اليابان تتعهد "توثيق التعاون" مع إفريقيا في ختام ندوة "تيكاد" في تونس

أ ف ب - الأمة برس
2022-08-29

صورة تجمع رئيس السنغال والاتحاد الإفريقي ماكي سال والرئيس التونسي قيس سعيد ووزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي في تونس العاصمة بتاريخ 28 آب/أغسطس 2022 (ا ف ب)

جددت اليابان في ختام "ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا" (تيكاد) في تونس الأحد التزامها "توثيق التعاون" مع القارة والضغط من أجل حصولها على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي مؤكدة أنها ستستثمر فيها 30 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات.

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في كلمته التي ألقاها من بلده عبر الفيديو بسبب إصابته بكوفيد "أريد أن أؤكد مجددا رغبة اليابان في العمل مع إفريقيا كشريك".

وشدد كيشيدا على الرغبة في "توثيق التعاون والعمل يدا بيد مع شعوب افريقيا لتحقيق السلم والاستقرار".

كما اعتبر الزعيم الياباني أنه من "الملحّ معالجة الظلم التاريخي" تجاه إفريقيا ومنحها مقعدا دائما في مجلس الأمن حتى "يعمل بفعالية".

وأوضح أنه سيدعو مع شغل بلاده العام القادم وحتى 2024 مقعدا غير دائم في المجلس إلى إصلاح هذه المؤسسة التابعة للأمم المتحدة وتخصيص مقعد دائم فيها للقارة.

وتابع أن "اليابان مستعدة لتكثيف جهودها" في هذا الاتجاه وستكون "لحظة حقيقة للأمم المتحدة".

وتابع "لكي تعمل الأمم المتحدة بفعالية من أجل السلام والاستقرار، هناك حاجة ملحة لتقوية الأمم المتحدة من خلال إصلاح مجلس الأمن".

ودافع الرئيس السنغالي ماكي سال الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي عن هذه الفكرة.

وقال سال "ما يزعزع استقرارنا ويمنعنا من التطور يجب أن يأخذه مجلس الأمن في الحسبان وهذه مهمته".

ويضم مجلس الأمن 15 عضوا خمسة منهم دائمون (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا)، بينما تشغل بقية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المقاعد الأخرى بالتناوب لمدة عامين.

- استثمارات وتعاون أمني -

أكد رئيس الوزراء الياباني أن طوكيو ستقوم بـ"استثمارات عامة وخاصة" في القارة بقيمة 30 مليار دولار على مدى الأعوام الثلاثة القادمة، مشددا على أنها "تريد تعزيز الشراكة مع إفريقيا أكثر".

إضافة إلى ذلك ستقدم اليابان مساعدة بقيمة 8,3 مليارات دولار لدول منطقة الساحل المضطربة من أجل "تحسين الخدمات الإدارية لخمسة 5 ملايين من سكان هذه المنطقة".

وكشف فوميو كيشيدا أيضا أن طوكيو ستعيّن مبعوثا خاصا إلى منطقة القرن الإفريقي حيث "يتدهور الوضع الإنساني مع تزايد اللاجئين ونقص الغذاء".

وكان الزعيم الياباني قد أعلن في أول أيام الندوة السبت أن طوكيو ستطلق "مبادرة النمو الأخضر لإفريقيا ونستثمر (فيها) أربعة مليارات دولار".

كما أكد الأحد أن اليابان ستمول تدريب "كوادر أمنية وعاملين في الأمن".

وقال الرئيس التونسي قيس سعيّد في هذا الصدد إن "القارة الإفريقية عانت الكثير ولا زالت تعاني وتلاحظون خلال المدة الأخيرة تراكم اعمال العنف في افريقيا وللأسف في ليبيا أمس الأوضاع انفجرت".

ولفت الرئيس السنغالي إلى أن بعض دول غرب إفريقيا "تخصص 30 بالمئة من ميزانيتها لمكافحة الإرهاب"، مطالبا بعدم احتساب "هذه التكاليف الجديدة" ضمن العجز الاقتصادي لتلك الدول. 

- تجاوز "الأزمة المزدوجة" -

على صعيد الديون، تحدث ماكي سال عن "إعادة هيكلة الديون أو إلغائها" مكررًّا المطلب الإفريقي بـ"إعادة تخصيص حقوق السحب الخاصة" في صندوق النقد الدولي.

كما دعا مجموعة العشرين إلى تطوير مبادرتها لتعليق ديون الدول الفقيرة.

وأضاف سال "لا يمكن أن نترك افريقيا في هذا الوضع خلال أزمة مزدوجة بسبب كوفيد والحرب في أوكرانيا" أدت إلى "صدمة كبيرة" للاقتصادات الإفريقية.

ومن بين التمويلات التي ستقدمها طوكيو للدول الإفريقية مليار دولار مخصصة لـ"إعادة هيكلة الديون".

كما ستساعد اليابان الدول الإفريقية في مواجهة نقص الأغذية الناتج عن الحرب في أوكرانيا، وتقدم لها تمويلات بقيمة 300 مليون دولار بتمويل مشترك مع البنك الإفريقي للتنمية من أجل "إنتاج الغذاء وتدريب 200 ألف شخص في الزراعة".

من جهته دعا سعيّد إلى "رسكلة القروض" وتحويلها إلى استثمارات "حتى تكون مصدرا للثروة عوض أن تبقى الدول دائما رهينة قروض يمكن أن تؤدي بعض المقاصد لكنها تثقل بالتأكيد كاهل الدول والمواطنين". 

وأعربت الدول الإفريقية واليابان في "إعلان تونس" الصادر في ختام "تيكاد" عن "قلق بالغ إزاء الوضع في أوكرانيا وتأثيره على الاقتصادات الإفريقية والعالمية".  

ويتناول الإعلان المحاور الثلاثة الرئيسية لتعاون اليابان مع إفريقيا: تسريع النمو عبر الاستثمار في الاقتصاد الأخضر والشركات الناشئة، والعمل على إرساء "اقتصاد مرن" مع دعم إنتاج الأدوية واللقاحات والأمن الغذائي، و"السلام والأمن" من خلال دعم الوساطة ومنع نشوب النزاعات.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي