سكان قرية يونانية غمرتها الفيضانات "يعيشون كابوسا"

ا ف ب - الأمة برس
2023-09-08

صورة مؤرخة في 7 أيلول/سبتمبر 2023 لقرية فركادونا التي اجتاحتها الفيضانات (ا ف ب)

إيتيا - أمضى فايوس سبيروبولوس، مثل العشرات من سكان إيتيا في ثيساليا وسط اليونان، ليل الخميس الجمعة في مبنى تابع للبلدية على مرتفعات البلدة التي غمرت المياه معظم منازلها وطرقاتها بعد هطول أمطار غزيرة.

وقال هذا التاجر البالغ 36 عاما لوكالة فرانس برس "هطلت الأمطار من دون توقف خلال الأيام الثلاثة الماضية، وساعدنا جيراننا المسنين على الخروج من منزلهم بواسطة جرارات. سادت حالة من الذعر".

وكما هي الحال في معظم القرى في مقاطعة كارديتسا الواقعة في وسط سهل ثيساليا، تشهد إيتيا انقطاعا للتيار الكهربائي منذ يومين، فيما لا يزال الوصول إلى هذه البلدة التي يبلغ عدد سكانها 700 شخص صعبا بعدما وصل مستوى المياه إلى متر تقريبا.

ومنذ الخميس، يقوم عناصر إطفاء بدعم من الجيش بعملية إنقاذ واسعة النطاق في القرى المحيطة بكارديتسا لإنقاذ السكان المحاصرين بسبب الفيضانات بواسطة مروحيات وقوارب نجاة.

وروى فايوس سبيروبولوس "غمرت المياه معظم المنازل في القرية. نحن نعيش كابوسا".

إلى جانبه، مسنّون وجدوا أيضا ملاذا في المبنى بالإضافة إلى نيكوس أغوراستوس، حاكم مقاطعة ثيساليا.

وقال لوكالة فرانس برس "لم يشهد أحد هنا وضعا مماثلا. الناس يائسون والأضرار لا تحصى".

وأضاف "العديد من القرى محاصرة ولا يمكن الوصول إليها إلا بمروحيات أو زوارق"، مشيرا إلى أن ست مروحيات و30 زورقا ومركبة عسكرية خاصة تنشط في المنطقة.

- "يجب محاسبة المسؤولين" -

حول إيتيا، انهارت جسور ودمرت شبكة الطرق وغرقت حيوانات وجرفت المياه خلايا نحل، فيما غطت المياه والوحول آلاف الهكتارات من المحاصيل، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس.

وفي قرى فلوهوس وميتامورفوسي وبالاماس وكيراميدي وفاركادونا، غمرت المياه منازل وجرفت السيول سيارات.

في بالاماس حيث وصل منسوب المياه إلى مترين، بقي عشرة أشخاص، من بينهم ثلاثة أطفال وشخص يعاني مشكلات قلبية، عالقين على شرفة منزلهم منذ الأربعاء 2023-9-6 دون "أي مساعدة"، وفق ما قال أحد السكان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس.

من جهته، قال ساكيس سبيروبولوس "نطلب الحصول على مساعدة منذ الأربعاء 2023-9-6 لكن لا أحد يجيبنا (...) منسوب المياه ارتفع مترين وليس لدينا ماء للشرب".

وامس الخميس، عثر على جثتَي امرأتين مسنتين في قرية أسترتيتسا المجاورة، ما رفع حصيلة قتلى الأمطار الغزيرة التي هطلت من الثلاثاء إلى الخميس الماضيين في اليونان إلى ستة أشخاص.

وأفاد عناصر الإطفاء أن هناك ستة أشخاص على الأقل في عداد المفقودين، خصوصا في مقاطعتي مغنيسيا وكارديتسا، وكلاهما في ثيساليا الواقعة على مسافة 300 كيلومتر شمال أثينا، ويخشى السكان ارتفاع عدد الضحايا.

وقال كريستودولوس ماكريس (53 عاما) وهو مزارع تمكن من مغادرة بالاماس الخميس بجراره قبل العثور على ملجأ في مبنى بلدية إيتيا، "من شبه المؤكد أنه سيتم العثور على ضحايا آخرين".

وأضاف "نعلم أن بعض الأشخاص في بالاماس، خصوصا كبار السن، لم يُظهروا أيّ علامات تفيد بأنهم ما زالوا على قيد الحياة منذ ثلاثة أيام. وفي بعض الأماكن، غطت المياه منازل بشكل كامل فيما انهارت أخرى. ما زلنا غير قادرين على تصديق ما حدث".

إلى جانبه، انتقد فاسيليس (52 عاما) السلطات قائلا "في أيلول/سبتمبر 2020، كانت قرانا في كارديتسا أيضا ضحية للفيضانات لكن لم تُتخّذ أي تدابير وقائية".

وأضاف المزارع طالبا عدم كشف اسمه الكامل "بعض الأشخاص مسؤولون عن هذا الوضع ويجب محاسبتهم".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي