من رجال الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر الاوائل

المناضل الشيخ عبدالرزاق صالح مجلي يروي أبناؤه قصة نضاله من الثورة الى الوحدة

خدمة شبكة الأمة يرس الإخبارية
2010-10-14
المناضل اليمني الكبير المرحوم الشيخ عبدالرزاق صالح  مجلي رحمه الله - أرشيف

المناضل الشيخ عبدالرزاق صالح مجلي يروي أبناؤه قصة نضاله من الثورة الى الوحدة

شارك في الدفاع عن الثورة وقاد المجاميع المسلحة في سن مبكرة وفتح مع أبناء ومشايخ البيضاء طريق عيبان وكوكبان

ما هي الرسالة التي كتبها له أبو الاحرار الزبيري عندما صعد جبل عيبان المحاصر؟

دعم الثورة بالسلاح من حر ماله وكان منزل والده مخزناً للسلاح الذي ينقل لرجال الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني

ولده: أبي لم يخفت حبه وايمانه بالثورة والجمهورية والوحدة رغم ما لقي من مؤامرات وفخامة الرئيس قال لنا: هل ترضون بي أباً بعد والدكم؟

ما هي قصة صالح فدامة مع السلال، ولماذا رفض الملازم علي عبدالله صالح الأوامر بالانسحاب؟


< تحذير الشيخ عبدالرزاق من محاولة اغتيال الرئيس الغشمي قبل وقوعها

كيف جرت الوساطة بين رجال الجبهة في عدن أثناء التوقيع على قيام الوحدة وما هي المقولة الشهيرة لعلي عنتر؟


المناضل الشيخ عبدالرزاق صالح مجلي من مواليد جبن محافظة البيضاء عام 1936م، التحق بالعمل الثوري اثناء قيام الثورة مباشرة وهو في سن مبكرة وقاد المجاميع المسلحة من أبناء ومشايخ البيضاء الى صنعاء وشارك في فك الحصار عن صنعاء وكوكبان.
شيخ مشايخ جبن وعمره 18 سنة، ثم عامل وقائد منطقة جبن،  وعامل وقائد السدة، عضو مجلس قيادة الثورة ومن المشاركين الرئيسيين لفك حصار السبعين يوماً، ترقى الى عدة رتب عسكرية حتى توفي عام 2000م وهو برتبة عقيد، له ادوار كثيرة في  تحقيق الوحدة اليمنية والمحافظة عليها، وربطته عدة مواقف برجال الدولة الكبار وكان نعم الرجل المستشار.
«26سبتمبر» التقت نجليه الشيخ ابراهيم عبدالرزاق شيخ مشايخ جبن، الاستاذ عبدالناصر مجلي والذين كشفا لنا كثيراً من الاسرار عن والدهما والتي سنتابعها من خلال هذا الحوار:

حوار: عبده درويش

> الشيخ ابراهيم هل بالامكان ان تعطونا فكرة عن نضال والدكم عبدالرزاق مجلي؟
>> كان الوالد رحمه الله شخصاً قيادياً منذ الصغر حيث وهو كان مجالساً لجدي الشيخ صالح مجلي الذي تربت معظم اسرتنا على يده، وبعدها الشيخ علي مجلي رحمه الله وهو اكثر من جالسه الوالد وكان يرافقه في رحلاته حتى انه كما حكى لنا- قابل الامام أحمد برفقة جدي علي، وكان لديه الرغبة بأن يسافر الى جمهورية مصر العربية للتعليم، وطرح جدي علي قضية ذهابه الى مصر على الامام أحمد، فقال له الامام «تشتي تقع شيخ مثل أبوك وإلا تشتي تدرس في مصر»؟
قال له الوالد: (لا اشتي أتعلم اقع شيخ مثل بوي) هكذا قال كاعتزاز بأبيه.. قال الامام خلاص.. ارجع البيت واجلس عند أبيك أحسن لك، لكن بالنسبة للنفس الثوري كان موجوداً لدى الوالد حتى انه سار الى تعز وثبت نفسه باعتماد وجلس ما يقارب ثلاثة الى اربعة أشهر.. في بداية الثورة تمت المراسلة وعلم المشائخ الكبار في البلاد بقيام الثورة وكان عندهم الهاجس الثوري موجوداً من المحاولات السابقة في ثورة 1948م، 1955م.

طبعاً كانوا أول من أيد الثورة في المنطقة. ثم طلب منهم تجنيد شباب ليذهبوا للقتال مع الثورة والدفاع عنها، فجندوا من المديرية كاملة، وقالوا من يقود هؤلاء الشباب؟ عرضوا الأمر على كثير من المشائخ وكانوا كبار السن فلم يستجب أحد منهم، فبادر الوالد رحمة الله عليه وعمره لم يبلغ 18 سنة وقال: أنا سأقود الحملة، فقال جدي علي رحمة الله عليه: إذا أنت ستقود الحملة «يقعد لك المشائخ» أي يوقعوا لك بأنك شيخ مشائخ الضمان في المديرية «شيخ مشائخ مديرية جبن» قالوا وأنت يا شيخ علي؟ حيث كان جدي شيخ مشائخ الضمان بعد أخيه جدري صالح آنذاك قال: «أنا متنازل بها له.. الآن هو زمان هؤلاء  الشباب ونحن ندعمهم بالرأي والمشورة»، وبالفعل تم ذلك، وانطلق بالحملة وهو على رأسها للحروب على الملكيين، وقد امتاز في مشاركاته حيث كان جدي فقيهاً وأوصاه بكثير من مبادئ القتال وأخلاق الحرب، فكان الوالد لا يحدثنا كثيراً عما قام به من نضال تواضعاً منه ولكن نعلم ببعض الأحداث ومشاركاته من الآخرين فقد شارك في عدة مواقع وجبهات منها:
المشاركة في فك حصار كوكبان وعيبان ولكل منها قصة ولكن قبل ذلك نتحدث عن موقفه مع قبائل محافظة البيضاء، حيث كان هناك أناس من كبار مشائخ المنطقة ملكيين ومنهم جرعون فكان البحث عمن له علاقة جيدة بهؤلاء المشائخ؟

فكان آل مجلي وعلى رأسهم هذا الشاب عبدالرزاق مجلي، فاستطاع أن يقنعهم بالحوار والتفاهم مع الفريق حسن العمري على أساس التوضيح، ما هي الثورة وأهدافها الحقيقية؟ وأنها لم تأتِ لتخرج اليمن الى طريق غير ديني عكس ما كان الملكيون يروجون له، بل هي ثورة تحترم القيم والمبادئ والانسان والاسلام.
فوفق الله الوالد بأن جمعهم وكانت رداع وقيفة كلها رافضة مسألة الجمهورية والثورة نتيجة للإعلام المضلل حينها، فاستطاع أن يكون همزة الوصل الحقيقية في جذب هؤلاء الرجال الأفذاذ والقبائل المشهورة بالشجاعة الى الدخول في الجمهورية والدفاع عن الثورة، وجند شباباً وكان يدربهم في مدينة جبن، وبنى النوب والمتارس.
 وبالرجوع الى موضوع النضال والمشاركة في فك الحصار عن كوكبان وعيبان، فقد حدثنا عن ذلك ونحن صغار بأن عيبان وما حولها كانت ملكية وكان من الصعوبة على القوات المسلحة النظامية سواء المصرية أو اليمنية الصعود الى عيبان لأن القوات الملكية متمركزة هناك، فكان أن استطاع الوالد ومجموعة من القبائل الذين معه من البيضاء وبحماية الجيش أن يصعدوا الى الجبل بحيث يضعون موقع قدم، وكان الشهيد محمد محمود الزبيري والقاضي عبدالرحمن الارياني قد جاءوا صباح ذلك اليوم فوجدوا أن الطريق مغلقة ولا أحد يستطيع فتحها ولما عادوا عصراً الى هناك وجدوا الطريق قد فتحت وهي الطريق الرئيسي وتساءلوا ومعهم اللواء محمد فوزي  - على ما أذكر - كيف تم فتح هذه الطريق؟

فكانت الإجابة عليهم بأن قبائل جاءت من البيضاء وقيفة وغيرها واستطاعوا الصعود الى هناك يقودهم شيخ شاب اسمه عبدالرزاق مجلي، القاضي عبدالرحمن الارياني بحكم وجوده في المنطقة وله علاقة بأهلها ومشايخها تساءل من هذا الشيخ؟ فقيل له ابن الشيخ صالح مجلي، فقام أبو الأحرار محمد محمود الزبيري رحمه الله وكتب رسالة طويلة يمدحه ويشجعه من خلالها اختتمها بقوله: «إنك يا بني بصعودك وفتحك لهذا الاتجاه انما تذكر بصعود أول رائد الى الفضاء أو إلى القمر».
الوالد استطاع بتوفيق من الله أن يعتمد على مسألة حسن التعامل مع القبائل، حيث كانت تحدث بعض التصرفات الخاطئة من بعض الجنود والمطوعين الذين يقومون بنهب بعض الأشياء، فكانت الفكرة لديه حتى تستطيع كسب الناس الى الثورة والجمهورية لابد أن تثبت لهم أن الثورة جاءت لتدافع عنهم ولم تأتِ لتنهبهم، بدليل أنهم ما دخلوا قرية أو مكان إلا ويقوم الناس بالتعرف عليهم وأمنوهم في أموالهم وما يملكون.

وعندما شارك هو وزملاؤه في فك الحصار عن كوكبان كانت كوكبان محصنة بالملكيين بحسب ما حدثنا أن هناك مناضلين من القوات المسلحة والمشائخ استطاعوا أن يقتحموا البوابة ويدخلون الا أن الملكيين عملوا لهم كميناً وحاصروهم والوالد من ضمنهم، فلما سمع البعض أن الوالد بينهم قاموا بالتواصل مع الملكيين ليتم الافراج عنه نظراً لمعرفة اولئك الملكيين بجدي صالح عندما كانوا عسكر للإمام في جنب، الاّ أنه رفض ذلك الا بخروج حميع زملائه، وقال: لقد أتينا للدفاع عن الثورة والجمهورية إما ننتصر أو نفنى دونها، وفعلاً تحقق لهم النصر بإذن الله، وشارك الوالد بعدها في معارك كثيرة ومواقع متعددة لا يتسع المجال لذكرها، لكن زملاءه من المشائخ والذين كانوا بجانبه يعرفون ذلك حيث والبعض منهم مازال على قيد الحياة.
موقف نادر
 ونتذكر موقفاً حكاه لنا أثناء حصار السبعين وصعوده الى صنعاء مع مشائخ آل عواض وكيف لفت نظره ضابط شاب اسمه علي عبدالله صالح الذي هو فخامة الوالد الرئيس الآن، وأنه كان يقاتل قتالاً قوياً في المنطقة الجنوبية من صنعاء باتجاه نقيل يسلح، ونتيجة للقصف العنيف من الملكيين انسحبت كثير من الفرق والمقاومين ربما للتكتيك، لكن الضابط علي عبدالله صالح رفض الانسحاب وكان يقول: الانسحاب من هذه المنطقة معناه فتح صنعاء للملكيين وهذا لن يحدث أبداً مهما كانت التضحيات الى درجة أنه رفض الأوامر العسكرية حتى اقتنع فيما بعد للفائدة الاستراتيجية للإنسحاب ثم انسحب، وهذه شهادة ذكرها الوالد رحمه الله أمامنا وقبل أن يتعرف على شخصية الرئيس والتي لم تتم الا في عام 1967م عندما نزل في حملة الى المنطقة في جبن وبعدها استمرت العلاقة بينهما، حتى رحل الوالد إلى رحمة الله.
توضيح للتاريخ
> ويتحدث ولده الآخر وهو الشخصية الأدبية والاعلامية المعروفة الزميل عبدالناصر مجلي الشاعر والقاص والروائي الذي كشف عن أشياء غامضة وجديدة من مسيرة والده النضالية، حيث وأنه لم يتأطر في أي حزب قط، ورغم ملازمته للرئيس الراحل ابراهيم الحمدي الا أنه لم يكن يوماً من الايام ناصرياً، وكان يقول دائماً انه محسوب علي الثورة والجمهورية والوطن رغم أن الآخرين كانوا يحسبونه على الرئيس الحمدي وذلك ماكان ينفيه بالقول «أنا مع الحمدي مادام مع الثورة والجمهورية وأميناً عليهما أما غير ذلك فلا» ومن ضمن الاشياء أو المعلومات التي تنشر لأول مرة وهي قصته مع صالح فدامه الذي كان آنذاك يتولى الاعلام مع الملكيين.
قصة فدامة
> وهذا ما هي قصته؟
>> الرجل كان يمثل الوجه الإعلامي للملكيين في عدن، ولكن أصوله من جبن وتربط الوالد به قرابة فقال له الرئيس السلال رحمه الله: يا ولدي يا شيخ عبدالرزاق هذا فدامة أزعجنا «ما هو داري عصيد ماهي»؟ احنا في ثورة وجمهورية والرجّال يصيح للملكيين، والآن قد دخلت عدة دول لدعم الملكيين بما فيها اسرائيل والمرتزقة، هل تستطيع أنت وعمك علي في عدن أن تكفونا شر هذا الرجل؟
قال له الوالد: نعم نستطيع بعون الله بشرط أنك تعطيه وجه أمان، قال السلال: له ذلك إذا وصل الى جبن, حيث وهي تعتبر حينها آخر منطقة حدودية بين الشطرين واستطاع الوالد أن يرسل رسالة الى جدي في عدن أوضح له مدى خطورة التدخلات الاجنبية علي البلاد والثورة، ولذلك أقنع صالح فدامة الا أنه تم اغتياله في الطريق من قبل مجموعة من الثوار والذين لا يلومهم أحد لأنهم كانوا لا يرون فيه الا أنه عدو للثورة والجمهورية رغم أنه صرخ فيهم بأنه في وجه الرئيس السلال.

نضال ضد الانجليز والجبهة
ويضيف عبدالناصر مجلي بأن نضال والده لم يقتصر على الثورة اليمنية 26سبتمبر بل شمل النضال ضد المستعمر البريطاني ودعم ثورة 14 اكتوبر والنضال ضد ما كان يسمى الجبهة، كما أنه قضى على ظاهرة الثأر في مديرية جبن والى الأبد رغم أن المديريات من حولها مازالت تتجرع مرارة هذه الظاهرة الى اليوم.
بعد اتفاق الوحدة مباشرة وقعت القيادة في الشطرين في مأزق بما يسمى بقيادة الجبهة الوطنية، الآن الرئيس علي عبدالله صالح قال 22 مايو الوحدة تجب ما قبلها ولكننا لا نستطيع حماية من ولفوا في دماء واعراض الناس، والقيادة في الحزب الاشتراكي آنذاك شعرت بالورطة نفسها لأنهم استخدموهم والآن اصبحوا عبئاً عليهم، فكادت ان تحدث فتنة كبيرة لأنهم بالآلاف وليسوا قلة فأراد الجميع ان يصلوا الى حل وسط، وهم لم يثقوا بأي أحد، وعندما سئلوا عن الشخص الذي يمكن الثقة به فقالوا الشيخ عبدالرزاق مجلي، ومن مفارقات الامور في هذه المسألة انهم كانوا اشد خصومه واعداءه عندما كانوا يحاولون تسويق ما يسمى بأفكار الجبهة الوطنية اليسارية حينها واسقاط النظام الشمالي الرجعي كما كانوا يطلقون عليه وغير ذلك، وبتكليف من القيادة السياسية في الشطرين حينها ذهب الوالد اليهم وقال لهم شكراً لكم على اختيارنا وما حدث كالتالي:

الدولة قد عفت عن كل ما حدث لكن بقيت في نفوس الناس بعض الاشياء والضغائن والدولة لا تستطيع ملاحقة الناس في كل مكان، قالوا فماذا ترى يا شيخ؟
قال اقترح لكم الخروج المشرف والدولة تتكفل لكم بما يلزم من رعاية، في أي دولة تريدون الذهاب اليها، فخرجوا اعتقد الى سوريا وكانت هذه من أهم العقبات التي واجهت النظامين عشية الوحدة ليلتها، فالوالد رحمه الله كان مثل شوكة في ظهر الجبهة الوطنية وايام  الغلو الذي كان ينظر الى الشمال حينها انه رجعي من قبل النظام الاشتراكي والذي بمرور الوقت اثبت الناس سواء في الشطر الشمالي او الجنوبي انهم شرفاء وأوفياء للثورة والجمهورية والاستقلال والوحدة والناس الذين كانوا يتشدقون بها هم اول من اعلن الفتن والحروب ومازالوا حتى الآن يضرمون النيران، وقد كان المناضل الكبير علي عنتر رحمه الله يتساءل من هو الذي واقف لكم في جبن وقد أخذنا المناطق كلها فقالوا له "الشيخ عبدالرزاق مجلي" فقال: هل معه جيش قالوا لا معه شباب من المنطقة قال اقنعوه، قالوا رافض ولم يقتنع لأن اي مطالب سياسية تكون عبر صنعاء وعدن وليس قتل الأبرياء وقال كلمة شهيرة «ادوا لي بن مجلي وأنا احبه في جبينه واقتله بيدي»، هذا رجال ولا يقتله إلا رجال.

كان دائماً يستخدم أي اعتمادات او مبالغ يتحصل عليها من الدولة يشتري بها سلاح ويخزنه لأنه كان يتوقع دائماً ان الوحدة لن تتم سلمياً إلا بالسلاح والنار وبالطريقة التي كان ينادي بها غلاه المتطرفين في الحزب الاشتراكي وذلك باجتياح الشمال وفرض وحدتهم الدموية بالقوة نظراً للاطماع لبعض اجنحة الحزب الاشتراكي المتطرف، وقد احدث له ذلك مشكلة، فبعد حصار السبعين وتأمين الثورة والجمهورية اصدرت الدولة قراراً بسحب الاسلحة الثقيلة فسلم الكل ما عد الوالد  الذي رفض وقال هذا السلاح من حر مالي، وأنا اشتريته لاثبت الامن في المنطقة لأن منطقتنا حدودية وضعيفة وأصر على موقفه وللأمانة والتاريخ ان الوالد حسين المسوري حول القضية الى القضاء العسكري ولم يتعجرف او يقول شيء آخر وقدم دعوته والوالد رد عليها وتم الحكم لصالحه، أي لصالح الوالد وما تزال صور الاحكام لدينا  واللواء المسوري اخذ الامر برحابة صدر واحترام، وكان الوالد يكن احتراماً خاصاً لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح

وقد سألته مرة عن الرئيس وانا صغير لماذا الرئيس لم يعمل لك كذا وكذا فأجابني: يا ولدي علي عبدالله صالح رجل فارس ولو تخاذل الناس جميعاً في الدفاع عن اليمن فهو سيكون الوحيد من سيقاتل حتى آخر طلقة ولن يفرط بذرة واحدة في تراب الوطن فوالدي لا اقول انه ظلم ولكن حسده الآخرون ووضعت أمامه الكثير من المؤامرات نظراً لشجاعته وبروزه ووطنيته وعند استشهاد الرئيس الحمدي وكان على اختلاف معه بسبب الايديولوجيات والافكار التي لم يكن يؤمن بها وعند انتخاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كان له دور وموقف شجاع عندما قام البعض يتشدق ويسأل قال الوالد نريد رجلاً يحكم البلاد ويحافظ على الجمهورية والثورة ونحن معه، ويكفينا فخراً اشادة فخامة الرئيس عندما التقيناه في دار الرئاسة وقال لنا أنا واخي ابراهيم شيخ مشايخ جبن: والدكم كان رجلاً شريفاً ولم يكن من المشايخ الذين يطرقون يومياً باب الرئاسة ولم يكن من أصحاب مقولة.. لي وإلا خرجت أفسد».

كان ابوكم جديراً بالشرف والكرامة ونحن نفتخر به واذا مات عبدالرزاق مجلي فأنا ابوكم فهل تقبلو بي ان اكون في مكان ابيكم رحمه الله؟
فقلنا أنعم بك واكرم فأنت رئيس البلاد وولي الامر، فالوالد رحمه الله لم يطلب شيئاً شخصياً لنفسه حتى عند مرضه الاخير عرضنا عليه ارسال برقية لفخامة الرئيس فقال يا ولدي بلادنا فقيرة والرئيس كم جهده يعطي لهذا وذاك، وحول سجنه من قبل المصريين يقول ولده:
لقد حبس فيما كان يسمى ببيت السراجي في التحرير وقد اخبرنا قنصل بلادنا في دبي في الثمانينات لا اذكر اسمه وكان على معرفة بأخي الكبير صلاح، ففي جلسة تكلم عن الوالد وقال انا كنت من الناس المأمورين على حبس والدك وسببه ان والدك كان يقول: نعم لدعم اشقائنا المصريين ونحن مقدرين كل تضحياتهم ولكن هناك تجاوزات ربما تعرفها القيادة في القاهرة وهي تجري هنا لكن هذه التجاوزات سوف تخسرنا ثورة بأكملها.

وحول سرقة الوثائق في صنعاء يقول: لقد تمت سرقة جميع الوثائق والصور والشهادات الخاصة بالوالد ومنها الرسالة التي ارسلها له ابو الاحرار محمد محمود الزبيري التي ذكرت آنفاً والجوازات الدبلوماسية وكان بجانبها اموال وجنبية ثمينة وغير ذلك ولكن تم التركيز على الوثائق فقط، وهذا حصل في الثمانينات عندما كنا نسكن في الحصبة قبل مغادرتنا الى جبن.
واذا بقي من شيء يجب ذكره في هذه العجالة، هي معرفة الوالد رحمه الله بالمخطط الخاص باغتيال الغشمي بواسطة بعض اصدقائه وعيونه في عدن، وقام بالتبليغ عن ذلك الى القيادة مما دفع بمحمد خميس الى محاولة أخذ الشنطة من الانتحاري مهدي أو الحاج تفاريش، إلا انه ثمة أوامر من القيادة ومن الغشمي رحمه الله بعدم التعرض للمبعوث مهد وكان ماكان.


تنوية :
ورد في الحوار المنشور في صحيفة 26 سبتمبر : ان اللواء المسوري هو من أقنع الملاز علي عبدالله صالح بضرورة الانسحاب التكتيكي ، وهذا لم يحدث فقد تم الخلط بين موقفه مع الوالد رحمه الله بخصوص السلاح ، ولهذا لزم التنوية مع الاعتذار عن الخطأ الغير مقصود

عن صحيفة 26 سبتمبر اليمنية ، الخميس 30 سبتمبر 2010 العدد : 1543








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي