعمال صعبة مقارنة بعمري.

* ماذا كنت تعمل قبل احترافك العمل الصحفي؟

- كنت أعمل مهندسا ميكانيكيا.

* وماذا كنت تحلم أن تكون؟

- كنت أحلم أن أصبح طبيباً؛ لكن بسبب الحصار الاقتصادي الأمريكي على العراق وما سببه من مآسي على الشعب العراقي وأنا منهم جعلنا أن نحيد عن أحلامنا الكبيرة، وكان حلمي أن أصبح صحفيا، حلم في ظل الممكن.

* وإن عاد الزمان إلى الوراء ماذا كنت ستختار مهنتك؟
- صحفي.

* وماذا تنوي أن تعمل في المرحلة المقبلة؟

- بالنسبة لي كلمة "صحفي" عندي هي مقارنة لكلمة "إنسان"، لذاتي أنا، وهذه المهنة التي عشقتها حد العبادة وأعطيتها كل جهدي وكل حياتي وجازفت كثيراً من أجل هذه المهنة من أجل إخراج صوت الحقيقة في المهنة وليس المهنة بحد ذاتها، وسأبقى بقية عمري صحفي سواء بوسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية أو أكون أنا الوسيلة الإعلامية أتنقل بين والبلدان وبين الناس وأذكر حقيقة ما يجري في العراق من قتل للمدنيين من انتهاك للمقدسات والحرمات، وكنت فيما مضى أخرج هذه الأحداث على الفضائية التي كنت أعمل فيها، لكني الآن فضائية متنقلة حية تنقل للعالم والوطن العربي بشكل خاص حقيقة ما يجري في العراق.

* هل الإعلام العالمي والعربي بشكل خاص برأيك يبرز معاناة الشعب العراقي كما يجب؟

- بالطبع لا، أبداً أنا كنت في أوربا وعملت الكثير من المحاضرات حول مأساة الشعب العراقي وكنت أتفاجأ في نهاية المحاضرات بالناس تبكي -وهم أجانب- يقولون: لم نكن نعرف بهذه الأمور، كنا نتوقع العراق بحال أفضل، لم نكن نرى الاحتلال... كنا نرى صناديق انتخابات ونرى حكومة فقط، لم نكن نعلم بهذا، كان الجيش الأمريكي يوجه الوسائل الإعلامية لتسلط الضوء على جوانب أخرى ليست موجودة.
أما الإعلام العربي فهو منشق على نفسه بين مؤيد للمشروع الأمريكي ومطبل له وبين خائف من المساس بالمصالح الأمريكية، وهو ينقسم على نفسه أيضاً وبعضه لا يعلم ويحاول أن ينتظر المعلومة ونصفه يبحث عن الحقيقة وهو مطارد من كل الجهات الدولية.

* تعرضت لعملية اختطاف في السابق وأفرج عنك بعد ثلاثة أيام من وراء عملية الاختطاف وما الدافع؟

- أنا سأقول لكم ماذا حصل وأنتم قولوا من وراءها. في ليلة الاختطاف كنت قد عملت قصه عن طفلة اسمها "زهراء" قتلها جنود الاحتلال الأميركي في مدرستها وقالوا لأهلها: نحن لم نقتلها، قتلتها الميليشيات، بينما شاهد العالم كله أن جنديا أمريكا قتلها، وعندما عملت تقريرا عن هذه الطفلة العراقية وقلت في نهاية التقرير: "زهراء، زهرة قطفت قبل أوانها، وكم من زهرة تقطف برصاص الاحتلال، وهي تردد قول الله تعالى: {وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت}"، في هذا اليوم انهالت عليّ الكثير من الهواتف من المؤيدين والخائفين عليّ أني أتجرأ وأقول: بغداد المحتلة، وهذه الأشياء، ففي صباح اليوم التالي اختطفت وعذبت لثلاثة أيام، وبعدها رميت في أحد شوارع بغداد.

* هل كان مخطط رميك للحذاء سابقا أم في الحال؟
 
- هذه الكلمة نتركها للتاريخ، هل كان مخططا أم غير مخطط من قبل.

* يعني هل فكرت من قبل أم لا؟

- أنا فكرت من قبل. نحن عرب والعربي ما ينسى ثأره. خليهم يقولوا عنا متخلفين، يقولوا عنا ناس ثأريين؛ لكن نحن ناس لا ننسى ثأرنا أبدا. هم أيضا يبحثون عن الثأر وقالوا عن ثأرنا مع الاحتلال إن هذا نوع من الهمجية والتخلف. هم عندما قتل بعض من جنود الـ"سي. آي. إيه" في أفغانستان، قالت الـ"سي. آي. إيه"، وصرحت: "سنثأر لهؤلاء القتلى ممن ساهم بقتلهم". إذا هم يؤمنون بالثأر الباطل، لكن نحن نؤمن بالثأر الحق، ممن قتل العراقيين ممن احتل بغداد وعمل ما عمل فينا. يجب أن يأخذ جزاءه، أنا أردت أن أبيّن للناس كل العالم أن العراقيين لم يستقبلوا الاحتلال بالورود بل ودّعوهم بالأحذية.

* هل توقعت أسوأ احتمالات رد الفعل بعد رمي بوش بالحذاء، كالتصفية الجسدية مثلاً؟ هل قرأت القانون قبل إقدامك على الرمي؛ لأنه وبموجب القانون العراقي يعاقب كل من أهان رئيس دولة أجنبية في زيارة رسمية بالسجن تصل إلى خمسة عشر عاماً؟

- يا حبيبي أنا ثائر وعندما أقدمت على هذا العمل، لم يكن بحسباني أني سأجلس معكم هذه الجلسة اللطيفة ونحتسي الشاي والقهوة، أنا نزعت خاتمي وأعطيته لزميلي المصور وقلت له. أعطه لأخي وسلم عليه، ونطقت الشهادتين، لأني كنت على يقين تام أن أحد رجال الـ"سي. آي. إيه" الذين يحملون الأسلحة داخل القاعة سيعالجني بإحدى رصاصاته، فكنت أتوقع كل شيء؟

* بعد أن رميت بوش بالحذاء أحلت إلى المحاكمة فورا، هل تعتبر هذا إجراءً إيجابيا؟
 
- كان ذلك متعمداً، لكي ينسى الناس ثأرهم من المحتل وأنا أؤكد لك هذا الأمر هو جرت هذه العملية، لكي ينهوا القضية بسرعة قبل الانتخابات الأخيرة، وينتهوا من موضوع منتظر الزيدي، ومن جهة أخرى يحاولون تفريغ الحدث من محتواه الحقيقي، وفي ذلك الوقت هنالك سجناء وهنالك معتقلون بعشرات الآلاف في العراق لم يحاكموا من سنوات، أين ذهبت عنهم الحكومة العراقية؟ لماذا لم تحاكمهم؟ المجرم يأخذ جزاءه والبريء يخرج.

* حكم عليك بالسجن مدة ثلاث سنوات، ثم خفف الحكم إلى عام، ثم أفرج عنك قبل ثلاثة أشهر من اكتمال فترة العقوبة، من وراء تخفيف العقوبة؟

- الرأي العام العربي والعالمي.

* ألم يكن يتدخل أحد من الزعماء والقادة السياسيين؟

- أراد بعض النواب العراقيين الحصول على عفو خاص والإفراج عني من رئاسة الوزراء من المالكي تحديدا. أنا قلت لهم بالحرف الواحد: الذي يحب منتظر الزيدي لا يطرق هذا الموضوع؛ لأن المالكي لا يستحق شرف أن يعطني حق العفو الخاص حتى وإن كان الحكم 15 عاما.

* هل أفرج عنك بعد أن بعثت برسالة اعتذار لرئيس الوزراء نوري المالكي؟

- هذا الكلام غير صحيح، لم أبعث برسالة اعتذار مطلقاً.

* لكن طارق حرب، الخبير القضائي العراقي، قال إنك بعثت برسالة اعتذار لرئيس الوزراء العراقي وطلبت منه العفو؟

- طارق حرب قال هذا الكلام؟

* هذا ما ورد في الإعلام...

- طارق حرب هذا جاءني مبعوثا من رئيس الوزراء كي يترافع عني وأنا طردته ورفضته وقلت له: ما اقبل بك تترافع عني.

* ولم يحصل أي اعتذار؟

- لم يحصل أي اعتذار مطلقا. ولكن جاء طارق خرب إلى البغدادية وخدع أقاربي بأنه يملك إطلاق سراحي بموجب بند قانوني مقابل مبلغ مالي كبير من عائلتي، وعندما وقع معهم هذا التعهد جاء إلى المحكمة، وتكلم كلاما غير منطقي، ورفضت المحكمة كلامه وخرج.

* إن أعطيت لك الفرصة مره أخرى ستعمل نفس القصة مع اوباما وترميه بالحذاء؟

- أنا لست رامي أحذية. أنا رامي حذاء في وجه الطاغوت. ولكن أنا أقول، بعد أن جدد أوباما الحصار على أشقائنا في سورية فهو يستحق الرمي بالحذاء أيضا وأنا أنتظر 300 مليون عربي. أنا أنتظر من يأتي بعمل آخر.

* بعد إطلاق سراحك انتقلت لليونان والسويد للعلاج من تكفل بعلاجك؟

- لا، لا، لا، أنا ما انتقلت للسويد ولا لليونان للعلاج.

* ولكن وردت الكثير من الأخبار بخصوص هذا الأمر في الإعلام؟

- طلبوا مني بعض الأشخاص الذهاب لليونان والاستجمام والعلاج، ولكني رفضت. أنا لم أخرج من المعتقل للاستجمام. أنا ذهبت إلى سورية، وسورية فضلا عن أنها بلد عربي مقاوم للمشروع الأميركي في المنطقة العربي، هي الوحيدة التي فتحت أجواءها لطائرتي حتى تهبط.

* ما حقيقة نشر بعض وسائل الإعلام عن تعرضك للسم في السجن؟
 
- (مقــاطعاً).. نزلت في سورية؛ لأنها هي الوحيدة اللي فتحت أجواءها للطائرة لكي تهبط.

* بعد أن رفضت مصر؟

- لا أعرف من رفض. لم يقولوا لي من رفض ومن قبل. رفضت بعض الدول ليست دولة واحدة، خوفاً من أميركا.

* طائرة خاصة بك؟

- كانت طائرة خاصة بعث بها لي صاحب قناة البغدادية وبعدها ذهبت إلى بيروت ومن بيروت ذهبت مع محاميي الخاص، إلى جنيف لتأسيس مؤسسة تعني بالأيتام والأرامل وتعالجت هناك لأسناني وكسور قدمي وأنفي على حسابي الخاص وتدينت من بعض الزملاء.

* ماذا عن مؤسسة الزيدي؟

- هذه المؤسسة ارتبطت بالوعود التي أطلقت عندما كنت في الزنزانة الانفرادية هناك عروض جاءت بالملايين لمنتظر الزيدي وهي لعبة مخططة لها لتفريغ حالة الثأر العربية التي قمت بها في العراق من محتواها الأصلي ووضعها في خانة مكاسب وعندما سمعت بهذه العروض وقد وهبني الله تعالى حياة جديدة، عملت على إنشاء مؤسسة إنسانية أضع فيها كل مادياتي وأسخر تلك الوعود لخدمة الإنسان في العراق. والأهم هو السعي إلى جمع كل تواقيع الشعب العراقي ممن تضرروا من الاحتلال وأعوانه ومساعديه لرفع دعوى ضد مجرم الحرب جورج بوش في المحاكم الدولية.
وليعذرني الشعب العراقي فانا وعدته بمشاريع خدمية وإنسانية وأنا لست السبب. أما الجزأين الأخيرين، وهما فضح الاحتلال في المحافل الدولية مازلت أعمل على ذلك والجزء الأخير وهو محاكمة بوش مازلت أعمل عليه في القريب العاجل إن شاء الله.

* لكن وسائل إعلامية نشرت مؤخرا أن الهبات انهالت عليكم من كل جانب، على سبيل المثال حصان ذهب وبيوت وسيارات ليموزين إضافة إلى بيت عصري من صاحب قناة البغدادية؟

- هذه زوابع، هي لا شيء لإفراغ الأمر من محتواه الأصلي الذي هو الجهادي والثأري، ولكن صاحب قناة "البغدادية" كان وعد بالتبرع ببيت، ولكن أخيرا قام مع من قام في التملص من وعوده بعدما أعلنت عن المنزل الذي وعدت به أن يكون ملجأ للأيتام العراقيين.

* هل تطالب الذين وعدوا بالوفاء بوعودهم؟

- أبداً لا أطالبهم.

* لكنك طالبتهم عبر وسائل الإعلام مؤخراً؟

- لا هذا ليس صحيحا، أنا بس سمعت عن الوعود قلت لا حاجة لي بالمال وأسست مؤسسة وقلت للذي يريد أن يتبرع يتبرع للمؤسسة وليس لمنتظر الزيدي؛ لأني لست بحاجة لأي شخص.

* طلبت اللجوء إلى سويسرا؟

- شوف أنا قول لك، أنا سمعت هذا الكلام وأنا في المعتقل أني أطالب باللجوء، لكن عندما ذهبت إلى سويسرا وأسست مؤسسة الزيدي لإغاثة ضحايا الاحتلال، عمل لي بعض السادة النواب في برلمان سويسرا دعوة إلى البرلمان، وصافحني الكثير من النواب، وطلب مني أحد البرلمانيين السويسريين، وهو عضو في البرلمان الأوربي، وهو الذي فضح السجون السرية لأميركا في أوربا، قال لي بالحرف الواحد: يشرفنا أن تكون اليوم بيننا وفي قصر البرلمان، وأيضا يشرفنا أن نمنحك اللجوء السياسي إلى سويسرا. أنا ابتسمت وقلت له: لا أنا ما أستحق اللجوء السياسي؛ لأني لست هاربا، أنا ابن العراق. من هذا المقعد اللجوء السياسي انتظروا عندما يخرج الاحتلال من جاء به الاحتلال سيكون بحاجة ماسة لهذا اللجوء؛ لأنه سيطرد من الشعب العراقي، فأنا لست بحاجة إلى لجوء سياسي؟ لدي 22 بلدا عربيا وهي بلدان أتنقل فيها متى أشاء وكيفما أشاء إن شاء الله.

* تلقيت العروض من عدد من القنوات التلفزيونية للعمل معها، هل تنوي العمل في إحداها وهل أنت متواجد في لبنان لهذا الغرض؟
 
- في الحقيقة أنا لست عارضة أزياء أو لست راقصة، تأتيني العروض وأقبل بأحسنها، أنا عندما سألتجئ إلى عرض هو لعدة أسباب، أولها: كيف أواصل مسيرتي دون الحاجة للآخرين وهو ما لا أفعله ولن أفعله إن شاء الله. وثانيا: أن أواصل مسيرة الصحفي بأي شكل من الإشكال وأيضا الخط الذي تنتهجه القناة.

* هنالك أشخاص قالوا نريد أن ندفع مليون دولار لنشتري حذاء منتظر الزيدي، كيف تفهم هذا العرض بغض النظر إن كان كما قلت يخرج الهيبة العربية للحدث مع أن هنالك آلاف الفقراء في فلسطين والعراق؟

- أنا قلت هذا الكلام. بدل أن تشتري حذاء منتظر بهذا السعر أنا أعطيك حذاءين لمنتظر الزيدي وأعطي الفلوس اللي تكلمت عليها نصفها لأبنائنا وأهلنا في غزة والنصف الآخر لأهلنا في العراق.

* ونحن نشاهد انقسام المقاومة في العراق وتعدد مسمياتها ومعتقداتها، هل هناك مقاومة مشروعه حقيقية في العراق؟

- أكيد طبعا هناك مقاومة عراقية مشروعة، وعلى المشاهد العربي أن يعرف أن هنالك إرهابا أميركيا يجري في العراق بأيد أميركية وبأيدي مليشيات تعمل لحساب الاحتلال وبعض من يدعو أنهم أبناء البلد ولكنهم للأسف سبب استمرار المشروع الأميركي في العراق.

* من يمثلها؟

- يمثلها الشعب العراقي الحر من الشيعة ومن السنة من الذين يقاومون الاحتلال ويرفضون الرضوخ والخضوع له، وهذه موجودة في كل محافظات العراق تقريبا.

* ما تقييمك للمقاومة العراقية؟

- مشروع المقاومة هو مشروع فطري، المقاومة فطرية عندما يدخل محتل إلى منزلك أنت لا تخطط وتمنهج، أنت تقاوم ومن ثم تأتي المشاريع الأخرى، المقاومة العراقية الآن ومن حقها أن تقاوم حسب القوانين والدساتير الدولية من حقها أن تقاوم من دنس أرضها وقتل شعبها... هذه هي المقاومة.
نفترض مجازاً أن جيوشاً عربية دخلت إلى أميركا، وهذه لا تحدث حتى في الأحلام! ماذا يعمل الشعب الأميركي؟ هل ينتظر؟ أم يقاوم بدمه وماله وأرضه؟ طيب الآن الاميركان يأتون إلى الشرق الأوسط لضربات استباقية يعتبرونها دفاعا عن الأمن الوطني القومي، كما حصل من حصار سورية وحصار ليبيا كما في العراق الآن الدور كما هو على العراق سيأتي على العرب واحدا تلو الآخر؟ الآن الحصار على سورية رأيت زعيما عربيا خرج وقال هذا أخوي هذا ابن عمي الذي جوعتموه؟ هذا العربي السوري، كيف تجوعونه وهو جزء مني؟ لم نر من جامعة الدول العربية، ولا من الدول العربية، ولا من المؤتمر الإسلامي، ولا من الدول الإسلامية أي أحد صرح وقال لا يجوز حصار سورية، لا يجوز حصار اليمن لا يجوز حصار ليبيا لا يحوز حصار السودان.

* ما الحل برأيك لهذا الحال الذي تمر به الأمة؟

- نحن كعرب بحاجة إلى صحوة عربية إلى يقظة عربية إلى نهضة عربية إلى ثورات عربية. نحن العرب أصبحنا أغرابا في أوطاننا؟ اليمني عندما يذهب للعراق مائة تأشيرة ومائة سؤال وجواب! العراقي إذا راح إلى بلد آخر مائة تأشيرة، المصري إذا راح إلى بلد آخر نفس الحالة... لكن كيف إذا جاء أجنبي إلى بلد عربي؟ يدخل على الرحب والسعة.

* ما تقييمك للانتخابات العراقية الأخيرة؟

- لست عليها بوكيل.

* كمواطن عراقي؟

- أنا أرى هذه الانتخابات لا تفرز إلا السيئين؛ لأن السيئين والطائفيين هم من يحتلون مقاليد السلطة في العراق، وهم من يحتلون ويزورون، وستنتج هذه الانتخابات كسابقتها وزراء ولصوص وعملاء.

* الفوضى تعم الدول العربية بشكل عام، من وراء كل هذه الفوضى؟ من يسعى إلى تخريب العراق إلى تخريب اليمن أو أي دولة عربية؟

- على ذكر اليمن وما يجري في اليمن، أنا يؤلمني أن أرى اليمن السعيد يصبح اليمن الحزين، اليمن المنقسم، للأسف كعربي يعز عليَّ أن أرى هذا، أنا أدعو إخوتي في اليمن ألا غنى لنا عن الوحدة والتلاحم والتكاتف ومجاراة دعاة الفرقة والانقسام، وعندما ننقسم ونتجزأ ستبني "إسرائيل" مجدا جديدا بمساندة أطراف عربية وغربية تسعى إلى هذا الانقسامات في الوطن العربي، على رؤوسنا في فلسطين وفي أراضينا المحتلة وفي الجولان وفي مزارع شبعا... من له المصلحة في هذا الانقسام في كل بلداننا العربية؟ ومحاولة تقسيم اليمن تأتي ضمن مشروع صهيوني لتجزيء المجزأ، وهي نفس المؤامرة التي تحاك لتقسيم العراق، وهذه ليست بدعة، هي مؤامرة وهي نظرية موجودة، وكلما انقسمنا صارت "إسرائيل" أقوى، كلما انقسم اليمن ويصير جزأين وينقسم السودان ويصير جزأين ويصير العراق أجزاء فإن ذلك يحقق أهداف "إسرائيل" في الشرق الأوسط.
 
* ذكرت في إجابتك أن أطرافاً عربية ضالعة في الأزمات العربية؟
- نعم.

* ربما بحسن نية؟

- لا يوجد شيء بحسن نية. هنالك عملاء في البيت الأبيض يحكمون البلدان العربية وينفذون مخططات الامبريالية الأميركية في العراق.

* ما مصلحتها؟

- مصلحتها تنفيذ الأجندة الأميركية. هم جنود مرتزقة يعملون على رؤساء علينا ويتلقون الأوامر من البيت الأبيض. وبعض الأنظمة مرتبطة بالمشروع الأميركي المخطط له من عشرات السنين وقبل كانوا أيضا مرتبطين بالمشروع البريطاني بعد أن غاب نجم الإمبراطورية البريطانية قفزت مكانها الإمبراطورية الأميركية التي تريد أن تتوسع على حساب تفرقة الشعوب بمباركة بعض الدول الإقليمية والعربية.

* أين ترى العراق بعد عشر سنوات؟

- إن شاء الله أرى نورا سيحل في العراق، عندما يخرج الاحتلال وتبزغ شمس الحرية على العراق ستذوب أصنام الشمع من السياسيين الذين جاءوا خلف الدبابة الأميركية وسيعود العراق إن شاء الله آمنا سالما وتعود الأرض لأصحابها وتعود الأرض لتنبت أجمل الثمار.

* ولكن أميركا لن تخرج إلا بعد أن تضع كل أياديها في العراق؟
 
- الشعب أكثر وعياً من هذا المشروع، المشروع الطائفي والمشروع الأميركي، ولن يستمر في العراق، وبالتالي كل هذه الأصنام ستذوب وكل هذه الأصنام الطائفية ستذوب وستذوب كل التشاحنات التي هي حاليا بين الشيعة والسنة.

* هل ينوي منتظر الزيدي الدخول في العمل السياسي؟

- أنا لم أرم جورج بوش بالحذاء حتى أصافح أوباما.

* أليس بإمكانك أن تكون سياسيا من دون أن تصافح أوباما؟ بل لكي تقف في وجه أوباما؟

- في الحقيقة ليست السياسة طموحي. أنا رجل ثائر، لست بطلا ولست سياسيا ولست عظيما، أنا رجل ثائر والثورة تحتاج إلى أن تكون دائما متلاصقا مع الشعب مع الفقراء مع المظلومين، وهذه تحتاج منك أن تكون متفرغا لهم دائما. أنا لا أضع نفسي في خانة السياسيين يجلسون في البروج العاجية في المنطقة "القذراء" – عذرا على هذه الكلمة، وأنا أصححها لكم، ليست المنطقة الخضراء، وبالتالي هنالك حمايات وهنالك سيارات مضللة فلا أرى المواطن ولا أرى الفقير ولا أسمع صوته المظلوم. لا أنا لست هذا الشيء الذي يغريني؟

* ما تقييمك للإعلام العربي؟
 
- للأسف الشديد لم يصل الإعلام العربي بكل طاقاته وبكل الإمكانيات التي يملكها إلى المجتمع الأوربي أو المجتمع الغربي أو المشاهد الغربي أو القارئ الغربي. هنالك بعض القفزات الصغيرة مثل الجزيرة؛ لكن نحن نريد أن تطور الجزيرة مشروعها الوحدوي أكثر وأن تكون حيادية أكثر مما هي عليه الآن، وأن تضع في بالها المشروع العربي القومي الواحد، وأن تظهر للناس ما هي القضية الفلسطينية أكثر من الآن. يعني للأسف كنت في أوربا، الناس ما تشاهد أي شيء عربي وما تشاهد أي شيء عن العرب، وتتوقع أن الدول العربية هي عبارة عن صحراء ونحن بحاجة إلى وسيلة إعلام مسموعة ومرئية ومقروءة في الوقت ذاته وتتوجه إلى الغرب تحديدا وتكون بمميزات ومواد وخبرات عالية جدا وأنا أعول على الجزيرة في هذا الكلام وأطالب منها ومن إدارتها أن تكون أكثر حزماً وأكثر جدية وأكثر حيادية مع المشروع العربي.

* شكرا جزيلا لك!

- شكراً لكما واسمحا لي فقط أن أقول كلمة أخيرة! أنه يشرفني جدا أنني جزء من الحضارة اليمنية، ومن لم يكن أصله من اليمن فليس عربيا، وأنا ابن عشيرة تعود أصولها إلى قبائل حميرية في اليمن، ومن اليمن خرجت أولى الحضارات وانتقلت إلى مختلف دول العالم وأتمنى أن يعود اليمن سعيدا كما كان وأن ينعم أهله بالسعادة والراحة والحرية، وهذا حلمي إن شاء الله أن أرى اليمن موحدا وعزيزا وقويا والحلم الآخر أن أكون بين أهلي باليمن أشكرهم على تضامنهم معي ومؤازرتهم لي وللشعب العراقي وأيضا، وأتمنى أن أزور اليمن وزيارة مضارب أهلي السابقين وتحياتي لكل أهلي في اليمن.  سبأ








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي