فوز الجنرال المتقاعد في حلف شمال الأطلسي بيتر بافيل برئاسة تشيكيا

ا ف ب - الأمة برس
2023-01-29

الجنرال التشيكي المتقاعد بيتر بافيل خلال لقائه مناصريه في تشيرنوتشيك في 27 كانون الثاني/يناير 2023 (ا ف ب)

فاز الجنرال المتقاعد في قوات حلف شمال الأطلسي بيتر بافيل على منافسه رئيس الوزراء السابق أندريه بابيش في الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية التشيكية ليصبح رابع رئيس للبلاد، وفق النتائج النهائية للفرز.

وأعلن مكتب الإحصاءات التشيكي أن بافيل حصد 58,3 بالمئة من الأصوات وفاز على منافسه الملياردير بابيش الذي نال 41,7 بالمئة.

وبعد صدور النتائج التي أظهرت فوزه في الاستحقاق، قال بافيل "أود أن اشكر اولئك الذين صوّتوا لي وأيضا أولئك الذين لم يفعلوا لكن شاركوا في الاقتراع، لأنهم أثبتوا أنهم يقدّرون الديموقراطية ويكترثون لهذه البلاد".

وتابع "يمكنني أن أرى أن قيما على غرار الحقيقة والكرامة والاحترام والتواضع سادت في هذه الانتخابات".

ويخلف بافيل (61 عاما) الرئيس المنتهية ولايته ميلوش زيمان البالغ 78 عامًا وهو رجل سياسي تثير مواقفه الانقسام، أقام علاقات وثيقة مع موسكو قبل أن يغيّر موقفه بشكل جذري عندما غزت روسيا أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

وعلى غير العادة شهدت الانتخابات في تشيكيا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والبالغ عدد سكانها 10,5 ملايين نسمة، إقبالا كثيفا تخطّت نسبته 70 بالمئة بعد حملة انتخابية حامية اتّسمت بالجدل وصولا إلى تهديدات بالقتل وتهم بممارسة الخداع.

تصدر بافيل نتائج الجولة الأولى من الانتخابات قبل أسبوعين بحصوله على 35,4% من الأصوات متقدّمًا بفارق ضئيل على بابيش الذي نال 35% من الأصوات.

مذّاك يتلقى بابيش وعائلته تهديدات بالقتل، فيما يتعرّض بافيل لحملة تضليل وقد سرت شائعة بوفاته.

وقال بافيل "مجتمعنا تضرر نوعا ما بسبب الحملة الرئاسية، من جراء الأزمات العديدة التي واجهناها ونواجهها، وأيضا من جراء النهج السياسي الذي ساد هنا مؤخرا".

وتابع "هذا الأمر يجب أن يتغيّر، وقد ساعدتموني في اتّخاذ الخطوة الأولى على المسار المؤدي إلى هذا التغيير".

وهنّأ بابيش الذي شغل منصب رئيس الوزراء من العام 2017 وحتى العام 2021 بافيل واقر بهزيمته.

وقال بابيش "أتمنى له أن يكون رئيسا لكل مواطني جمهورية تشيكيا، وأن يتحسّس مشاكلهم وأن يكافح من أجل مصالح جمهورية تشيكيا".

ورغم أن منصبه فخري إلى حد كبير، الرئيس التشيكي هو الذي يعين الحكومة ويختار محافظ البنك المركزي وكذلك قضاة المحكمة الدستورية ويتولى مهمة القائد العام للقوات المسلحة.

- "لا بديل أفضل" -

قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه يتطلّع إلى "ترسيخ التعاون الوثيق" بين البلدين الجارين.

وأشار إلى أنه يتطلّع "بفارغ الصبر إلى لقائكم شخصيا" متمنيا لبافيل النجاح.

سيكون بافيل رابع رئيس لجمهورية تشيكيا منذ تأسيسها في العام 1993 في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي وانفصالها سلميا عن سلوفاكيا.

وسبق أن تعاقب على المنصب فاتسلاف هافيل المناهض للشيوعية من العام 1993 وحتى العام 2003، ومن ثم الخبير الاقتصادي فاتسلاف كلاوس (2003-2013) وزيمان الذي تنتهي ولايته الثانية والأخيرة في آذار/مارس.

توجّهت الرئيسة السلوفاكية زوزانا كابوتوفا إلى براغ لتهنئة بافيل شخصيا، وقالت إنها سعيدة "لوجود رئيس دولة جديد في منطقتنا وفي أوروبا يحترم القيم الديموقراطية".

ترأس بافيل وهو عسكري وجنرال سابق يبلغ 61 عاما اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي من 2015 إلى 2018.

كان بافيل مظليا من النخبة وقد ساعد ذات مرة في تحرير جنود فرنسيين من منطقة حرب صربية-كرواتية.

على غرار بابيش، كان بافيل عضوا في الحزب الشيوعي في ثمانينيات القرن الماضي. لكن مذّاك أصبح الرجل الشغوف بالدراجات النارية ذات المحركات القوية، مدافعا شرسا عن عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

ونقل عنه الموقع الإلكتروني لحملته الانتخابية قوله "لا بديل أفضل لدينا. علينا أن نغتنم الفرص التي توفّرها لنا العضوية وان نحاول تغيير ما لا يعجبنا".

تعهّد بافيل بأن يكون رئيسا مستقلا متحررا من ضغوط الأحزاب السياسية وبالمضي قدما في دعم أوكرانيا التي ترزح تحت وطأة الغزو الروسي، في نيل العضوية في الاتحاد الأوروبي.

وقال "على أوكرانيا في المقام الأول أن تلبي كل الشروط لكي تصبح عضوا، على غرار تحقيق تقدم على صعيد مكافحة الفساد. لكنّي أعتقد أن من حقّها أن تنال الفرصة نفسها التي نلناها في الماضي".

ورحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في تغريدة بالتزام بافيل "القوي بقيمنا الأوروبية".

وتابعت "خبرتكم في مجال الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية ستكون قيّمة للحفاظ على وحدة أوروبا على صعيد دعم أوكرانيا وتعزيزها".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي