هآرتس: ضمن مفاوضاتها مع السعودية.. أمريكا: قد لا ترضى إسرائيل بما سيقدم للفلسطينيين

2023-08-11

 

الرئيس الامريكي جو بايدن (أ ف ب)مع تقدم الاتصالات بين الولايات المتحدة والسعودية، ظهر خلاف كبير بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل حول التنازلات التي ستطلب لصالح الفلسطينيين. شخصيات إسرائيلية رفيعة تتحدث علناً عن بادرات حسن نية ضئيلة، لن تزعج الشركاء في ائتلاف رئيس الحكومة من اليمين المتطرف: تعهد بالامتناع عن الضم الرسمي لـ “المناطق” [الضفة الغربية]، وسلسلة من التسهيلات الاقتصادية لرفاه الفلسطينيين.

في بداية الأسبوع، قال نتنياهو في مقابلة مع “بلومبيرغ”، إنه سيطلب من إسرائيل إعطاء إشارة “في” على الأكثر، إزاء الموضوع الفلسطيني. نشر وزير الخارجية الإسرائيلية، إيلي كوهين، أمس مقالاً في “وول ستريت جورنال”، اقترح فيه على الولايات المتحدة التوقيع على اتفاق دفاع مع السعودية يشبه اتفاقها مع كوريا الجنوبية. كلمة “فلسطينيين” لم يتم ذكرها في النص.

لكن الأمريكي يعرضون صورة مختلفة تماماً؛ ترى الإدارة الأمريكية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، معني بالتوقيع على اتفاق مع إسرائيل، ليس فقط لأنه الحاكم الفعلي للسعودية، بل لأنه زعيم كل العالم السني. وحسب الإدارة الأمريكية، فإن الاتفاق الذي سيتضمن بادرات حسن نية رمزية فقط، ربما يتعرض لانتقاد الفلسطينيين والأردن والجزائر، وربما من قبل دول عربية أخرى، ولن يخدم وبحق هدف بن سلمان. والانتقاد المحتمل من قبل إيران، الذي بحسبه تكون السعودية قد تنازلت عن الفلسطينيين، يرى الأمريكيون أنه سيحدث مشكلة لولي العهد السعودي.

من السابق لأوانه التحديد أي طرف من الطرفين هو المحق في هذا النقاش. لكن يجب أخذ عامل آخر في الحسبان، وهو الرأي العام الأمريكي، خصوصاً في أوساط مؤيدي الحزب الديمقراطي. نتنياهو وبن سلمان مكروهان لـ”قاعدة” حزب جو بايدن، وأي اتفاق سيعززهما قد يتعرض للانتقاد الشديد من قبل الجناح اليساري في الحزب. أمس، قال للصحيفة اثنان من السيناتورات الذين لهم تأثير، بأن أي اتفاق يتجاهل الفلسطينيين سيجد صعوبة في الحصول على الأغلبية المطلوبة في مجلس الشيوخ.

هذا الواقع السياسي واضح للإدارة الأمريكية، لكن يجهله وزراء حكومة نتنياهو، الذين لا يعرفون الساحة الأمريكية ولا يلتقون مع كبار أعضاء الإدارة، ويتعاملون باستخفاف مع يهود الولايات المتحدة. إذا ما تقدمت الاتصالات للتوصل إلى اتفاق، سيضطر نتنياهو إلى اتخاذ قرار بشأن كيف سيتعامل مع هذه الصعوبة التي قد تقوض ائتلافه.

عنوان “وول ستريت جورنال”، الذي قال أمس إن الاتفاق بين السعودية والولايات المتحدة قد تبلور، أوضح سبب حاجة نتنياهو الماسة إلى اختراقة أمام السعودية. بعد بضع دقائق على قيام المواقع الإخبارية في إسرائيل باقتباس التقرير، تعزز الشيكل بشكل حاد أمام الدولار، وتلونت بورصة تل أبيب بالأخضر. في الأستوديوهات بدأوا في مناقشة مسألة ما إذا كان الاتفاق سيؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة في إسرائيل، وتغير جدول الأعمال السياسي في لحظة تقريباً.

كل ذلك صمد ساعة بالضبط إلى أن أصدر البيت الأبيض بيان نفي، وعدلت الصحيفة العنوان. عاد الشيكل إلى سعره الطبيعي، وأكدت النشرات الإخبارية مساء على جزء آخر في التقرير الأمريكي، الذي بحسبه عبر ولي العهد السعودي عن التشكك حول الاتفاق مع إسرائيل في الوقت الحالي. ورغم ذلك، وفر الانفعال المؤقت إطلالة على ما قد يحدث في حالة تحول الاتفاق مع السعودية من تخمين إلى واقع قائم.

تقف صعوبات أخرى أمام الطرفين إلى جانب التسهيلات للفلسطينيين. فالسعودية وضعت طلبات غير مسبوقة أمام الولايات المتحدة، بدءاً باتفاق دفاعي مشترك، ومروراً بمنظومات سلاح أمريكية لا تملكها أي دولة من دول الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل، وانتهاء بدعم أمريكا لمشروع نووي سلمي في المملكة. هذه الخطوات تحتاج إلى أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ الأمريكي، التي هي بعيدة عن أن تكون مضمونة. لن يقدم الحزب الجمهوري إنجازً سياسياً لبايدن قبل الانتخابات في السنة القادمة، في حين أن الحزب الديمقراطي على عداء حقيقي مع السعودية.

 

 أمير تيفون

هآرتس 11/8/2023








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي