انقسام بين سكان الاكوادور الأصليين حول استخراج النفط من أرضهم

ا ف ب – الأمة برس
2023-06-27

يؤيد قسم من شعب الووراني الأمازوني استغلال النفط في أراضيهم (ا ف ب)

إيشبينغو - حذرت مجموعة من نساء الووراني وهم من سكان الإكوادور الأصليين أنها لن تسمح لدعاة حماية البيئة بدخول محمية تابعة لجماعتها في منطقة الأمازون حيث يجري استغلال حقل للنفط يقع جزء منه داخل أراضيه.

وقالت زعيمة المجموعة فيليبي إيما "لن نسمح للكووري (الغرباء) بالدخول"، معبرة عن موقف المجموعة التي تضم سبع نساء من مجتمع كاويمينو وتؤيد استخراج النفط من حقل إيشبينغو القريب.

يخوض هؤلاء السكان معركة ضد مجموعة "ياسونيدوس" البيئية التي تناضل منذ عقد من أجل إجراء استفتاء على منع استخراج النفط.

في أيار/مايو، سمحت المحكمة الدستورية في الإكوادور بإجراء الاستفتاء على أن يُنظم في آب/أغسطس.

تجمعت نساء كاويمينو برفقة محارب مسلح برمح وأمسكن بأيدي بعضهن البعض ورحن يرقصن وقد وضعن على رؤوسهن تيجانًا من الريش عند مدخل منصة إيشبينغو ألف.

قالت إيما إن الرأي يجب أن يكون "لأصحاب الأرض"، وليس لأي شخص لا ينتمي إلى المنطقة.

في الإكوادور، يعترف الدستور بملكية السكان الأصليين الجماعية للأراضي باعتبارها شكلاً من أشكال التنظيم المتوارث أبًا عن جد.

ومع ذلك، تحتفظ الدولة بالسيطرة على كل ما هو في باطن الأرض.

يشكل حقل إيشبينغو جنبًا إلى جنب مع حقلين آخرين قريبين هما تيبوتيني وتامبوكوتشا ما يسمى البلوك ITT، أو المنطقة 43 التي تحتوي على 282 مليون برميل من احتياطيات النفط الخام المؤكدة للبلد الواقع في أميركا الجنوبية والتي تبلغ في الإجمال 1,2 مليار برميل.

بدأ الاستخراج في الحقلين المجاورين في عام 2016 بعد سنوات من الجدل المصحوب بالتوتر حول ما إذا كان يجب الحفر داخل حديقة ياسوني الوطنية.

حصل ذلك بعد أن فشلت حكومة الرئيس رافائيل كوريا آنذاك في إقناع المجتمع الدولي بدفع 3,6 مليار دولار للدولة العضو السابق في منظمة أوبك لعدم استغلال البلوك ITT وحماية الأمازون والمساعدة في الحد من الاحترار المناخي.

وفي نيسان/أبريل 2022، أعلنت الحكومة عن بدء استخراج النفط من حقل إيشبينغو أيضًا.

- النفط من أجل التعليم والرعاية الصحية -

في الموقع الذي تحميه النساء في الغابة الخضراء الكثيفة، بُنيت واحدة من اثنتي عشرة منصة ضمن المنطقة ITT التي يُستخرج منها 57 ألف برميل يوميًا من إجمالي إنتاج الإكوادور البالغ 464 ألف برميل يوميًا من كانون الثاني/يناير إلى نيسان/أبريل.

يقع الحقل في حديقة ياسوني الوطنية، وهي محمية حيوية تضم نحو 2000 نوع من الأشجار و610 أنواع من الطيور و204 أنواع من الحيوانات الثديية و150 من البرمائيات وأكثر من 120 نوعًا من الزواحف، وفقًا لجامعة سان فرانسيسكو في كويتو.

يعيش الووراني المنتمون إلى شعب كاويمينو على بعد حوالى أربع ساعات سيرًا على الأقدام وبالقارب من إيشبينغو، بالقرب من الحدود مع البيرو. وأعلن هؤلاء السكان وعددهم 400 أنهم يؤيدون استخراج النفط الذي تعوض مداخيله عن غياب الخدمات الحكومية.

يقول بانينكي هوابي، زعيم القرية التي يعمل كثير من سكانها في قطاع النفط "لولا النفط، لما حصلنا على التعليم والصحة والرعاية الأسرية".

- فوائد الذهب الأسود -

إلى جانب كونها من بين أكثر مناطق الأرض غنى بالتنوع البيولوجي، تعد حديقة ياسوني التي تبلغ مساحتها مليون هكتار (2,5 مليون فدان) موطنًا لاثنين من آخر مجتمعات السكان الأصليين غير المتصلين بشعوب أخرى.

كما أن بها حقول نفط بدأ استغلالها قبل البلوك ITT.

وقال المحامي والمتحدث باسم شعب ياسونيدوس بيدرو بيرميو لوكالة فرانس برس "نرى كيف تحاصر عمليات الاستخراج ياسوني منذ سنوات عديدة، منذ السبعينيات عندما بدأ استغلال النفط. ... في الأساس، البلوك 43 هي المنطقة الوحيدة التي بها جزء (من الغابة) التي نحتاج لإنقاذها".

لكن الاستفتاء أحدث انقسامات عميقة حتى بين الووراني أنفسهم.

يمتلك الووراني البالغ عددهم الإجمالي 4800 شخص حوالى 800 ألف هكتار من الغابات في مقاطعات أوريانا وباستازا ونابو.

في عام 2019، حصل الووراني في باستازا على حكم قضائي يمنع شركات النفط من الدخول إلى منطقة تبلغ مساحتها 180 ألف هكتار من أراضيهم.

لكن في منطقة  إيشبينغو ألف في أوريلانا يقول العامل في مجال النفط أكاو ييتيبي وهو من الووراني "سنواصل العمل لأن الذهب الأسود مفيد لبناء البلدات ودفع أجور المدرسين والتعليم والصحة وكل شيء".

حصلت شركة النفط الإكوادورية بتروإكوادور المملوكة للدولة على تصريح للعمل في حوالى 300 هكتار من حديقة ياسوني ضمن البلوك ITT التابع لها.

وهي استغلت حتى الآن نحو 80 هكتارًا درّت على الدولة عائدات بقيمة 4,2 مليارات دولار - نحو 1,2 مليار دولار في العام 2022 وحده.

وقال مدير شركة بتروإكوادور رامون كوريا إذا فاز معارضو استخراج النفط في استفتاء الشهر المقبل "ستكون الخسائر كبيرة". وتقدر هذه الخسائر بنحو 16,4 مليار دولار من الدخل المتوقع على مدى 20 سنة، بالإضافة إلى خسارة الوظائف والاستثمارات التي أنفقت.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي