غموض يلف مصير الإشراف على محتويات تويتر في ظل إيلون ماسك  

أ ف ب-الامة برس
2022-11-03

 

 صورة لإيلون ماسك على هاتف نقال بينما يظهر شعار تويتر في الخلفية في واشنطن بتاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر 2022 (ا ف ب)

يترقب مستخدمو تويتر بقلق الطريقة التي سيترجم بها المالك الجديد للشبكة الاجتماعية إيلون ماسك رؤيته لحرية التعبير على المنصة ذات التأثير الواسع، وكيفية انعكاس توجهاته على طريقة إدارة محتوى التغريدات.

وأكد أغنى رجل في العالم الأربعاء أن الحسابات المعلقة حالياً على تويتر لن تعود للعمل قبل "بضعة أسابيع"، ريثما يوضع "مسار واضح" في هذا الإطار.

واستبعد تالياً إعادة حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على تويتر، قبل بضعة أيام من انتخابات جوهرية في الولايات المتحدة.

وكان ترامب أُقصي من الشبكة الاجتماعية بعيد الهجوم على مبنى الكابيتول في كانون الثاني/يناير 2021، إثر اتهامه بتحريض أنصاره على اقتحام الموقع.

وقد أكد مذاك عدم نيته العودة إلى تويتر بتاتا بعدما أطلق شبكته الخاصة "تروث سوشال" التي يلف الغموض مستخدميها. لكنّ كثيرين يعتبرون أنه قد لا يصمد أمام إغراء استعادة عشرات الملايين من متابعيه على المنصة التي شكّلت طويلاً أداة التواصل الرئيسية لديه.

إلا أن إيلون ماسك اعتبر في أيار/مايو أن هذا الحظر يشكل "قراراً سيئاً من الناحية الأخلاقية وبلا أي معنى إطلاقا".

ويدافع ماسك عن نظرة مطلقة لحرية التعبير.

لكن الملياردير يرسل في الساعات الأخيرة إشارات متضاربة حيال تطبيق هذه الرؤية، واعداً من جهة بالإبقاء على ديمومة الشبكة، ومتعهداً من جهة أخرى بإنهاء "الرقابة".

- "إشارات متضاربة" -

 الرسالة المنشورة على حساب تويتر المعلق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في واشنطن في 28 تشرين الأول/أكتوبر 2022 (ا ف ب)

ويسعى إيلون ماسك إلى تشكيل مجلس مختص في الإشراف على المحتوى. وهو أكد أيضاً أنه تناقش مع منظمات غير حكومية عدة معنية بالدفاع عن حقوق الأقليات، بشأن طريقة استمرار تويتر في مكافحة الكراهية والمضايقات.

وتقول مديرة جمعية "بن أميركا" المدافعة عن حرية التعبير سوزان نوسل إن ماسك "يرسل إشارات متضاربة. هو يدرك أن المهمة أصعب مما تبدو عليه من الوهلة الأولى".

وحض تجمع يضم حوالى خمسين جمعية مدافعة عن الديموقراطية أو ناشطة ضد التضليل الإعلامي، أكبر المعلنين على تويتر (بينهم كوكا كولا وغوغل وديزني)، على تهديد إيلون ماسك بوقف إعلاناتهم على الشبكة إذا ما "قضى" على الإشراف على المضامين.

وأعلنت "جنرال موتورز" أنها علقت موقتا إنفاقها الإعلاني على تويتر.

والأربعاء، طلب إيلون ماسك في استطلاع لآراء متابعيه البالغ عددهم 113 مليوناً، ما إذا كان يجب على المعلنين "دعم حرية التعبير" أو اعتماد "الصوابية السياسية".

ودعت جمعيات عدة مدافعة عن حقوق الأقليات، في ظل الخشية من تزايد الانتهاكات (من مضايقات أو عنصرية أو تضليل إعلامي)، إلى تحسين الإشراف على التطبيق.

وكتبت المغنية الأميركية السوداء توني براكستون عبر تويتر "خطاب الكراهية تحت ستار +حرية التعبير+ غير مقبول"، معلنة عزمها إغلاق حسابها على المنصة. وقالت "تويتر لم يعد مكاناً آمناً لي ولأبنائي ولآخرين من أفراد الأقليات".

لكن في المقابل، يرى بعض المحافظين المتشددين أن إضفاء مزيد من الليبرالية على المنصة لا يسير بالسرعة المطلوبة لديهم. وطلبت الكاتبة الصحافية بيني جونسون من إيلون ماسك صرف كوادر في تويتر مارسوا "رقابة" على بعض المواضيع، من أجل "إعادة ثقة الجمهور".

وقال الملياردير غريب الأطوار ممازحاً "التعرض للهجوم من اليسار واليمين على السواء مؤشر جيد".

- تضليل إعلامي -

وتشير سوزان نوسل إلى أن ماسك "مقتنع بأن خطاب المحافظين يواجه رقابة على تويتر، فيما تظهر الدراسات أن الأمر ليس كذلك".

وتأمل نوسل في أن يتراجع عن هذه الفرضية المغلوطة ويفهم "سبب إيلائنا قيمة لحرية التعبير"، مثل القدرة على التحاور والإقناع والخروج بأفكار مثيرة للاهتمام.

وتضيف "عندما يعج مكان عام بالأخبار المضللة، ويتعذر التمييز بين الصح والخطأ وينسحب الناس بسبب عدم إيجاد معلومات قيّمة... عندما تزول منافع حرية التعبير".

ويبدو إيلون ماسك متفقاً مع مبدأ هذه المقاربة.

وهو قال الأربعاء "هدفنا هو أن نجعل من تويتر مصدر المعلومات الأكثر أهلاً للثقة على الأرض، بصرف النظر عن الانتماء السياسي". وأشاد بمزايا برنامج "بيردووتش" من تويتر والذي يسمح بإرفاق رسائل مطعون بصدقيتها بالإطار المصاحب لها على يد مساهمين مستقلين.

وسحب البيت الأبيض الأربعاء تغريدة تضمنت إشادة برفع مخصصات التقاعد بفضل جو بايدن، فيما ذكّرت الرسالة المرفقة بالدور الذي أداه قانون صادر سنة 1972 في هذا الموضوع تحديداً.

لكن إيلون ماسك نشر الأحد رسالة تتضمن نظرية مؤامرة بشأن الاعتداء على زوج زعيمة الديموقراطيين في الكونغرس نانسي بيلوسي. وقد ألغى بنفسه هذه التغريدة لاحقا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي