ديلي إكسبرس: أهداف أوكرانيا لا تتماشى الآن مع الغرب لأن روسيا لم تعد تشكل تهديدا

 تُلقي صحيفة ديلي إكسبرس الضوء على واقع جديد يتبلور في الموقف الغربي، تجاه الحرب الروسية على أوكرانيا، ومدى إمكانية الاستمرار في دعم كييف بوجه موسكو، استنادا إلى قناعة بدأت تظهر وهي اختلاف أهداف الغرب في إضعاف روسيا، مع أهداف أوكرانيا في تحرير أراضيها التي احتلتها القوات الروسية.

وتقول الصحيفة بشأن ذلك: “لقد بدأت الأسئلة تطرح حول ما إذا كان من مصلحة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية الاستمرار بالفعل في إعطاء أوكرانيا مزيدا من الدعم المالي القوي”.

ويستذكر الكاتب ماكس شانون، الموقف الغربي الموحد الذي تشكل عند غزو روسيا لأوكرانيا، وتجسيد هذا الموقف عمليا على الأرض من خلال تقديم دعم قوي مالي وعتاد عسكري غربي لأوكرانيا.

ثم يجري الكاتب مقارنة مع ما هو عليه الحال وخاصة في الأشهر الأخيرة، فيشير إلى ما جرى خلال مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في البيت الأبيض في شهر يونيو/ حزيران الماضي، حيث سُئل بايدن عن التردد بشأن زيادة التمويل لأوكرانيا بين بعض المشرعين في الحزب الجمهوري، فكان رد الرئيس هو القول: “أعتقد أنه سيكون لدينا التمويل اللازم لدعم أوكرانيا طالما استغرق الأمر ذلك”.

وأضاف بايدن: “وأعتقد أن هذا الدعم سيكون حقيقيا، على الرغم من سماع بعض الأصوات اليوم في الكونغرس حول ما إذا كان ينبغي لنا الاستمرار في دعم أوكرانيا أم لا وإلى متى يجب أن ندعمها”.

وكذلك كان رد رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك واضحا في دعمه لموقف بايدن بالقول: “أنا أتفق مع ما قاله الرئيس إذ إن الأمر يتعلق بالردع، لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعتبر أن بوسعه الانتظار حتى ننتهي، وأن يظن أن التحالف سوف يتعب، ويستسلم…الآن هذا ليس هو الحال، فكلما تمكنا من تقديم الدعم لأوكرانيا الآن، واستمررنا به للسنوات القادمة، فأعتقد أن ذلك يرسل إشارة قوية إلى بوتين بأنه لا جدوى من الانتظار، فنحن سنبقى هنا (لدعم أوكرانيا) مهما استغرق الأمر”.

وتُظهر الصحيفة أن الرأي العام في الغرب كان يراهن في شهر يناير الماضي على تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا لحسم المعركة (خلال هجوم الصيف) كما ظهر في استطلاع لقراء صحيفة ديلي إكسبريس في المملكة المتحدة … “لكن حتى الآن لا تظهر مجريات الحرب أي علامة على أنها ستنتهي في أي وقت قريب”.

وتضيف الصحيفة نقلا عن استطلاع للرأي أجرته شبكة سي إن إن مؤخراً “أن أغلب الأمريكيين يعارضون تفويض الكونغرس بتمويل إضافي لدعم أوكرانيا”.

 ويرى شير شون بيل، نائب المارشال الجوي السابق في سلاح الجو الملكي البريطاني وموظف وزارة الدفاع، أن الحرب أضعفت روسيا إلى حد أنها “لم تعد تشكل تهديداً حقيقياً لأوروبا”. ونظراً لهذا، يرى بيل أن “الهدف الغربي من هذا الصراع قد تحقق”.

وقال بيل في مقال لصحيفة سكاي: “بعد أن حققت الحكومات الديمقراطية الغربية هدفها الاستراتيجي، يجب عليها أيضا معالجة أزمة تكلفة المعيشة (في بلدانها)، والأولويات المحلية، وإعادة بناء مخزونات الأسلحة الوطنية”.

بالمقابل فإن أوكرانيا لم تحقق بعد هدفها وهو تحرير أراضيها. ولذا يقول بيل: “الحقيقة القاسية هي أن أهداف أوكرانيا لم تعد متوافقة مع أهداف مؤيديها (في الغرب)”.

ويضيف: “سوف يظل الكثير من الأوكرانيين عازمين على طرد كل الروس من أراضيهم. وهذا هو حق أوكرانيا، ونضالها، ومستقبلها، وتضحياتها”.

ويختم بالقول: “إن التضحيات والدمار والمعاناة التي ستترتب على ذلك ستترك إرثا مروعا، ثم يسأل: “ولكن ما هو ثمن السلام؟”.