التنويم المغناطيسي.. أسلوب جديد للعلاج النفسي

زهرة الخليج
2022-07-19

التنويم المغناطيسي(زهرة الخليج)

يوصف التنويم المغناطيسي بأنه حالة شبيهة بالنوم، يصل فيها الأشخاص الخاضعون له إلى مرحلة الاسترخاء الكامل والعميق عن طريق إطلاق الطبيب أو مقدم الرعاية لسلسلة من التعابير اللفظية أو الصور الذهنية، التي تخلق لديهم إحساساً بالأمان وتجعلهم في غاية التركيز والانتباه بحيث يكونون أكثر انفتاحاً وتقبلا للإيحاءات والمقترحات.

قد يبدو الأشخاص الخاضعون للتنويم نائمين كأنهم في عالم آخر، إلا أنهم على أرض الواقع في حال من الوعي المفرط يسمعون للتوصيات والمقترحات المقدمة اليهم ويتمكنون من تذكرها بعد الجلسة.

يعود استخدام الحالات الشبيهة بالتنويم إلى آلاف السنين، إلا أن التنويم المغناطيسي بدأ في الظهور على أرض الواقع في أواخر القرن الثامن عشر على يد العالم الألماني فرانز ميسمر Franze mesmer، الذي كانت طريقته تسمى "المسميريزم" Mesmerism.. نسبة إليه.

بدأت ممارسة ميسمر للتنويم بداية سيئة بسبب آرائه الصوفية، إذ كان يعتقد بوجود قوى غامضة خفية، لكن في النهاية تحول الاهتمام بالتنويم في ما بعد إلى نهج أكثر واقعية، بحسب موقع verywellmind الصحي. 

وأصبح التنويم المغناطيسي أكثر أهمية في مجال علم النفس، اعتباراً من أواخر القرن التاسع عشر، واستعمله جان مارتن شاركوت في علاج النساء اللاتي عانين حالات الهيستيريا. وتأثر عالم النفس سيغموند فرويد بتقنية التنويم المغناطيسي، فلجأ إليها في تطوير التحليل النفسي.

هناك 3 أنواع من التنويم المغناطيسي، هي: التنويم المغناطيسي الموجه، والتنويم المغناطيسي العلاجي، والتنويم المغناطيسي الذاتي، فما هي:

1. التنويم المغناطيسي الموجه: 
يقوم هذا النوع من التنويم على استخدام أدوات مثل التعليمات المسجلة والموسيقى لحث المريض على الدخول إلى عالم التنويم المغناطيسي، وغالباً يستخدم هذا النوع من خلال تطبيقات موجودة على الأجهزة الإلكترونية المحمولة أو من برامج مسجلة على الإنترنت.

2. التنويم المغناطيسي العلاجي: 
يتم عن طريق شخص وسيط مؤهل لتقديم هذا النوع من الرعاية، إذ يقوم بخلق الجو المناسب الذي يجعل المريض في حال من اللاوعي يكون فيها أكثر تلبية وطاعة للمقترحات والإيحاءات وبالتالي إلى تقبل الحلول الجيدة.

3. التنويم المغناطيسي الذاتي: 
في هذا النوع لا يوجد وسيط، الذي هو الطبيب أو مقدم الرعاية، إذ يقوم المريض نفسه بتقديم الرعاية بعد أن يتعلمها بشكل صحيح من المختصين بهذا الأمر. يستخدم هذا النوع من التنويم كوسيلة مساعدة للتنويم الإيحائي من أجل تحقيق الهدف المرجو من العلاج، مثل: السيطرة على الألم أو إدارة الإجهاد.

قد يقرر شخص ما الدخول في تجربة التنويم المغناطيسي للمساعدة في إدارة بعض الحالات، مثل: الألم المزمن، أو للتخفيف من الألم والقلق الناجمين عن بعض الإجراءات الطبية، مثل: الجراحة أو الولادة. 

في ما يلي عدد من تطبيقات التنويم المغناطيسي التي أمكن إثباتها من خلال البحوث:

- السيطرة على الألم أثناء إجراء بعض المداخلات على الأسنان.
- علاج الآلام المزمنة المصاحبة لبعض الأمراض، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
- علاج وتحفيف آلام الولادة.
- الحد من التقيؤات والغثيان لدى مرضى السرطان الذين خضعوا للعلاج الكيميائي.
- الحد من أعراض الخرف.
- إدارة بعض أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
- القضاء على بعض الأمراض الجلدية المزمنة، مثل: الثآليل والصدفية.
- تخفيف وطأة الأعراض المصاحبة لمتلازمة القولون العصبي.
- المساعدة في الإقلاع عن التدخين وفي إنقاص الوزن وفي التغلب على التبول في الفراش.
- علاج بعض حالات الأرق والقلق والرهاب الاجتماعي.
- علاج بعض اضطرابات الأكل مثل الشراهة على تناول الطعام.
- التخفيف من نوبات الهبات الساخنة المرافقة لانقطاع الطمث.

وعلى الرغم من كون التنويم المغناطيسي، الذي يقوم به مقدم الرعاية المتدرب والمختص هو إجراء آمن، ومع ذلك فقد لا يكون مناسباً للمصابين ببعض الأمراض العقلية، مثل: الفصام والهلوسة.

فقد يعاني البعض آثاراً جانبية في الفترة التي تلي جلسة التنويم، إلا أنها نادرة وعابرة، وتشمل هذه الآثار: النعاس، الصداع، الدوخة، القلق والضيق، وتكوين ذكريات خاطئة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي