محمد جمال راشد.. نظم الإدارة الحديثة للمتاحف

2023-02-03

منذ تأسيس برامج أكاديمية متخصصة في تدريس علوم المتاحف خلال النصف الثاني من القرن العشرين في معظم الجامعات حول العالم، يواجه هذا المجال تغيرات كبرى على صعيد إدارة المؤسسات المتحفية ودورها التعليمي والرقمنة وطبيعة علاقتها مع المجتمع ومؤسساته.

في كتابه "إدارة المتاحف.. نُظم الإدارة الحديثة للمتاحف" الذي صدر حديثاً عن "العربي للنشر والتوزيع" في القاهرة، يناقش الباحث المصري محمد جمال راشد واقع المتحف في العالم العربي ضمن محاولة لتقديم قراءات مُبسطة، حديثة، ومتخصصة لخدمة طلاب العلم، والمتحفيين والعاملين في قطاع التراث والثقافة.

تشير المقدمة إلى أن "إدارة المتاحف تعتبر من أهم الاختصاصات التي شهدت تطوراً ملحوظاً في الدراسات المتحفية. فضلًا عن أن ممارسة مهام الإدارة في المتاحف تتسم بالمرونة والقابلية للتطوير والتوفيق وفقًا للعديد من المتغيرات والأوضاع لمواءمة بيئة العمل وثقافة الإدارة بين مختلف الدول ونظم الإدارة. وهي بالتالي تتطلب جهدًا في الفهم، ومرونة في الممارسة والتطبيق لنظرياتها ومبادئها بما يتوافق مع وضعية كل متحف. وعليه، فإن تقديم قراءة متكاملة تساهم في إعداد وتأهيل العاملين في المتاحف، وخاصة المهتمين بشؤون إدارتها، يتطلب استعراض العديد من الموضوعات والمحاور مصحوبة بأمثلة تطبيقية وحالات واقعية لأنشطة الإدارة في المتاحف".

يشكّل الكتاب مجلداً أول ضمن سلسلة يعمل عليها المؤلف، ويستعرض بصورة مبسطة نُظم الإدارة الحديثة في المتاحف، والتعريف بالمقصود بإدارة المتحف، قطاعاته، والتنظيم الإداري للعاملين بهذه المؤسسة ذات الطبيعة غير الربحية.

يناقش الفصل الأول "الوظائف الرئيسية للمتحف ومسؤولية إدراتها" وظائف المتحف الرئيسية في ضوء تعريف المتحف، وتحديد طبيعة هذه الوظائف الست، ماهيتها، ومسؤوليتها الإدارية داخل المتحف، وينتقل الحديث في الفصل الثاني "مبادئ الإدارة وأهدافها" إلى أنماط الموارد المتاحة للمتاحف، وإدارتها، وإدارة أهداف المتحف في الإطار المؤسسي.

وفي الفصل الثالث "وظائف الإدارة وتطبيقها في المتاحف"، يستعرض أستاذ علم المتاحف والآثار كيفية تطبيق هذه الوظائف في إدارة المتحف بداية من التخطيط، للتنظيم، للتوظيف واتخاذ القرار، والمتابعة أو المراقبة داخل منظومة العمل بالمتاحف، ودور المدير في التخطيط والتنظيم، وصولا للمتابعة.

ويفصّل الفصل الرابع أدوار الإدارة في المتحف باستعراض للمهام الخمس الواجب توافره في شخص المدير، كما يبيّن أساليب ومناهج الإدارة في المتاحف، بداية من استعراض الدور التنفيذي للمدير وأساليب الإدارة التي تمثل أهم أدوات السلطة التنفيذية للمدير، ثم يتم التطرق في الفضل الخامس للتخطيط، وأهميته، الخطط والسياسات، واللوائح، وغيرها من الأدوات والأساليب التي يعتمدها المدير في إدارته للمتحف.

ويتناول الفصل السادس "نظم حوكمة المتاحف" نظم الملكية أو الهيئات المالكة، وكيفية تنظيم إدارتها للمتاحف كمؤسسات تابعة، والتعريف بالأنماط المتعارف عليها للهيئة المالكة، وطبيعة وخصائص كل من هذه الأنماط، وطبيعة تنظيم المؤسسات التابعة لها، وذلك مع تحليل الإيجابيات والسلبيات بينها وتقديم أفضل الأنماط المناسبة لإدارة المتاحف وأكثرها شيوعا مصحوبة بأمثلة للمؤسسات المتحفية التي تنتمي لكل نمط من هذه الأنماط.

وفي الفصل السابع "الهيكل التنظيمي للمتحف" يقدّم المؤلّف الأشكال المختلفة لهيكلة وتنظيم المؤسسات المتحفية، وتوزيع السلطات والمسؤوليات بين قطاعات المتحف، بينما يوضّح الفصل الثامن "إدارة المجموعات المتحفية" أحد قطاعات العمل بالمتحف، وهي قطاع المجموعات المتحفية، والتعريف بإدارة المتاحف، وأركانها ومحاورها الرئيسية، وكيفية تنظيمها وإدارتها، وأهم الأقسام الفرعية لهذا القطاع الحيوي بالمتحف.

أما الفصل التاسع "قطاع التشغيل"، فيعرّف ببعض الأقسام والإدارات الفرعية، وتحديد مسؤوليات ومهام كل منها، ويُختم الكتاب بالفصل العاشر بالحديث عن مجالس الأمناء (الإدارة) بالمتاحف، والتعريف بمهامها؛ مسؤولياتها واختصاصاتها، وتباين سلطات ومهام مجالس الأمناء باختلاف نظم الحوكمة. ويأتي ذلك مع تقديم لنماذج تشكيل ومهام مجالس الأمناء ببعض متاحف مختارة حول العالم.

ويواصل راشد في مجلد ثانٍ يصدر قريباً تغطية كافة الموضوعات التي تتعلق بالضوابط، والسياسات والقواعد المنظمة للعمل داخل المؤسسات المتحفية. بداية من التقديم لآداب وأخلاقيات المهنة، واستعراض مختلف السياسات واللوائح التنظيمية؛ وذلك بجانب مستويات التخطيط المختلفة وأنواع الخطط التي يعتمدها المتحف في سبيل تسهيل مهمته وتحقيق أهدافه.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي