الرئيس البرازيلي يبدأ بحصد انتصارات بعد انطلاقة باهتة لولايته

ا ف ب - الأمة برس
2023-08-28

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في ختام قمة بريكس في جوهانسبرغ في 24 آب/أغسطس 2023 (ا ف ب)

ريو دي جانيرو - بدأ الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في تحقيق نجاحات بعد انطلاقة باهتة لولايته، مع نمو في الاقتصاد واحراز انتصار في البرلمان، لكن تحديات كبيرة لا تزال تنتظره.

وأظهر استطلاع أجراه معهد كويست/جينيال الأسبوع الماضي ارتفاع نسبة الآراء المؤيدة له إلى 60 بالمئة مقابل 51 بالمئة في نيسان/أبريل.

حينها، كان سجل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا متباينا لأول مئة يوم من ولايته الثالثة على رأس أكبر دولة في أميركا اللاتينية.

ويعود ذلك بشكل خاص إلى التصريحات المتسرّعة وانعدام الثقة في مجتمع الأعمال، على خلفية أجواء متوترة للغاية بعد الانتخابات التي شهدت مواجهة حادة مع سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو. 

وبعد أسبوع من تنصيبه، انفجر الوضع لينزلق في 8 كانون الثاني/يناير إلى أعمال شغب استهدفت مقرات السلطة في العاصمة برازيليا.

لكن بدا أن النصف الثاني من العام يسير في صالح الزعيم اليساري.

وقال ليوناردو باز نيفيش، المحلل السياسي في معهد الاقتصاد البرازيلي "مؤسسة جيتوليو فارغاس" لوكالة فرانس برس "قبل أربعة أو خمسة أشهر، كان من الصعب التوقع أن تكون الحكومة في وضع جيد كهذا".

الثمن

كما لم يكن من الوارد قبل أشهر تبني مجلس النواب في الكونغرس الثلاثاء الماضي قواعد مالية جديدة تتيح لحكومته تمويل برامجها الاجتماعية، عندما كانت الحكومة تعاني من سلسلة انتكاسات في مجلس النواب.

ورأت أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الفدرالية في ريو دي جانيرو، مايرا غولارت أن "الحكومة أظهرت قدرتها على تنظيم نفسها بشكل أفضل للحصول على الدعم اللازم"، ما يعد أمراُ حيوياً ومعقداُ للغاية داخل برلمان محافظ إلى حد كبير.

لكن هذا الدعم له ثمنه، إذ ينبغي أن يجري لولا تعديلاً وزارياً خلال وقت قريب  لمكافأة أحزاب الوسط بمنحها حقائب وزارية. 

ويُضاف إلى هذا النجاح انتصار كبير آخر حققه في مطلع تموز/يوليو ويتمثل في تمرير اصلاح ضريبي، وهو ما كان يتوق إليه القطاع الاقتصادي منذ عقود. ويتعين على مجلس الشيوخ التصويت على النص لاعتماده. 

ورفعت وكالة فيتش الشهر الماضي تصنيف ديون البرازيل إلى " بي بي" مرحبة بالإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة. 

وقال وزير المالية فرناندو حداد الأربعاء، على هامش قمة بريكس في جوهانسبرغ التي حضرها لولا، إن "الإصلاح الضريبي والقواعد المالية الجديدة ستمكننا من تحقيق نمو أكبر وأكثر استدامة، سواء من الناحية الاجتماعية والبيئية أو التضخم". 

كما يبدو أن التضخم تحت السيطرة، ما دفع المصرف المركزي في الثاني من آب/أغسطس إلى خفض معدل الفائدة للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، وهو ما كان يدعو إليه لولا منذ أشهر. 

وإذ يرى أن الإصلاحات بمثابة "إشارة قوية" من الحكومة، لا يبدو الخبير الاقتصادي المستقل بيدرو باولو سيلفيرا مقتنعا تماما.

ويقول "لكي يتم احترام القواعد المالية الجديدة، يتعين زيادة الإيرادات، ويبدو هذا صعبا".

ويعوّل خبراء على نمو يتراوح بين 2 و2,5 بالمئة هذا العام، لكن السياق الاقتصادي لا يزال غامضاً كما أنه يتعين على الحكومة الاستجابة لتوقعات اجتماعية هائلة.

فضائح متكررة

وحصل لولا لأول مرة خلال ولايته على نسبة مؤيدين (50 بالمئة) تخطّت نسبة المعارضين (46 بالمئة) في صفوف الإنجيليين الذين صوتوا بكثافة لصالح بولسونارو. 

ويدل ذلك، بحسب غولارت، بشكل خاص على "تراجع الاستقطاب والتطرف". 

وكان بولسونارو، على غرار المحيطين به، عرضة لفضائح متكررة. 

مُنع بولسونارو من الترشّح للرئاسة مدى ثماني سنوات مما حرمه من السباق الرئاسي في عام 2026 على خلفية اتّهامات، غير مثبتة بأدلة، مفادها أن النظام الانتخابي للبلاد مشوب باحتيال واسع النطاق.

وفي هذه الأثناء، يهتم لولا بتعزيز مكانته الدولية.

وفي مطلع هذا الشهر، استضاف قادة دول منطقة الأمازون لحضور قمة في مدينة بيليم، في شمال البرازيل، حيث من المقرر عقد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 30 في عام 2025.

وقد استنكرت المنظمات البيئية عدم تبني تعهدات ملموسة، لكن البرازيل عززت حضورها "كدولة أساسية في النقاش حول المناخ"، بحسب ليوناردو باز نيفيش.

وتمكّن لولا خصوصا من تحقيق تقدم واعد على هذه الجبهة، مع تراجع إزالة الغابات في منطقة الأمازون خلال الأشهر السبعة الأولى من ولايته بنسبة 42,5 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي