في أفقر أحياء ريو دي جانيرو فرق صحية تقدّم الرعاية الطبية للمشردين

ا ف ب - الأمة برس
2023-09-02

صورة مؤرخة في 31 تموز/يوليو 2023 لمشرّد يخرج من مخيم في حي فقير في يرو دي جانيرو (ا ف ب)

تجول الطبيبة ياسمين ناسيمنتو في أحد الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو لتقديم الرعاية الصحية لمرضى هم بمعظمهم مدمنو مخدّرات ومشردون لا عناوين لهم ولا أرقام هواتف.

كان بإمكان ناسيمنتو (33 عاما) العمل في عيادة خاصة أو مستشفى في أحد الأحياء الراقية في ثاني كبرى المدن البرازيلية. لكن بدلا من ذلك، تمضي أيامها في الجانب الشمالي الفقير من ريو دي جانيرو لتقديم الرعاية الصحية للمرضى المشرّدين في الشوارع أو تحت الجسور أو في مكان يطلق عليه فريقها "الكهف"، وهو مخيم عشوائي قذر يمكن الوصول إليه عبر ثقب في الجدار. ويقع هذا المكان المليء بالنفايات ومياه المجاري أسفل خط قطار أنفاق.

تعمل ناسيمنتو ضمن برنامج "كونسولتوريو نا روا" المحلي أو "عيادة الشارع" الذي يوفر الرعاية الصحية لبعض المناطق الأكثر فقرا وتهميشا في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة والمعروفة بعدم المساواة على نطاق واسع.

وقالت ناسيمنتو "أنا أعتبر الطب تبادلا. عملي في +عيادة الشارع+ يلائمني لأنني أستطيع إنشاء علاقة مع المرضى".

يضم البرنامج 13 فريقا في كل أنحاء المدينة، يشمل كل منه طبيبا وطبيبا نفسيا وممرضين ومتخصصين اجتماعيين وسائقا، وهم يعملون معا لمحاولة تحقيق وعد البرازيل بالرعاية الصحية الشاملة لحوالى ثمانية آلاف شخص بلا مأوى في المدينة.

تبقى هذه الفرق التي يمكن تحديد أعضائها بسهولة من خلال ستراتهم الزرقاء، على اتصال دائم مع الأشخاص المشرّدين والمدمنين. وهذا الأمر يخلق شعورا بالثقة، ما يمكّنها من الوصول إلى أجزاء من المدينة لا يمكن أي جهة عامة أخرى الوصول إليها، ولا حتى الشرطة.

روى رجل مشرّد خارج حي جاكاريزينيو الفقير كيف انتهى به المطاف في الشارع بينما كان الفريق الصحي يقوم بجولته.

وأخبر هذا الرجل الأربعيني المتخصص في الهندسة الروبوتية متحدثا الانكليزية بطلاقة أنه كان يعمل في منصات تنقيب عن النفط في كل أنحاء العالم.

وهناك، في وسط المحيط، دخّن كراك الكوكايين للمرة الأولى.

وأضاف "تركت منصة النفط وبحثت عن أول مكان يمكنني شراء الكراك فيه ولم أعد إلى تلك الحياة أبدا".

"كل شي بالنسبة إلينا"

من جهتها، قالت الممرّضة كويسيا فيريرا (28 عاما) إن البرنامج "يصل إلى حيث لا يريد أحد الذهاب" فيما كان يستعد فريقها لتلقيح أشخاص مشردين ضد كوفيد-19 والإنفلونزا.

وأضافت أنه رغم المشكلات التي تواجهها العيادات البرازيلية التي تعمل فوق طاقتها فإن "الخروج وتقديم الرعاية الصحية في الشوارع هو مثال على نظام صحة عامة فعّال بالنسبة إلى السكان".

غادرت إحدى مرضى "الكهف" مسكنها لأن زوجها أساء إليها. في الشارع، أصبحت مدمنة مخدرات.

ورغم كل البؤس، تبتسم المرأة وهي ترحب بكل عضو في الفريق الصحي باسمه.

وقالت "هؤلاء السيدات هن كل شيء بالنسبة إلينا" مضيفة "إنهن في المرتبة الثانية بعد الله في حياتي. إنهن يعتنين بنا. وأنا أحبهن أكثر من أزواجهن".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي