إسرائيل اليوم: كيف أحدث الضغط الأمريكي تفاقماً للأزمة داخل الكنيست؟

2023-07-26

الرئيس الأمريكي جو بايدن (أ ف ب)بينما إجازة الصيف أمامهم وقانون تقليص علة المعقولية خلفهم، تأمل القيادة السياسية الآن بهدوء في العلاقات مع البيت الأبيض يسمح بمعالجة مهمات عاجلة كالنووي الإيراني، وتموضع “حزب الله” على حدود الشمال، وربما أيضاً توسيع اتفاقات إبراهيم.

مثلما قال بايدن بصراحة للرئيس هرتسوغ، في لقائهما الثنائي في واشنطن الأسبوع الماضي، فالانشغال بالتشريع القضائي يجتذب التركيز عن مواضيع مشتعلة أخرى على جدول الأعمال، ويجب إعادة النظرة إلى التحديات السياسية المشتركة. الرئيس الأمريكي لم يبقَ على اتصال مع هرتسوغ الذي هبط في بداية الأسبوع في إسرائيل إلى داخل معمعان التشريع، لكنه نقل رسائله بعناية عبر إحاطات لوسائل الإعلام.

كانت الحكومة راضية عن البيان الذي صدر عن البيت الأبيض فور التشريع ولم يتضمن تهديدات بأزمة في العلاقات، باستثناء “خيبة أمل”. إذا ما بقيت هذه الأزمة صغيرة، فللحكومة أسباب للتفاؤل بالنسبة لمدى الضرر بالعلاقات بين الدولتين عقب تشريع القانون دون توافق واسع. في بيان صدر عن البيت الأبيض بعد وقت قصير من إجازة القانون بالقراءتين الثانية والثالثة، جاء أن “الرئيس بايدن أعرب علناً وبشكل خاص عن مواقفه التي تقول إن تغييرات كبيرة في الديمقراطية يجب أن تكون بإجماع واسع قدر الإمكان. مؤسف أن جرى التصويت اليوم بأغلبية طفيفة. نفهم أن المحادثات مستمرة وستستمر خلال الأسابيع والأشهر القادمة للوصول إلى حل وسط أوسع حتى حين تكون الكنيست في إجازة”.

تدخل بحكم الأمر الواقع

رغم سلوك دبلوماسي للبيت الأبيض حيال إسرائيل، تدخلت الولايات المتحدة عملياً في إجراءات تشريع داخلية وفي أزمة لا تتعلق بعلاقاتها الخارجية، بل بالجماعات المختلفة في المجتمع الإسرائيلي. وبينما قال الرئيس هرتسوغ وهو في الولايات المتحدة إن هذا اكتراث عائلي من جانب الرئيس الذي هو من عظماء مؤيدي إسرائيل، لكن هل يندرج مثل هذا التدخل ضمن قواعد اللعب الدبلوماسية بين الدول الصديقة؟ ثمة شكوك.

عملياً، “نية الإسرائيليين الطيبة ممن هم من معارضي القانون جاءت لحمل الإدارة الأمريكية على التدخل في أزمة داخلية ستؤدي في النهاية إلى مفاقمتها. الظهر الذي أعطاه بايدن لمعارضي التشريع، والمقابلة مع توماس فريدمان، والإحاطات لوسائل الإعلام ضد استمرار التشريع دون توافقات، وغيرها وغيرها، كانت ريح إسناد أثقلت قلب المعارضة لحظات قبل تحقيق حل وسط.

إذا كان الرئيس الأمريكي يقول إنه محظور التقدم في الوضع الحالي، فكيف يمكن لغانتس أو لبيد أن يتوصلا إلى توافقات مع الائتلاف، الذي يفتقد لكل دعم أمريكي في قدرته على الحكم بأغلبية مطلقة من 64 مقعداً (وليست طفيفة مثلما كتب بالخطأ في البيان عن البيت الأبيض).

لا خلاف في حجم المهام السياسية في المنطقة. فالشرق الأوسط يقف أمام تغيير دراماتيكي في ضوء الحضور الصيني في المنطقة وبسط أيادي إيران لتلقي أعضاء جدد في النادي الخطير الذي تقف على رأسه.

إيران تتقدم إلى النووي، بينما لم توجد بعد الصيغة السياسية أو العسكرية التي تقطع خطاها. إسرائيل كفيلة أن تجد نفسها في حرب متعددة الجبهات، بدايتها مع “حزب الله”. المهام الكبرى والمهمة، مثلما قال البيت الأبيض الأسبوع الماضي، توجب على رجال بايدن التركيز عليها بدلاً من صياغة حلول وسط في المجلس التشريعي الإسرائيلي.

 

شيريت أفيتان كوهن

إسرائيل اليوم 25/7/2023








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي