رئيس الوزراء الهندي ضيف شرف في العيد الوطني الفرنسي

ا ف ب - الأمة برس
2023-07-11

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال قمة مجموعة السبع في ايار/مايو 2023 (ا ف ب)

باريس - يحل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ضيف شرف على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ذكرى الرابع عشر من تموز/يوليو، رمز التعاون المتنامي بين باريس ونيودلهي اللتين تحاولان الاضطلاع بدور خاص وسط ساحة دولية يزداد توترها، محورها الاساسي التنافس بين بكين وواشنطن.

يقف العملاق الهندي في مواجهة مع الصين على وقع علاقات معقدة وسعي لبكين الى بناء تحالفات دبلوماسية عديدة. بدورها، تعتزم فرنسا بقيادة ماكرون أن تكون لاعبا في منطقة آسيا-المحيط الهادئ وجسر عبور بين الغرب الليبرالي وغالبية الدول الاخرى.

وتربط بين القوتين النوويتين شراكة استراتيجية عمرها 25 عاما، تستند خصوصا الى التعاون على صعيد الدفاع والذي تجلى في شراء نيودلهي مقاتلات رافال.

وكتب مودي على تويتر الاسبوع الفائت "اتطلع الى لقاء صديقي الرئيس ماكرون"، علما انه سيصل الخميس الى باريس، بعد بضعة اسابيع من زيارة دولة لواشنطن اشاد خلالها بقوة بالعلاقات بين الولايات المتحدة والهند، رافضا الانتقادات التي تعرض لها في ملفي الحقوق والحريات.

وفي هذا السياق، تتهم العديد من المنظمات غير الحكومية حكومة مودي بانحراف استبدادي وقمع للمسلمين.

سيتناول مودي العشاء مرتين مع مضيفه الفرنسي. وينظم له مساء الجمعة، عشية العيد الوطني الفرنسي، عشاء رسمي في متحف اللوفر في حضور مئات المدعوين.

وسيكون أيضا ضيف شرف في العرض العسكري التقليدي الذي ستشارك فيه كتيبة هندية مع ثلاث مقاتلات رافال.

قد يتم إعلان عقود او شراكات اقتصادية بين البلدين، لكن أي مصدر لم يؤكد ذلك. وتبحث باريس ونيودلهي خصوصا بيع طائرات "رافال مارين" المصممة لحاملات الطائرات، إضافة الى غواصات.

- "الرهانات العالمية الكبرى" -

يقول الباحث الهندي مانوج جوشي إن هذه الزيارة "تنبع اهميتها من ارتباط الهند بعلاقة بالغة الاهمية مع فرنسا التي تنتهج المبدأ الهندي نفسه القائم على عدم الانحياز" والقاضي بتكثيف الشراكات سعيا الى مقاربة متوازنة، ومن دون تشكيل كتلة مع حليف من هناك أو من هناك.

في هذا الاطار، للهند موقف وسطي من غزو روسيا لأوكرانيا، اذ تتواصل مع طرفي النزاع ولم تفرض عقوبات على موسكو التي تبتاع منها كميات كبيرة من المحروقات.

وتشدد الرئاسة الفرنسية على الدور "الاساسي للهند في القضايا العالمية الكبرى"، مذكرة بأنها القوة الاقتصادية الخامسة والقوة الديموغرافية الاولى والدولة الثالثة على صعيد انبعاثات غازات الدفيئة.

وتضيف "من الضروري إشراكها في شكل كامل في الرهانات العالمية الكبرى، وخصوصا أنها تتولى رئاسة مجموعة العشرين" راهنا.

هذا يعني أن ناريندرا مودي شريك لا غنى عنه بالنسبة الى ايمانويل ماكرون الذي يبغي أن تكون بلاده قوة توازن تستطيع التحدث الى جميع الاطراف.

من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر الفائت، أكد ماكرون ضرورة "بناء عقد جديد بين الشمال والجنوب" لتجنب "انشقاق العالم".

والهند حاضرة أيضا بقوة على مفكرة باريس التي تسعى الى دور نشط في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، علما أنها موجودة اصلا هناك عبر أراضي ما وراء البحار.

يؤكد الاليزيه أن "الهند هي ركن في استراتيجيتنا في آسيا-المحيط الهادئ التي تستند الى طموح مشترك نحو فضاء حر ومنفتح، يتم فيه احترام القانون الدولي في شكل تام"، في اشارة الى سياسة التوسع لدى بكين التي تتهمها دول عدة بأنها تهزأ بهذه المبادئ.

ويقول مصدر دبلوماسي هندي إن نيودلهي "تنظر الى فرنسا بوصفها محركا مهما لاستراتيجية الاتحاد الاوروبي في آسيا-المحيط الهادئ"، حيث تفتقر دول عدة الى رؤية واضحة لهذه المنطقة الحيوية بالنسبة الى الاقتصاد العالمي.

لكن الهند، أكبر ديموقراطية في العالم، لا تنجو من انتقادات المدافعين عن الحقوق.

ويلاحظ فيليب بولوبيون من منظمة هيومن رايتس ووتش أن "رئيس الوزراء مودي وحزبه يهاجمان في شكل منهجي الاقليات والصحافة المستقلة والمعارضين السياسيين وصولا الى منظمات الدفاع عن حقوق الانسان".

ويرى أن "علاقة استراتيجية فعلية بين البلدين يجب ان ترتكز على قيم مشتركة، من مثل احترام الديموقراطية وحقوق الانسان".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي