علام استند نتنياهو في حديثه أمام بايدن عن "السلام مع الفلسطينيين"؟  

2023-09-21

 

الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (أ ف ب)مؤشرات تطبيع: من الصعب التخمين أيهما بدا الأكثر تأثراً بالتقدم نحو اتفاق تطبيع مع السعودية: رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، أم الرئيس الأمريكي بايدن.

السلام مع الفلسطينيين عرض من جهة نتنياهو أيضاً كضريبة كلامية رفعاً للعتب الأمريكي، وسمع مرة أخرى التزام الولايات المتحدة بالقيم الديمقراطية لإسرائيل. لم يُسجل أي توبيخ من الجانب الأمريكي، وكان العناق ودياً.

باستثناء حقيقة أن بايدن لم يستقبل نتنياهو في البيت الأبيض، فهذا اللقاء، أي بعد تسعة أشهر منذ إقامة الحكومة، قد يكون تجسداً لأحلام نتنياهو الذي يتذكر كيف تبدو اللقاءات لدى الإدارة الديمقراطية للرئيس الأسبق باراك أوباما.

ثلاثة شركاء في الاتفاق المنسوج: نتنياهو وإسرائيل، بايدن والولايات المتحدة، وبن سلمان والسعودية. مصالح الأمريكيين والسعوديين تفوق مصالح الإسرائيليين، رغم بشرى حقيقية تدق الأبواب في موضوع اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط، فبايدن مصمم على صد حلف بين السعودية والصين وإيران، كما أنه بحاجة إلى إنجاز دولي هام في ضوء ضعفه في الاستطلاعات. يتطلع بن سلمان إلى إنجازين هامين لمستقبل دولته: حلف دفاع مع الولايات المتحدة على نمط الناتو، ونووي مدني على الأراضي السعودية.

نافذة الفرص حتى الربيع، وعليه فإن الضغط في الولايات المتحدة وفي السعودية يرتفع من أجل التوقيع قبل أن تملي الانتخابات في الولايات المتحدة جدول أعمال متعذراً لاتفاقات بين الحزبين. وللوصول إلى هناك، على الأطراف أن تتغلب على ثلاثة عوائق هامة: طلب السعودية للنووي مع قدرات تخصيب، وطلب لحلف دفاع لن تقره الولايات المتحدة إلا بالأغلبية اللازمة في مجلس الشيوخ، مع تأييد الجمهوريين، بينما تكون إسرائيل وسيطة حيوية في الوسط، أما العائق الثالث فهو إسرائيلي: بادرات طيبة للفلسطينيين.

موضوع النووي سيتطلب حلاً إبداعياً على نمط رقابة أمريكية وثيقة على الأراضي السعودية للتأكد من عدم استخدام السعوديين النووي لأغراض حربية. تجدر الإشارة إلى أن البديل أكثر تهديداً – نووي عديم الرقابة برعاية الصينيين التواقين لموطئ قدم في المنطقة. أما موضوع حلف الدفاع فسيعالج من خلال تجنيد نتنياهو كالضاغط رقم واحد للاتفاق مع الجمهوريين، بينما يكون المقابل السياسي هو اتفاقات تطبيع أخرى استمراراً لاتفاقات تضمن لإسرائيل اندماجاً في المجال.

رغم أقوال نتنياهو الحماسية بعض الشيء عن “سلام مع الفلسطينيين”، فإن رئيس حكومة “اليمين بالكامل” يعرف بأن ليس لديه تفويض ائتلافي ولو لبادرة طيبة واحدة تجاه الفلسطينيين. فقد أوضح له شريكة رئيس “الصهيونية الدينية” سموتريتش، الأمور قبل إقلاعه. بن غفير يفعل هذا بشكل أكثر حزماً وعلانية، لكن الأهم من ذلك أن نتنياهو يعرف القيود الداخلية: أعضاء حزبه في الليكود لن يسمحوا له بتنفيذ خطوات سياسية هامة تجاه السلطة الفلسطينية.

يدا نتنياهو مكبلتان؛ إذ لا اتفاق مع السعودية بدون حكومة، هذا واضح للجميع. وتقدر إسرائيل بأن السعوديين سيطالبون ببادرات طيبة رمزية، بينما التخوف الحقيقي هو من خطوات تصر الإدارة الأمريكية على إدراجها في الاتفاق.

فهل سيكون الفلسطينيون عائقاً للتطبيع وللاتفاق السعودي الذي يتوق له بايدن وبن سلمان؟ في النهاية، سيكون هذا قراراً أمريكياً.

شيريت أفيتان كوهن

هآرتس 21/9/2023

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي