أضواء مدينة نيويورك تحت مجهر الجمعيات المدافعة عن البيئة

ا ف ب - الأمة برس
2023-09-25

اضواء مدينة نيويورك في الخامس من ايار/مايو 2015 (ا ف ب)

نيويورك - تشكّل الأضواء الليلية المبهرة التي اكتسبت نيويورك بفضلها لقب "المدينة التي لا تنام"، منذ فترة بعيدة مصدر إزعاج لناشطي المناخ الذين يطالبون بإطفائها لتعارضها مع مبدأ ترشيد استهلاك الطاقة.

وصرح راسكين هارتلي، مدير جمعية "دارك سكاي" الدولية (IDA) التي تنادي بإطفاء الأضواء ليلاً، لوكالة فرانس برس "أعتقد أن الطريق أمامنا لا يزال طويلاً قبل انتزاع اعتراف بحقيقة الوضع في هذه المدينة المضاءة بشكل كبير، أي الإهدار الصارخ للطاقة وانعكاس ذلك مباشرة على الطبيعة".

وبحسب وزارة الطاقة الأميركية، تستهلك الإضاءة الخارجية في الولايات المتحدة طاقة كافية لتزويد 35 مليون منزل بالكهرباء لمدة عام.

ويصعب الحصول على التقديرات عن كل مدينة، ولكن من الواضح أن نيويورك واحدة من أسوأ المدن أداء في هذا المجال في الولايات المتحدة، في بلد يهدر وفق الباحثين الطاقة أكثر بكثير من أوروبا.

وقد ناقش المشاركون في أسبوع المناخ الذي اختتم أعماله الأحد في نيويورك مجموعة مواضيع بيئية، بدءاً من خفض بصمة الكربون من الأغذية إلى دور الفن في هذا الكفاح.

ويجمع أسبوع المناخ هذا سنوياً الناشطين والسياسيين وشخصيات من أوساط الأعمال للمشاركة في مئات الأحداث لتبادل الأفكار حول طرق معالجة أزمة البيئة.

ويقول هارتلي "أعتقد أن الناس يبحثون عن طرق لإحداث تأثير بسرعة، نظراً لحجم الأزمة التي نواجهها. وأحد أبسط الأمور التي يمكننا القيام بها هو أن ننظر حولنا ونرى أين يمكننا الحد من الهدر".

تقدّر جمعية "دارك سكاي" الدولية أن الإضاءة الخارجية التي يمكن مشاهدتها من الفضاء تمثل 1% من انبعاث غازات الدفيئة السنوية.

- العصافير وصحة الانسان -

لا تقتصر المسألة على إهدار الطاقة، وتقع نيويورك في الواقع على طول طريق لهجرة الطيور تسلكه الملايين منها كل عام، كما يوضح داستن بارتريدج المسؤول عن جمعية أودوبون الناشطة في مجال حماية الطيور في نيويورك.

الضوء الاصطناعي يجذب الطيور إلى المدينة. في النهار تصطدم الطيور بالمباني جراء رؤية انعكاسات النباتات على النوافذ. وليلاً، تتجه الطيور مباشرة إلى النوافذ المضاءة.

ويوضح بارتريدج "في نيويورك، يقضي حوالي 250 ألف طائر جراء حوادث الاصطدام كل عام". ويصادف أسبوع المناخ خلال موسم هجرة الطيور في الخريف.

والبذور التي تنشرها الطيور حيوية لصحة النظم البيئية التي تحبس الكربون في كندا، حيث تبدأ رحلة الهجرة إلى الوجهات المختلفة في أميركا الجنوبية.

يقول بارتريدج "يمكن الخروج مساء في نيويورك والتحقق من أنّ هناك حلاً بسيطاً لحماية التنوع البيولوجي والمساهمة في مكافحة تغير المناخ".

مشاهدة النجوم ضحية أخرى للتلوث الضوئي، ولهذا السبب تحديدا أنشئت جمعية "دارك سكاي" الدولية.

ويضيف بارتريدج "الضوء الذي يمر عبر ملايين السنين الضوئية يتم امتصاصه وإخفاؤه في آخر نانو ثانية. يا لها من خسارة للمجتمع".

وسلطت أبحاث أخرى الضوء على الآثار المحتملة على صحة الإنسان مثل زيادة حالات السرطان، والتي يمكن ربطها باضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية.

ولأن الضوء يجذب الحشرات، فقد وجدت دراسة تعود لعام 2020 صلة بين الضوء الاصطناعي وزيادة في انتقال فيروس غرب النيل الذي ينقله البعوض.

واعتمدت نيويورك قانوناً في عام 2021 يلزم جميع المباني المملوكة للمدينة بإطفاء الأضواء غير الضرورية من الساعة 23,00 حتى الساعة 06,00 خلال هجرة الطيور في موسمي الربيع والخريف.

لكن هذه الاضواء لا تمثل سوى نسبة صغيرة من جميع المباني. ولا يزال مشروع قانون جديد اقترح في أيار/مايو ومن شأنه أن يوسع هذه القواعد لتشمل المباني الخاصة والصناعية، امام مجلس المدينة لدرسه.

ويؤكد معارضوه إلى أن "أفق" نيويورك الليلي الشهير ضروري للحفاظ على هوية المدينة.

أما الناشطون فيردّون على ذلك بالإشارة إلى المدن الأوروبية التي بدأت بإطفاء الأنوار عندما يكون غالبية السكان نائمين، كباريس المعروفة بـ"مدينة الأنوار".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي