الغارديان: المداهمات الإسرائيلية المستمرة تهدد بإشعال الضفة الغربية  

2023-10-25

 

لدى حماس خلايا ناشطة في الضفة وقدر من الدعم الشعبي، إلا أن الجيل الجديد من المقاتلين لا ينتمون لأي من التنظيمات التقليدية (أ ف ب)نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعدته بيثان ماكرنان وسفيان طه، قالا فيه إن العمليات الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية، تثير الغضب بشكل قد يشعل المناطق الفلسطينية المحتلة.

فقد قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 90 فلسطينيا وجرحت 1200 منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في 17 أكتوبر.

وجاء في التقرير من مخيم عقبة جبر قرب أريحا، أن الجيش استهدف بيتا لاعتقال ماهر شلون بتهمة قتل مستوطن، لكن قُتل فتى فلسطيني عمره 17 عاما أثناء المداهمة وجرح ستة أشخاص واعتُقل اثنان. وبعد تدمير بيت العائلة، أخذت الأم الأخ الأكبر إلى بيت لحم لمعالجته، وتركت الطفلين الصغيرين في عناية عمّهما منصور وجدتهما حمدة حيث لم يخرج الطفلان من البيت منذ تدميره.

وقال منصور (56 عاما) إن الإسرائيليين يأتون كل يوم منذ 7 أكتوبر، و”يريدون الانتقام”، في إشارة إلى هجوم حماس.

ويعتبر مخيم عقبة جبر واحدا من 19 مخيما أقيمت بعد النكبة لكي يسكن فيه الفلسطينيون الذي شُردوا من بيوتهم بعد نشوء إسرائيل، ولا تزال المخيمات اليوم مثل مدن صفيح وبأزقة ضيقة وخدمات قليلة ونسب عالية من الفقر والجريمة، وتحولت إلى مركز للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت مداهمة عقبة جبر يوم الجمعة واحدة من عدة عمليات في مخيمات الضفة الغربية خلال الأسبوعين الماضيين، وهي إشارة إلى تعامل إسرائيل مع الضفة الغربية على أنها جزء من الحرب التي تشنها على حماس في غزة، وعن الكيفية التي قد تشعل فيها النشاطات العسكرية النيران في الضفة غير المستقرة.

وتم إجبار ثمانية مجتمعات فلسطينية على مغادرة مناطقها بالقوة بسبب التصعيد الذي يقوم به المستوطنون. ففي وادي السيق، قرب رام الله، اعتقل المستوطنون والجنود ثلاثة فلسطينيين وجردوهم من ملابسهم قبل ضربهم والتبول عليهم وإطفاء السجائر في أجسادهم والاعتداء عليهم جنسيا. ويقول الجيش إنه فتح تحقيقا.

وتبدو الضفة الغربية التي يعيش فيها 3 ملايين فلسطيني ونصف مليون مستوطن على حافة الانفجار. وفي يوم الثلاثاء، ظل مخيم عقبة جبر في حالة توتر، وتوقفت طوابير الشاحنات والسيارات أمام مدخل مدينة أريحا لساعات طويلة أمام نقاط التفتيش الإسرائيلية، وهو مشهد تكرر في معظم مدن الضفة الغربية.

وجلس فلسطيني قرب كشك خرساني مؤقت وقد قُيدت يداه إلى ظهره تحت حر الشمس بانتظار الجنود لتفتيش سيارته. وأصبح بيت شلون الذي كان مكونا من طابقين أنقاضا وغطت بقاياه أشجار النخيل المحيطة به. وفي أثناء عملية الهدم، دخل الجنود بيت منصور وأزالوا نوافذ البيت بحجة سلامة ساكنيه، وتأثر بيته بالهدم حيث تضررت غرفتان.

وفي بيت والدي محمود حمدان (23 عاما) الذي قُتل برصاص قناص إسرائيلي عندما كان في طريقه للعمل بدون معرفته بالمداهمة، جلس والداه تهاني ومحمد أمام شاشة التلفاز. وعرضت القناة الأردنية التي كانا يشاهداها ما يجري في غزة دون حذف، ولم يكن هناك أي راحة من لقطات الأطفال الذين نقلوا في سيارات الإسعاف أو نقلوا في أكياس الموتى. وقالت تهاني (44 عاما): “أشعر بالألم مع كل الأمهات منذ مقتل محمود، وأعرف أن الإسرائيليين سيأتون في أي وقت ويقتلوا كل أطفالي”.

وكان الناس يتوقعون عودة الحرب إلى الضفة قبل أن تندلع في غزة. وكان عام 2022 الأكثر دموية في المناطق المحتلة منذ توقف الانتفاضة الفلسطينية في عام 2005، وقد زاد عدد القتلى في 2023 عن العام الماضي حتى قبل أن تندلع الحرب في غزة.

ولدى حماس خلايا ناشطة في الضفة وقدر من الدعم الشعبي، إلا أن الجيل الجديد من المقاتلين لا ينتمون لأي من التنظيمات التقليدية، ويتركزون في نابلس وجنين، ولكنهم يعملون بشكل محلي.

ووضع العنف المتزايد ضغطا على حركة فتح التي تسيطر على الضفة والسلطة الفلسطينية التي لا تحظى بشعبية واسعة في ظل قيادة محمود عباس الذي يحكم منذ 16 عاما.

وفقدت السلطة السيطرة على عدد من المخيمات في الضفة الغربية خلال العامين الماضيين. وقمعت قوات الأمن الفلسطينية تظاهرات مؤيدة لغزة واستخدمت الرصاص المطاطي مما عزز الرؤية أنها لا تمثل الشعب الفلسطيني. وقال فتى عمره 19 عاما من عقبة جبر: “تتصرف السلطة وكأنها مع إسرائيل، من الواضح أن جيلي لا أمل له في احتلال دائم ويعتقد أن الجماعات المسلحة لديها الجواب”.

وفي الأزمة الحالية، تم تهميش السلطة في جهود التوسط وخفض التوتر. وقال جلال زقوت، عضو المجلس الوطني الفلسطيني: “عاجلا أم أجلا، سيشتعل الوضع في الضفة الغربية.. هو وضع خطير، حيث حاولت إسرائيل تقسيم الضفة الغربية وغزة. كلنا فلسطينييون وما يحدث هناك لا يمكنه إلا أن يترك أثرا هنا وفي القدس”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي