التحدي اليومي للفنزويليين: الحصول على الماء والكهرباء وغاز الطهو

ا ف ب – الأمة برس
2023-08-18

صورة مؤرخة في 9 آب/أغسطس 2023 لمنطقة لا فيغا في كراكاس (ا ف ب)

كراكاس - تنفق يوسماري نصف أجرها الأسبوعي تقريبا لشراء المياه، فيما تذهب إيسورا إلى السوق السوداء للحصول على قوارير غاز لتطهو. أما رودريغو، فاشترى مولدات محمولة لمنزله وعمله بعدما سئم انقطاع الكهرباء... في فنزويلا، تقدّم المرافق العامة خدمات غير منتظمة، ما يجبر المواطنين على دفع مبالغ باهظة لتعويض أوجه القصور.

عندما تنقطع الكهرباء وتنفد إمدادات المياه والغاز، يسارع الفنزويليون إلى الشبكات الخاصة غير المنظمة من أجل الحصول عليها.

يقول خيسوس فاسكيس، مدير "مونيتور سيوداد" وهي منظمة غير حكومية تتعقب وضع المياه والكهرباء والغاز في كراكاس وفي أربع ولايات في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، لوكالة فرانس برس "على الناس أن يجدوا حلولا ليستطيعوا المضي في حياتهم اليومية".

وتتكرر الاحتجاجات على الوضع.

- مواسير مياه فارغة -

تسمع صرخة في لا خوتا، وهي جزء من منطقة لا فيغا في كراكاس، "لقد عادت المياه!" ليسارع الجميع لملء دلاء وعبوات لتأمين إمدادات ماء للعائلة.

وتوضح يوسماري غوميس، وهي أم تبلغ 36 عاما، إنه ليس غريبا أن تأتي الماء مرة فقط كل أسبوعين مضيفة "العام الماضي، لم نحصل على قطرة ماء واحدة لمدة ثلاثة أشهر ونصف شهر".

في منزلها، لديها خزان بلاستيك سعته 800 لتر قدّم لها خلال حملة انتخابية.

عندما تأتي المياه، تكون صفراء، لذلك تشتري حاويات سعة كل منها 20 لترا من المتجر الذي تعمل فيه للشرب والطهو.

في يوم دفع الرواتب، يخصم رئيسها كلفة الحاويات. ملء حاويتين يكلف دولارا واحدا. وتقول يوسماري لوكالة فرانس برس "أتقاضى 30 دولارا في الأسبوع ولا أحصل إلا على 15 دولارا".

وتقدر المنظمة غير الحكومية أن سكان المدينة يحصلون في المتوسط على المياه 60 ساعة من أصل 168 ساعة في الأسبوع.

ومن الشائع بين السكان من الطبقة الوسطى دفع 70 دولارا مقابل الحصول على المياه من صهاريج إلى خزاناتهم الخاصة.

وفي المناطق الأكثر ثراء، ينفق السكان أحيانا ما يصل إلى 20 ألف دولار لحفر آبار خاصة ومشاركة الإنتاج.

بحسب تقديرات خاصة، يبلغ متوسط الرواتب الشهرية في فنزويلا 150 دولارا أميركيا. أما الحد الأدنى للأجور فهو أقل من 5 دولارات.

ويلقي الرئيس نيكولاس مادورو باللوم على العقوبات الأميركية المفروضة على حكومته في أزمة الخدمات التي تفاقمت بسبب سحب الاستثمارات ومزاعم فساد.

- غاز بدل الأدوية -

المياه ليست الندرة الوحيدة في لا خوتا.

تشكو إيسورا بازان من عدم انتظام عمليات تسليم قوارير الغاز المنزلي، لذلك تلجأ إلى السوق السوداء للحصول عليها.

وتقول المرأة البالغة 61 عاما لوكالة فرانس برس "أتوقف عن شراء الأدوية لأشتري الغاز".

في أحد الشوارع، يبيع تجار قوارير غاز مقابل ما بين 10 دولارات و20 دولارا. وتتقاضى إيسورا معاشا تقاعديا شهريا يبلغ أقل من 5 دولارات.

وبحسب "مونيتور سيوداد"، 17 في المئة فقط من السكان يصلهم الغاز عبر الأنابيب.

- مولدات خاصة -

تعطّلت ثلاجة فيليسيندا ميندوسا (74 عاما) بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر.

وتقول "ينقطع التيار الكهربائي كثيرا... أخرجت (من الثلاجة) اللحم والدجاج والطعام القليل الذي كان متبقيا لدي. كان كل شيء متعفنا".

يستمر انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق لساعات.

ويوضح رجل الأعمال رودريغو كريسبو (35 عاما) لوكالة فرانس برس "إذا لم نجد طريقة لحل هذه المشكلات، سنموت بنوبة قلبية".

اشترى مولّدَين صغيرين، أحدهما لمنزله والآخر لشركته في لوس بويرتوس دي ألتاغراسيا، وهي بلدة صغيرة قرب ماراكايبو في غرب البلاد. ودفع لقاء كل مولد 350 دولارا. أما تشغيلهما فيكلف 100 دولار شهريا من الوقود.

- لا مياه، لا مدارس -

من جهة ثانية، يثير انهيار أنظمة الصحة العامة والتعليم استياء السكان.

غالبا ما تتغيب ابنة يوسماري البالغة أربع سنوات عن الحصص الدراسية عندما تغلق روضة الأطفال الحكومية التي ترتادها بسبب نقص المياه.

وتروي يوسماري "يرسلون إلينا رسالة نصية تقول: لا مياه، وبالتالي لا مدرسة".

ومنذ جائحة كوفيد، أصبح من الشائع أن يحضر تلاميذ المدارس العامة يومين أو ثلاثة أيام فقط في الأسبوع الحصص، مع تناقص عدد الأساتذة الذين يتقاعدون بسبب انخفاض الرواتب.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي