تغيير المجلس الانتخابي قبل عام من الاقتراع الرئاسي في فنزويلا والمعارضة غاضبة

ا ف ب – الأمة برس
2023-06-16

رئيس المجلس الوطني الانتخابي بيدرو كالزاديلا (وسط) والمسؤول في المجلس أليكسيس كوريدو (يسار) يعلنان استقالتهما في كراكاس في 15 حزيران/يونيو 2023 (ا ف ب)

كراكاس - سيعين البرلمان الفنزويلي الذي يسيطر عليه أنصار الرئيس نيكولاس مادورو مجلسا انتخابيا وطنيا جديدا قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024، مما أثار استياء المعارضة ومخاوف خبراء سياسيين.

وقال رئيس البرلمان خورخي رودريغيز خلال جلسة الخميس بعد ساعات على استقالة عضوين مؤيدين للسلطة من لجنة إدارة المجلس الوطني للانتخابات "من الضروري أن تقوم الجمعية الوطنية وفي إطار المواعيد النهائية، بتعيين المجلس الانتخابي الوطني الجديد بسرعة".

وكانت إدارة المجلس الوطني الانتخابي عُيّنت في 2021 وتتألف من ثلاثة أعضاء مؤيدين للسلطة، بمن فيهم الرئيس وعضوين مواليين للمعارضة. وقد شكلت بعد مفاوضات سياسية تلت اتهامات بالتزوير خلال الانتخابات التشريعية في 2020 والانتخابات الرئاسية في 2018.

ولم تعترف الأسرة الدولية بإعادة انتخاب مادورو بينما قاطعت المعارضة الاقتراعين لكنها شاركت في انتخابات الولايات في 2021.

وأعلن رئيس المجلس الوطني الانتخابي بيدرو كالزاديلا في بيان الخميس أنه يضع مع المسؤول الآخر في المجلس الكسيس كوريدور وستة بدلاء آخرين موالين للسلطة "مناصبهم بتصرف الجمعية الوطنية لتتمكن السلطة التشريعية المخولة دستوريًا من تعيين مجلس وطني مجددا".

واستقالت تانيا داميليو العضو الثالث الموالي للسلطة، في نيسان/أبريل 2022 لتعمل في المحكمة العليا.

- "تفجير من الداخل" -

لم يستقل أي من ممثلي المعارضة في المجلس لكن رودريغيز قال إنه سيتم تعيين خمسة أعضاء جدد وعشرة بدلاء.

اتهمت المعارضة الفنزويلية الخميس السلطة بالسعي إلى "تفجير من الداخل" لاقتراعها التمهيدي لاختيار مرشحها للانتخابات الرئاسية لعام 2024.

وجاءت استقالة هؤلاء عندما طلبت المعارضة دعم المجلس الانتخابي الوطني لتنظيم انتخاباتها التمهيدية في 22 تشرين الأول/أكتوبر لاختيار مرشحها المنافس لمادورو الذي يتولى الرئاسة منذ 2013.

وتساءلت تمارا أدريان خلال تقديم ترشيحها إلى اللجنة الوطنية للانتخابات التمهيدية للمعارضة الخميس "من المستفيد من عدم وجود انتخابات تمهيدية؟".

وأضافت أن "الائتلاف الحاكم اتخذ قرارا: +سنقوم بتفجير الانتخابات التمهيدية (للمعارضة) من الداخل عبر إزالة المجلس الوطني للانتخابات موقتا حتى لا يأتي رد على طلب المساعدة التقنية+" من المجلس.

وتابعت باستياء أن السلطة "تريد عددا كبيرا من المرشحين (المعارضين) ضد مرشح واحد (للسلطة)"، مذكرة بأنه "في 2004: فاز (الرئيس السابق هوغو) تشافيز بنسبة 33 بالمئة من الأصوات عندما ذهب 66 بالمئة من الأصوات إلى ثلاثة مرشحين آخرين".

وأكدت أن "التحالف (المعارضة) هو السبيل الوحيد لاطاحة الائتلاف المهيمن على السلطة ".

وشددت تمارا أدريان التي أصبحت في 2016 أول نائبة عن المتحولين جنسيًا في أميركا اللاتينية، أن ترشحها "ليس ترشحًا لمجتمع الميم"، لكنها وصفته ب"التاريخي" لأنها المرة الأولى في العالم التي "تشارك فيها امرأة متحولة جنيسا في سباق رئاسي".

من جهته، أكد خوان غوايدو أحد قادة المعارضة الرئيسيين، في تغريدة على تويتر أنه "يعود إلينا امر إعادة توحيد البلاد عبر الانتخابات التمهيدية.. وهذا يمر بأمر واضح هو تنظيم هذه الانتخابات".

أما رئيس مفوضية الانتخابات التمهيدية خيسوس ماريا كاسال، فقد أكد "نسير قدما. نبقي على موعد الانتخابات التمهيدية لكن قد يتطلب ذلك جهدًا وتصميما أكبر بكثير".

ورأت الخبيرة السياسية آنا ميلاغروس بارا أن من واجب السلطة "تأخير الانتخابات التمهيدية وتقسيم الرأي العام".

ويخشى محللون أن يكون تعيين المجلس الوطني الانتخابي الجديد مؤشرا إلى إحكام السيطرة عليه. وقال المستشار السياسي بابلو أندريس كوينتيرو "ليس ثمة تنسيق بين الأعضاء الحاليين والسلطة"، معتبرا أن "السلطة تحتاج إلى أشخاص أكثر خضوعًا لقرارات السلطة التنفيذية".

ونظم المجلس الانتخابي الوطني انتخابات الولايات التي جرت في 2021 وواجهت انتقادات شديدة من المعارضة.

وتحدث الاتحاد الأوروبي الذي دُعي لمراقبة تلك الانتخابات للمرة الأولى مرة منذ 15 عامًا، عن مخالفات لكنه أشار إلى "ظروف أفضل" مقارنة بالانتخابات السابقة.

وفازت السلطة بأغلبية مناصب رؤساء البلديات والمحافظين لكنها خسرت باريناس الولاية التي ولد فيها الرئيس الراحل هوغو تشافيز (1999-2013) وتحكمها عائلته منذ 1999.

وفرض القضاء حينذاك قبول نتائج الانتخابات بينما كان المجلس الوطني الانتخابي يبطئ في التحقق من صحة النتائج. وبعد شهر، فازت المعارضة في الاقتراع.

ويرى كوينتيرو أن السلطة تسعى أيضًا إلى "إضعاف معنويات الناس والترويج لسيناريو امتناع عن التصويت ونشر أوهام حول فكرة التصويت، والعمل على تصور أن الأمر لا يستحق التصويت. لأن الحكومة تفعل ما تريد ".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي