الجنرال أوليغي رئيسا انتقاليا للغابون الإثنين والمعارضة تطلب الاعتراف بفوز مرشحها

ا ف ب - الأمة برس
2023-09-01

لافتة اعلانية للرئيس الغابوني المخلوع علي بونغو وقد مزقت صورته في ليبرفيل في 31 آب/اغسطس 2023 (ا ف ب)

ينصّب الاثنين الجنرال بريس أوليغي نغيما، الرجل القوي الجديد في الغابون، رئيسا "انتقاليا" لفترة لم تحدد حتى الآن، فيما حضت المعارضة الانقلابيين على الاعتراف بفوز مرشحها في الانتخابات الرئاسية.

ووعد الجنرال أوليغي الذي يقود العسكريين الذين أطاحوا الرئيس علي بونغو أوديمبا بعيد إعلان إعادة انتخابه، بـ"إنشاء مؤسسات انتقالية على مراحل" واحترام كل "التزامات" الغابون سواء "خارجية أو داخلية".

كذلك، طلب "من جميع المسؤولين عن خدمات الدولة" ضمان "استمرار تشغيل كل الخدمات العامة".

وقال المتحدث باسم العسكريين الكولونيل أولريش مانفومبي مانفومبي إن أداء نغيما اليمين سيتم في المحكمة الدستورية.

وسط هذه التطورات،  قرّر مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي "تعليقا فوريا" لعضوية الغابون إثر الانقلاب الذي شهدته هذا الأسبوع.

وأعرب المجلس عبر منصة إكس عن "تنديده الشديد باستيلاء عسكريين على الحكم في جمهورية الغابون وإطاحة الرئيس علي بونغو مضيفا أنه "قرر أن يعلق فورا مشاركة الغابون في كل أنشطة الاتحاد الافريقي وهيئاته ومؤسساته".

بعيد الإعلان عن فوزه في انتخابات متنازع عليها، أطاح العسكريون الأربعاء الرئيس علي بونغو أونديمبا الذي حكم الغابون لمدة 14 عاما تلت تولي والده عُمر الرئاسة لأكثر من أربعة عقود.

وأعادوا خدمة الإنترنت وبثّ ثلاث وسائل إعلام فرنسية بعدما قطعته حكومة بونغو مساء السبت.

لكنهم أبقوا حظر التجوّل المفروض من السادسة مساء حتى السادسة صباحا "للمحافظة على الهدوء والسلام" فيما ما زالت حدود الغابون مغلقة.

شهدت خمسة بلدان إفريقية أخرى هي مالي وغينيا والسودان وبوركينا فاسو والنيجر انقلابات عسكرية في السنوات الثلاث الماضية، فيما قاوم قادتها الجدد المطالب بوضع جدول زمني قصير الأمد للعودة إلى ثكناتهم.

المعارضة تخرج عن صمتها

جاء الإعلان عن الانقلاب بعد لحظات على إعلان هيئة الانتخابات الوطنية فوز بونغو بولاية ثالثة في انتخابات السبت مع حصوله على 64,27 في المئة من الأصوات.

وأعلن القادة الجدد الذي أطلقوا على أنفسهم "لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة  المؤسسات"  إلغاء نتائج الاقتراع. 

وأفادوا في بيان أن الانتخابات "لم تفِ بشروط الاقتراع الشفاف والموثوق والشامل الذي كان يأمل به سكان الغابون".

وخرجت المعارضة عن صمتها الخميس، مطالبة الانقلابيين بالاعتراف بفوز مرشحها ألبير أوندو أوسا في الانتخابات الرئاسية.

كذلك، دعت "قوات الدفاع والأمن الى مباحثات بهدف تقييم الوضع في إطار وطني ومسؤول، وايجاد الحل الأفضل بين (المواطنين) الغابونيين للسماح للبلاد بالخروج من هذا الوضع".

وقال المتحدث باسم المعارضة مايك جوكتان للصحافيين إن عناصر "قوات الأمن والدفاع هم أول الشهود على الانتصار الكبير الذي حققه البروفسور ألبير أوندو أوسا، كونهم كانوا موجودين أمام كل مركز اقتراع وأشرفوا على نقل الصناديق".

واعتبر أوندو أوسا الخميس أن عائلة بونغو ما زالت تسيطر على البلاد وأن ما حصل ليس انقلابا بل "ثورة قصر".

وقال لقناة "تي في 5 موند" الفرنسية "أوليغي نغيما هو ابن عم علي بونغو".

وأضاف "اعتبرت عائلة بونغو أنه يجب تنحية علي بونغو جانبًا حتى يتواصل نظام آل بونغو".

وتابع "أوليغي نغيما تابع، وخلفه تقف عائلة بونغو التي تسيطر على السلطة".

من جهتها، أعربت نيجيريا عن قلقها مما شهدته الغابون، محذّرة من "عدوى الاستبداد" في إفريقيا.

أما في فرنسا، حيث سيوجّه سقوط بونغو ضربة جديدة لنفوذ باريس في إفريقيا، فأعربت الحكومة عن "إدانتها للانقلاب" وشددت على رغبتها في "أن ترى نتائج الانتخابات تُحترم، فور إعلانها".

لكن صدرت ردود فعل مختلفة بعض الشيء ركّزت خصوصا على مصداقية عملية التصويت.

وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "بطبيعة الحال، فإن الانقلابات العسكرية ليست الحل، لكن علينا ألا ننسى بأن الغابون أجرت انتخابات مليئة بالمخالفات".

وأضاف أن التلاعب بنتائج التصويت يمكن أن يرقى إلى "انقلاب مؤسساتي" مدني.

في بلدان الساحل الثلاثة مالي وبوركينا فاسو والنيجر، أطاح جنود غاضبون حيال الفشل في مواجهة تمرّد جهادي دام برؤساء منتخبين بشكل ديموقراطي.

ومع تأكيدها "معارضتها الشديدة للانقلابات العسكرية"، أعربت الخارجية الاميركية عن مخاوف حيال "غياب الشفافية والتقارير عن مخالفات مرتبطة بالانتخابات".

مصير بونغو

يطرح مستقبل بونغو تساؤلات، علما بأن الأمم المتحدة والصين كانتا من بين الأطراف التي طالبت بضمانات من أجل سلامته.

انتُخب بونغو العام 2009 عقب وفاة والده الذي جمع ثروة طائلة من خلال موارد الغابون النفطية.

وأعيد انتخابه العام 2016 في ظروف خلافية قبل أن يتعرّض إلى ذبحة قبلية عام 2018 أضعفت سلطته.

وأعلن قادة الانقلاب الأربعاء أن بونغو وضع قيد الإقامة الجبرية و"أحيل على التقاعد".

لكن خلال تلك الساعات الأولى تمكّن بونغو من نشر تسجيل مصوّر ناشد فيه "جميع الأصدقاء حول العالم.. رفع أصواتهم" من أجله.

وأفاد قائد عسكري بأنه "تم توقيف" نجله ومستشاره المقرّب نور الدين بونغو فالنتان ورئيس مكتبه إيان غيزلان نغولو ونائب رئيس مكتبه ومستشارين اثنين آخرين للرئاسة وأكبر مسؤولَين في الحزب الديموقراطي الغابوني.

وأضاف أنهم اتُّهموا بالخيانة والاختلاس والفساد وتزوير توقيع الرئيس إلى جانب اتهامات أخرى.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي