مونديال السيدات 2023: لحظات لا تُنسى قدمتها منتخبات آسيا

الأمة برس - متابعات
2023-08-27

لاعبات أستراليا يحتفلن بعد التأهل الى نصف نهائي مونديال السيدات في كرة القدم بالفوز على فرنسا بركلات الترجيح. بريزبين في 12 آب/أغسطس 2023 (ا ف ب) 

كوالالمبور - ساهمت كأس العالم لكرة القدم للسيدات 2023 في أستراليا ونيوزلندا في مستوى اللعبة على مستوى السيدات إلى آفاق لم يسبق لها مثيل، مع وجود الكثير من الدراما التي لا تصدق على أرض الملعب، وحضور أعداد قياسية من المشاهدين خارجه، حيث تركت نسخة أستراليا ونيوزيلندا 2023 إرثاً سيبقى طويلاً.

بالنسبة لممثلي قارة آسيا الستة، كانت هناك مستويات لا تُنسى، ومفاجآت كبيرة، وتكريمات فردية، والكثير غير ذلك، حيث شاركت فرق القارة في بعض أكثر المباريات التي لفتت الإنتباه في البطولة.

 وفيما يلي تقرير عن أبرز لحظات منتخبات آسيا التي قدمت مستويات مميزة في بطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات الأخيرة.

بطولات أرنولد خلال ركلات الترجيح الماراثونية

كانت بطولة كأس العالم التي أقيمت على أرض أستراليا إلى جانب نيوزلندا بمثابة مشهد أسر القلوب في جميع أنحاء البلاد. لكنها شهدت بداية مقلقة لصاحبات الأرض بعد الأخبار المفاجئة عن إصابة نجمة الفريق سام كير في ربلة الساق عشية البطولة. نجح منتخب ماتيلداس في تحقيق الاستقرار بالفوز 1-0 على جمهورية آيرلندا، لكنه تعرض بعد ذلك للخسارة 2-3 أمام نيجيريا ليترك حسم التأهل إلى الأدوار الإقصائية مفتوحاً.

 وفي حاجتها إلى تقديم أداء كبير في مباراتها الأخيرة بالمجموعة، حققت أستراليا فوزاً كبيراً 4-0 على كندا البطلة الأولمبية مع تواجد لاعبات أمثال كايتلين فورد وماري فاولر وهايلي راسو في غياب كير. أدى الفوز 2-0 على الدنمارك في دور الـ16 إلى مواجهة تاريخية في ربع النهائي مع فرنسا في بريسبان.

ولم يكن من الممكن الفصل بين الفريقين بعد مرور 120 دقيقة، وتم حسم المباراة في النهاية من خلال ركلات الترجيح التي لا يمكن تصديقها. وكانت حارسة المرمى الأسترالية ماكينزي آرنولد قد تصدت بالفعل لركلتين من ركلات الترجيح قبل أن تتقدم لمحاولة إرسال بلادها إلى الدور قبل النهائي، حيث ارتدت ركلتها من القائم واستمرت الدراما.

 ومع ذلك، استعادت آرنولد عافيتها بطريقة مُذهلة. حيث تصدت لركلتي الترجيح التاسعة والعاشرة لفرنسا من كينزا دالي وفيكي بيتشو لتسمح لكورتني فاين، بعد أن أهدرت زميلتها كلير هانت ركلة الترجيح التاسعة لأستراليا، أن تسدد ركلة ترجيح الفوز التاريخي وترسل منتخب ماتيلداس إلى الدور قبل النهائي لأول مرة على الإطلاق.

اليابان تفرض كلمتها على إسبانيا

كانت هذه النتيجة التي أحدثت ضجة في جميع أنحاء العالم، وجعلت العديد من الخبراء يتوقعون أن اليابان قد تصل إلى النهائي بعد أن هزمت سيدات إسبانيا بنتيجة 4-0. عندما نتذكر البطولة بعد تتويج منتخب إسبانيا باللقب، يبدو أن هذا الفوز - المباراة الوحيدة التي لم تفز بها إسبانيا - أصبح أكثر إثارة.

 في معركة الصدارة في المجموعة الثالثة، افتتحت هيناتا ميازاوا التسجيل في الدقيقة 12 بعد تمريرة رائعة من جون إيندو، قبل أن تضاعف ريكو أويكي النتيجة بعد مرور نحو نصف ساعة على بداية المباراة. وسجلت ميازاوا هدفاً ثالثاً في الدقيقة 40، مما ترك إسبانيا في حالة من الصدمة بين الشوطين.

أتمت مينا تاناكا الفوز التاريخي بجهد فردي رائع في العشر دقائق الأخيرة، ليحصل فريق المدرب فوتوشي إيكيدا على واحد من أكثر الانتصارات بروزاً في كأس العالم للسيدات.

 ربما أكثر نقطة لفتت الإنتباه بعد المباراة هو أن فوز اليابان جاء على الرغم من أنها كانت تملك فقط 23% من نسبة الاستحواذ على الكرة. كانت خطة اللعب المضادة هذه هي التي عملت بكفاءة تامة، وكانت عملية إنهاء الهجمة بطريقة سريعة وفعّالة في أفضل حالاتها بالنسبة لليابانيات، مما أدى إلى انتصار سيبقى طويلاً في الذاكرة.

الفلبين تحقق انتصاراً تاريخياً

منحت كأس العالم للسيدات الفلبين مجموعة جديدة من الأبطال الرياضيين حيث استمرت الفلبين في صعودها المذهل على مستوى كرة القدم للسيدات، وذلك من خلال تحقيقها انتصار مفاجئ بنتيجة 1-0 على نيوزلندا المضيفة في دور المجموعات، والذي كان أبرز ملامح هذه المشاركة التاريخية التي أثارت ضجة داخل البلاد وحول العالم.

 منذ تعيين آلان ستاجيتش كمدير لمنتخب الفلبين للسيدات في عام 2021، تمكنت هذه الدولة الجنوب شرق آسيوية من التأهل إلى قبل نهائي كأس آسيا للسيدات وبالتالي الوصول لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم، وتوّجت بلقب بطولة جنوب شرق آسيا للمرة الأولى، وارتقت إلى أعلى تصنيف في تاريخها على المستوى العالمي بالوصول إلى المركز 46.

شهدت انطلاقتهم في كأس العالم للسيدات تعرضهم للخسارة 0-2 أمام سويسرا في دينيدين، لكن أداؤهم الحماسي حظي بالإعجاب وكان إشارة لما هو قادم. أمام نيوزلندا، التي دخلت المواجهة بعد الفوز 1-0 على النرويج البطلات السابقات، خلفت الفلبين إرثاً لا يُنسى في البطولة.

 سجلت سارينا بولدن الهدف الأول في تاريخ الفلبين في كأس العالم خلال الشوط الأول، بينما ضمنت حارسة المرمى أوليفيا ماكدانيل وخط الدفاع الذي قادته هالي لونغ خروجهن بأول انتصار لهن على الإطلاق. إن الفوز في ويلينغتون لم يكن فقط أفضل لحظة في كرة القدم الفلبينية، بل سيكون أيضاً من بين أعظم الإنجازات الرياضية في البلاد.

كوريا الجنوبية تقضي على طموحات ألمانيا

من العدل أن نقول إن كوريا الجنوبية فشلت في الارتقاء إلى مستوى التوقعات بعد خسارتها في أول مباراتين أمام كولومبيا والمغرب، لكن الكوريات نجحن أخيراً في تصحيح الأمور في مباراتهن الأخيرة بالمجموعة ليُخرجن أحد المنتخبات المرشحة لنيل لقب البطولة.

ومع حاجة ألمانيا للفوز لضمان التأهل إلى دور الستة عشر، فاجأت اللاعبة تشو سو-هيون منتخب ألمانيا بطل العالم مرتين. خلال مشاركتها في نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة وفي مباراتها العاشرة على التوالي في البطولة العالمية، استغلت اللاعبة البالغة من العمر 35 عاماً تمريرة من لي يونغ-جو لتضع الكرة بهدوء في داخل مرمى ميرل فرومز في الدقيقة السادسة.

وأدركت ألكسندرا بوب هدف التعادل لألمانيا من كرة رأسية مميزة قبل وقت قصير من نهاية الشوط الأول، وسددت نفس المهاجمة كرة خطيرة برأسية أخرى خلال الشوط الثاني، بينما كانت ألمانيا تتقدم بقوة إلى الأمام. ومع فوز المغرب على كولومبيا في المباراة الأخرى بالمجموعة الثامنة، لن يكون هناك أي شيء أقل من الفوز أمام الألمانيات لبلوغ الدور التالي.

 ومع ذلك، ورغم كل المحاولات، لم تتمكن ألمانيا من هزّ الشباك مرة ثانية، حيث صمدت كوريا بكل قوة، وبشكل لا يصدق، تماماً كما فعل المنتخب الكوري للرجال قبل خمس سنوات في مونديال روسيا، حيث قامت السيدات بإقصاء ألمانيا في المباراة الأخيرة بالمجموعة وتحسين صورتها التي كانت مخيبة للآمال في أول مباراتين.

ظهور فيتنام بكل ثقة في مشاركتها الأولى

مع وقوع فيتنام في مواجهة الولايات المتحدة حاملة اللقب مرتين في أول مباراة لها على الإطلاق في كأس العالم للسيدات، عادت الذكريات عندما سجل المنتخب الأمريكي 13 هدفاً دون رد أمام تايلاند قبل أربع سنوات.

 ولكن في ظل الدعم الجماهيري الفيتنامي الكبير في أوكلاند، فإن المنتخب القادم من جنوب شرق آسيا لم يعاني من نفس المصير.

وضعت صوفيا سميث حامل اللقب في المقدمة في غضون 15 دقيقة، وحصلت الولايات المتحدة على ضربة جزاء قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الأول، حيث انبرت لها أليكس مورغان، التي سجلت خمسة أهداف في مرمى تايلاند في عام 2019، لكنها وقفت لتشاهد تسديدتها من نقطة الجزاء وهي تتصدى لها حارسة المرمى تران ثي كيم ثانه.

 أحرزت سميث الهدف الثاني في الوقت المحتسب بدل الضائع من مجريات الشوط الأول، لكن فريق المدرب ماي دوك-تشونغ استمر في الصمود. استغرق الأمر حتى الدقيقة 77 لتضيف الولايات المتحدة الهدف الثالث، حيث أظهرت فيتنام، أمام الفريق الأكثر نجاحاً في كرة القدم للسيدات، أنها تستحق مكانها في أكبر مسرح كروي للسيدات.

الصين تحقق الفوز بعشرة لاعبات

دخل منتخب الصين نهائيات كأس العالم للسيدات كبطل لآسيا، بعد أن استعاد اللقب القاري لأول مرة منذ 16 عاماً في عام 2022، لذلك كانت الآمال كبيرة في أن يتمكن من مواصلة سجله المثالي في التأهل إلى الأدوار الإقصائية في كل مرة يتأهل فيها إلى الحدث الكروي العالمي.

 تبددت هذه الآمال بعد تحقيق الدنمارك هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من زمن مجريات المباراة الافتتاحية، فيما توقع الكثيرون أنها ستكون منافسة شرسة على المركز الثاني في المجموعة الرابعة، حيث كان على فريق المدربة شوي كينغزيا أن يتعافى من أجل مباراته التي لا بد من تحقيق الفوز فيها أمام هايتي، لكن الأمور سارت من سيئ إلى أسوأ، عندما تم طرد اللاعبة زهانغ روي بالبطاقة الحمراء بعد مرور نحو 30 دقيقة فقط على انطلاق مجريات اللقاء.

ومع وجود 10 لاعبات فقط على أرضية الملعب، قدمت الصين أداءً مميزاً. دخلت وانغ شوانغ في الشوط الثاني وعندما تعرضت زهانغ لينيان للعرقلة داخل منطقة الجزاء بعد مرور أكثر من 15 دقيقة من اللعب، أُتيحت الفرصة للفريق الشرق آسيوي للحفاظ على مشواره في البطولة على قيد الحياة.

 تقدمت وانغ لتسجل بهدوء أول هدف لها على الإطلاق في نهائيات كأس العالم للسيدات، حيث رفضت الصين السماح لنقصها العددي بالتأثير عليها. واستمروا في الحفاظ على جمع النقاط الثلاث بفوزهم السابع عشر في كأس العالم، لكنهم خرجوا في النهاية بعد الخسارة أمام إنكلترا في الجولة الثالثة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي