علماء آثار ينقبون في قمامة سكان العصر البرونزي في جزيرة فرنسية

ا ف ب - الأمة برس
2023-09-12

لقطة جوية تظهر جزيرة بينيغيه قبالة سواحل بريتاني على طرف الساحل الأطلسي لفرنسا في 24 تشرين الأول/أكتوبر 2007 (ا ف ب)

في جزيرة بينيغيه الصغيرة في منطقة بريتاني على طرف الساحل الأطلسي لفرنسا، يأمل علماء آثار في الحصول على معلومات من خلال نفايات منزلية مطمورة في الكثبان الرملية منذ العصر البرونزي... لكنه تحد علمي وبشري.

وقال إيفان باييه، عالم الآثار في جامعة بريتاني الغربية أمام موقع التنقيب "نحن ننقب في قمامة أشخاص عاشوا هنا قبل أربعة آلاف عام. سيسمح لنا ذلك بتحليل اقتصادهم وطريقة عيشهم ومعرفة أنواع الحيوانات التي قاموا بتربيتها".

منذ العام 2021، مُنح ترخيص استثنائي للحفريات في هذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها 60 هكتارا من أرخبيل مولين والمصنفة محمية طبيعية منذ العام 1993.

في مربع مساحته بعض الأمتار المربعة محفور في الكثبان الرملية، يستكشف طلاب وعلماء آثار كتلة مغلفة بقيت مطمورة في الكثبان لآلاف السنوات قبل أن تعرّيها عاصفة عام 2014.

يضم الموقع طبقات عدة من المخلفات، يعود أقدمها إلى العصر الحجري الحديث.

محفوظات مناخية

النوع الأكثر انتشارا في هذه الكومة من المخلفات هو البطلينوس (أو البرنقيل)، وهو المحار الشهير على شكل قبعة صينية تقليدية. كان سكان الجزيرة يتغذون بهذا الحيوان الصغير الذي يعيش على الشواطئ الصخرية قبل آلاف السنوات.

وأكّد جان فرنسوا كودينيك، عالم الأحياء البحرية الذي كرس أطروحته للبطلينوس الموجود في هذا الموقع "سنكون قادرين على استخدام البطلينوس كمحفوظات مناخية وتتبع التاريخ البيئي والمناخي للمنطقة".

من خلال تحليل أصدافها، قد يكون ممكنا رسم تاريخ النساء والرجال الذين جمعوها. وأوضح كودينيك "يمكننا تحديد درجة حرارة المياه قبل موت الحيوان مباشرة. ستخبرنا هذه المعلومة بأي موسم كان هؤلاء الأشخاص يصطادون فيه البطلينوس".

ومن خلال ذلك، يمكن معرفة "في أي مواسم كان الموقع مستوطنا" لأنه "إذا عثرنا على بطلينوس جمع على مدار العام، فهذا يعني أن الناس كانوا هنا طوال العام"، بحسب الباحث.

وعلى مر القرون، حدّدت فترات استيطان دائم وموسمي على حد سواء.

ويأمل كليمان نيكولا الباحث في علم الآثار في المركز الوطني للبحوث العلمية المتخصص في مجتمعات الألفية الثالثة والألفية الثانية قبل الميلاد، في معرفة المزيد عن طريقة حياة حضارة بيل بيكر، وهي ثقافة كانت منتشرة في كل أنحاء أوروبا وزال أصلها وانتشارها السريع موضع نقاش.

العودة إلى الجذور

وقال نيكولا "نحن نعرف هذه الثقافة خصوصا من خلال نُصُب الدولمان والمقابر"، كما في كارنا، في بريتاني (غرب). وأضاف "أما المستوطنات، فبدأنا نكتشفها. هنا، لدينا قمامة حضارة بيل بيكر. هي في حد ذاتها ثورة صغيرة على نطاق بريتاني".

بالإضافة إلى أن الكثبان الرملية الغنية بالكلس تحافظ على العظام بشكل جيد جدا على عكس التربة الحمضية. وقال عالم الآثار "حلمنا هو العثور على مقبرة"، ما سيجعل من الممكن تتبع أصل هؤلاء السكان بفضل تحليلات الحمض النووي.

لكن الحفريات قد تستمر لسنوات إضافية.

وقال إريك بوييه (34 عاما) وهو طالب سابق في علم الآثار جاء من كيبيك "إنها عودة إلى المصدر، إنه تحد وتجاوز للذات".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي