التضخم في المملكة المتحدة يظل مرتفعا في سبتمبر  

لندن: أظهرت بيانات رسمية اليوم الأربعاء 18أكتوبر2023، أن التضخم في بريطانيا ظل مرتفعا في سبتمبر/أيلول، مما يطيل أمد أزمة تكاليف المعيشة ويثير المخاوف من أن أسعار الفائدة في المملكة المتحدة قد تظل مرتفعة لفترة أطول.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) في بيان إن مؤشر أسعار المستهلك استقر عند 6.7 بالمئة الشهر الماضي، بعد تباطؤ غير متوقع إلى نفس المستوى في أغسطس.

وحطم ذلك توقعات السوق بمزيد من التباطؤ إلى 6.6 بالمئة، حيث عوض انخفاض أسعار المواد الغذائية والمشروبات ارتفاع تكاليف الطاقة.

وجاءت هذه الأخبار القاتمة بعد يوم واحد من بيانات متفائلة أظهرت أن نمو الأجور في المملكة المتحدة تجاوز التضخم للمرة الأولى منذ عامين تقريبا.

وانخفض التضخم من أعلى مستوى له منذ 41 عامًا عند 11.1% في أكتوبر 2022، مدعومًا بسلسلة من زيادات أسعار الفائدة من بنك إنجلترا.

ومع ذلك، لا تزال بريطانيا تواجه أزمة تكلفة المعيشة، مع بقاء التضخم عند أعلى مستوى في مجموعة الدول السبع الكبرى، على الرغم من أن اليابان لم تعلن بعد عن أرقام سبتمبر.

وقال جرانت فيتزنر، كبير الاقتصاديين في مكتب الإحصاءات الوطنية، إن تكاليف المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية والأجهزة المنزلية وأسعار تذاكر الطيران تراجعت في سبتمبر، لكن هذه الانخفاضات "قابلها" ارتفاع أسعار وقود السيارات والإقامة في الفنادق.

- "التزم بالخطة" -

أصر وزير المالية جيريمي هانت على أن التضخم في المملكة المتحدة لا يزال على مسار هبوطي على المدى الطويل.

وقال "كما رأينا في دول مجموعة السبع الأخرى، نادرا ما ينخفض ​​التضخم في خط مستقيم، لكن إذا التزمنا بخطتنا فإننا لا نزال نتوقع أن يستمر في الانخفاض هذا العام".

ومع ذلك، لا يزال التضخم يتجاوز ثلاثة أضعاف المستوى المستهدف لبنك إنجلترا البالغ 2% على الرغم من حملة البنك المركزي القوية لرفع أسعار الفائدة والتي بدأت في أواخر عام 2021.

وترك بنك إنجلترا سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 5.25 بالمئة الشهر الماضي، متوقفا عن 14 زيادة متتالية بعد تباطؤ التضخم بشكل غير متوقع في أغسطس من 6.8 بالمئة في يوليو.

وأثارت بيانات يوم الأربعاء المخاوف من أن البنك المركزي سيضطر إلى البقاء على أهبة الاستعداد، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط مرة أخرى بسبب الصراع بين إسرائيل وحماس في الشرق الأوسط الغني بالنفط الخام.

- "مرتفع بشكل عنيد" -

وقالت سوزانا ستريتر، رئيسة المال والأسواق في شركة هارجريفز لانسداون للوساطة المالية، إن "التضخم لا يزال مرتفعا بشكل عنيد في المملكة المتحدة، مما يزيد المخاوف من أن أسعار الفائدة ستظل في وضع مرتفع".

"إن مزيجاً غير مرحب به من المخاوف بشأن تدهور الوضع في الشرق الأوسط والمخاوف بشأن استقرار أسعار الفائدة المرتفعة، يثير قلق المستثمرين".

وحذرت فيكتوريا سكولار، رئيسة الاستثمار في شركة Interactive Investor التجارية، من أن بنك إنجلترا قد يضطر إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى.

وقال سكولار: "لقد أثبت التضخم أنه أكثر ثباتًا مما كان متوقعًا".

"إن المزيد من الزيادات في أسعار النفط يمكن أن تعرقل مسار التضخم نحو مستويات أكثر طبيعية ويمكن أن تمهد الطريق أيضًا لمزيد من التشديد النقدي."

وتوقع يائيل سلفين، كبير الاقتصاديين في شركة KPMG، أن يتباطأ التضخم بشكل أكبر على الرغم من التهديد الذي يشكله ارتفاع أسعار الطاقة.

وأشار سلفين إلى أن "أسعار الطاقة عادت إلى الظهور كخطر تصاعدي على التضخم. فقد ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة تزيد عن 20 في المائة منذ يونيو/حزيران، في حين أن أسعار الغاز في المملكة المتحدة هي الأعلى منذ فبراير/شباط".