هكذا تستعد نيودلهي لقمة مجموعة العشرين.. الهند تستنفر مقاتلاتها ومسيّراتها وجنودها لحماية زعماء العالم

الأمة برس - متابعات
2023-09-07

لقطة من مقر انعقاد اجتماع مجموعة العشرين بشأن المناخ في تشيناي بتاريخ 28 تموز/يوليو 2023 (ا ف ب)

في الوقت الذي يتوجّه فيه أقوى زعماء العالم إلى نيودلهي لحضور قمة مجموعة العشرين، تبذل الهند كل ما في وسعها للاستعداد، من نشر طائرات مقاتلة حول العاصمة، إلى تزيين حوائط الأنفاق بالرسوم، وطرد قطعان القرود الشاردة من المباني الحكومية، بحسب وكالة Bloomberg الأمريكية، الخميس، 7 سبتمبر/أيلول 2023.

الوكالة أشارت إلى أن القمة تمثل علامة فارقة طال انتظارها في الهند، إذ يسعى رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، من خلالها للترويج للدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، على أنها قوة عظمى ناشئة تتمتع بالنفوذ اللازم للتغلب على التوترات الجيوسياسية والتباطؤ الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، سيختبر مودي هذه الفرضية من خلال الترحيب بالرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك، وغيرهما من رؤساء الدول في أحد أهم التجمعات العالمية لهذا العام.

خطط تحصين العاصمة

لكن نجاح قمة مجموعة العشرين لا يقتصر على ممارسة الدبلوماسية الذكية، فعلى مدار عدة أشهر، عمل المسؤولون الهنود على أفضل الخطط لتحصين دلهي، المدينة المزدحمة والملوثة التي يزيد عدد سكانها على 20 مليون نسمة، حيث تحاذي الحصون الجميلة والمتداعية من العصر المغولي القديم الطرق السريعة المليئة بالحفر، التي تزدحم بالحافلات والسيارات وعربات الريكشا.

ويأتي في قلب خطة التحصين، إغلاق نيودلهي، المركز البيروقراطي الصغير في مدينة دلهي، حيث ستنعقد القمة يومي السبت والأحد 9 و10 سبتمبر/أيلول.

ولتخفيف حركة المرور، أمرت السلطات المدارس والبنوك ومعظم الشركات الخاصة وجميع الإدارات الحكومية بالبقاء مغلقة. وستُغلَق الحدود مع الدول المجاورة، ومن المتوقع نشر 100 ألف من أفراد الشرطة والأمن لإجراء دوريات في الشوارع.

ومن بين الأدوات المتاحة لهم: المدفعية الثقيلة، والكاميرات المتطورة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وأجهزة التشويش، والكلاب البوليسية.

سمعة مودي

إلى ذلك، قال مايكل كوغلمان، مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون ومقره واشنطن: "تحمل قمة مجموعة العشرين الكثير من الرهانات العالية لمودي".

ففي نهاية المطاف، قد يؤدي عقد قمة ناجحة إلى تعزيز سمعة مودي بأنه مسؤول كفء، وكذلك تعزيز فرص حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في 5 انتخابات وشيكة على مستوى الولايات هذا العام والانتخابات الوطنية المتوقعة بحلول الصيف المقبل.

الوكالة أضافت أن السلطات الهندية يبدو أنها أخذت في الاعتبار، قبل ​​انعقاد قمة مجموعة العشرين، جميع المخاطر التي يمكن تصورها والتي تهدد السلامة، فرسمت القواعد التي تحكم حتى أكثر التفاصيل غموضاً. فحتى 12 سبتمبر/أيلول، تُمنَع مناطيد الهواء الساخن من التحليق فوق المدينة، حسبما جاء في أمر صادر عن شرطة دلهي. ويحظر أمر آخر الطيران الشراعي.

وتتمتع الهند بجهاز أمني قوي، سيعمل على حماية القادة الزائرين من خلال نشر قوات كوماندوز، وقناصين، وفرق إبطال مفعول القنابل، وفرق كشف المتفجرات، وتكنولوجيا مضادة للطائرات المُسيَّرة، وطاقم "استجابة سريعة" للتهديدات الكيميائية والنووية، وطائرات مراقبة طويلة المدى، وطائرات مقاتلة، وفقاً لأشخاص مُطلِعين على خطط التأمين.

من جهته، قال ديبيندرا باتاك، مفوض شرطة دلهي الخاص لشؤون القانون وفرض النظام، في مقابلة: "لاحتواء الاحتجاجات والتجمعات، ستقدم لنا العديد من الوكالات المحلية معلومات لحظة بلحظة".

وبحلول يوم الجمعة، 8 سبتمبر/أيلول، سيكون الوصول إلى نيودلهي صعباً جداً.

حظر التنقلات

وعلى الرغم من أنَّ خطوط الأنفاق داخل المدينة ستستمر في العمل، لكن شرطة المرور ستحظر معظم التنقلات الأخرى بالقرب من البرلمان والوزارات الحكومية.

وستسفر هذه القيود عن إغلاق المنطقة بإحكام، حيث سيقيم نخبة ضيوف مجموعة العشرين في فنادق الخمس نجوم، وفقاً للوكالة الأمريكية.

وأكد مودي في خطاب ألقاه أواخر الشهر الماضي: "إنَّ استضافة قمة مجموعة العشرين مسؤولية تقع على عاتق البلاد بأكملها. نحن بحاجة لأن نُظهِر للعالم أنَّ دلهي قادرة على التعامل مع هذه المسؤولية دون أي خطأ".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي