كرنفال ريو دي جانيرو يعود في عروض تحتفي بالحياة والديموقراطية

ا ف ب - الأمة برس
2023-02-18

"الملك مومو"، "الحاكم" الرمزي لكرنفال ريو دي جانيرو يحمل مفتاح المدينة خلال حفلة الافتتاح الرسمي للكرنفال بتاريخ 17 شباط/فبراير 2023 (ا ف ب)

انطلق كرنفال ريو دي جانيرو رسمياً الجمعة، في نسخة كاملة للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، فيما أكد رئيس بلدية المدينة البرازيلية أنّ هذا المهرجان يحتفي بالحياة والديموقراطية، بعد ما شهدته البرازيل من أضرار جراء كوفيد-19 بالإضافة إلى انتخابات أثارت الانقسامات داخل البلاد.

وفي خطوة رمزية، سلّم رئيس بلدية ريو دي جانيرو إدواردو بايس مفتاح المدينة إلى "الملك مومو" الذي "سيحكم" ريو لأربعة أيام يُعفى خلالها الجميع من أي قيود.

وقال رئيس البلدية وهو يسلّم المفتاح العملاق لـ"الملك"، وهو أحد المولعين بالكرنفال يتم اختياره استناداً إلى شخصيته وحضوره ومهاراته في السامبا، "احتفاءً بالحياة وبالديموقراطية، يسعدني ويشرفني أن أسلّم مفاتيح المدينة للملك مومو".

وقال بايس "حري بنا التذكّر أنّ قبل بضع سنوات فقط، وبعد كرنفال العام 2020، عندما كان الجميع محجورين داخل منازلهم، كنّا نتساءل عما اذا كان من الممكن أن نجتمع مجدداً هنا ونتبادل القبلات والعناق وإقامة الكرنفال".

وتابع "بفضل العلم ونظام الصحة العامة ومَن تلقوا اللقاح، أتيحَ لنا الاحتفاء بالحياة مرة جديدة".

وباتت ريو دي جانيرو مستعدة للاحتفالات بعد كرنفالين لم يُقاما بالنسخة التقليدية بسبب الجائحة، وانتخابات رئاسية في تشرين الأول/أكتوبر استقطبت عدداً كبيراً من البرازيليين وأسفرت نتائجها عن فوز اليساري لويز إيناسيو لولا دا سيلفا على حساب المحافظ المتشدد جايير بولسونارو، الذي يوجه باستمرار انتقادات للكرنفال ويُتهم بنزعة استبدادية، فيما أُطلقت تحركات كثيرة مناهضة له وكان موضع استهزاء خلال احتفالات عدة.

وفي الواقع، تشهد المدينة الساحلية الشهيرة احتفالات بالكرنفال منذ أسابيع، مع إقامة حفلات كبيرة في الشوارع تُعرف بالـ"بلوكوز".

ويشهد الكرنفال أبرز احتفالاته الرسمية مساء الأحد والاثنين مع عروض بارقة وأصوات طبول وأزياء مرصعة بالأحجار ضمن المسابقة السنوية لمواكب مدارس السامبا.

في العام الفائت، أقامت ريو نسخة محدودة من الكرنفال مستثنيةً الحفلات المُقامة في الشوارع، فيما جرى تأجيل المهرجان شهرين بسبب الجائحة التي أودت بحياة نحو 700 ألف شخص في البرازيل.

أما هذا العام فيعود الكرنفال بنسخته الكاملة.

وتتسابق مدارس السامبا لوضع لمساتها الأخيرة على عروض ستمتد طيلة الليل.

ويقول روجيريو سامبايو (54 عاماً) من مدرسة "فيرادورو سامبا "نوفر كل قدراتنا ووقتنا للعروض. نعمل حتى الفجر وننام هنا. ليس لدينا حياة اجتماعية"، مضيفاً "مستعدون لفعل أي شيء يُسعد السكان في الكرنفال".

ويتوقع المسؤولون حضور أكثر 70 الف شخص في كل ليلة من عروض جادة سامبادروم، التي تتنافس خلالها 12 مدرسة متخصصة في السامبا على لقب أفضل استعراض.

وتُبث المسابقة مباشرة عبر التلفزيون، فيما يتوقع أن يشاهدها ملايين الأشخاص.

كذلك، من المتوقع أن يشارك نحو 5 ملايين شخص في الاحتفالات المرتقبة إقامتها في الشوارع.

- "عودة بعد فترة قاتمة" -

تضم مدارس السامبا التي نشأت في أحياء ريو الفقيرة، آلاف الراقصين والمغنين وعازفي الطبول والكورتيج يشاركون في عروض تتمحور على موضوع ما، وتتنافس لإبهار لجنة التحكيم.

وخلال عهد بولسونارو، غالباً ما كانت العروض توجّه انتقادات مبطنة لحكومة اليمين المتطرف في شأن قضايا عدة بينها العنصرية والتعصب الديني وتدمير البيئة والإدارة الكارثية لأزمة كوفيد.

أما عروض هذا العام، فلن تتخذ كثيراً من السياسة موضوعات لها.

وستعود مدارس كثيرة إلى أصول السامبا مع اختيارها موضوعات مرتبطة بالشخصيات التأسيسية لهذا النوع من الرقص، والثقافة الأفرو-برازيلية والتقاليد الثقافية للمناطق الفقيرة في شمال شرق البرازيل التي تضم سكاناً هم بغالبيتهم من أصحاب البشرة السوداء أو متعددي الأعراق.

ويقول مدير الابتكار في مدرسة "امبيراتريز ليوبولدينينسه" لياندرو فييرا "إنّ هذه اللحظات مناسبة لتعيد البرازيل التشديد على ما تتميّز به، بعد فترة قاتمة عانتها سياسياً وعلى مستوى الثقافة الشعبية"، مضيفاً ان الكرنفال هو بمثابة "النور بعد الظلام".

ويقول لمجلة فيجا "الكرنفال هو مرآة عن البرازيل".

- "تعبير كبير عن الفرح" -

ويؤكد المسؤول عن البرامج الثقافية في جامعة ولاية ريو دي جانيرو أدير روشا أنّ الكرنفال سيكون هذا العام "تعبيراً كبيراً عن الفرح".

ويوضح لوكالة فرانس برس أن الاحتفالات "ترمي إلى التغلب على الصعوبات".

 

 

وتتوقع سلطات المدينة أن يضخ الكرنفال نحو 4,5 مليارات ريال (880 مليون دولار) للاقتصاد المحلي.

ومن المتوقع أن تصل معدلات إشغال الفنادق إلى 95%.

وكانت المدينة أقامت 34 ألف مرحاض متنقل في الأماكن العامة، ونشرت مجموعات من عمال الصرف الصحي لجمع النفايات المتأتية من الكرنفال، والتي عادة ما تصل إلى نحو مئة ألف طن.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي