العاهل الأردني يدعو العالم الى "التحرك فورا لوقف الحرب في غزة" وماكرون الى القاهرة

ا ف ب - الأمة برس
2023-10-26

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وصوله إلى عمان مساء 24 تشرين الأول/أكتوبر 2023 (ا ف ب)

عمّان - دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني العالم الى أن "يتحرك فورا لوقف الحرب في غزة"، وذلك خلال لقائه أمس الأربعاء في عمان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي توجه لاحقا الى القاهرة.

وقال بيان صادر عن الديوان الملكي إن الملك عبد الله أكد لماكرون أن "وقف الحرب على غزة ضرورة قصوى، وعلى العالم أن يتحرّك فورا بهذا الاتجاه". وطالب المجتمع الدولي ب"التحرك فورا للضغط على إسرائيل لوقف الحرب وحماية المدنيين وكسر الحصار عن القطاع".

وحذّر الملك خلال اللقاء الذي جرى في قصر الحسينية في عمان، من "استمرار الحرب على قطاع غزة الذي قد يدفع إلى انفجار الأوضاع بالمنطقة".

وبحسب البيان، بحث الملك عبد الله والرئيس الفرنسي "الجهود الممكنة دوليا للعمل على إنهاء دوامة العنف، والوصول إلى أفق سياسي لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وضمان الأمن، وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين".

وجدّد الملك "التحذير من خطورة تدهور الوضع الإنساني في القطاع"، مؤكدا "أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية" ومجددا "رفضه لأية محاولات للتهجير أو التسبب بالنزوح داخل قطاع غزة".

وشدد على "أهمية دور فرنسا في دعم مساعي العمل تجاه أفق سياسي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين".

وغادر الرئيس الفرنسي عمان متوجها الى العاصمة المصرية حيث سيجري مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهدف وقف التصعيد العسكري بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر والعمل على إعادة إحياء "عملية السلام". 

وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية الأربعاء إن الرئيس الفرنسي سيلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة اليوم.

وبعد زيارته لإسرائيل المحطة الأولى في جولته وبعد أن قدّم "التعازي" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من "دولة صديقة حزينة على أفضع عمل إرهابي في تاريخكم"، انتقل ماكرون إلى رام الله حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم الى الأردن.

وقال ماكرون لعباس الثلاثاء في الضفة الغربية المحتلة "حياة الفلسطيني لها القيمة نفسها مثل حياة الفرنسي وحياة الإسرائيلي"،  داعيا إسرائيل الى تجنيب المدنيين القصف في غزة بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل والذي خلف أكثر من 1400 قتيل، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية، من بينهم 30 مواطنا فرنسيا. ويعتقد أن تسعة فرنسيين مفقودون وربما يكونون رهائن لدى حماس في غزة.

وتردّ إسرائيل بقصف جوي ومدفعي مكثف على غزة منذ بدء الحرب، أدى، بحسب وزارة الصحة في القطاع، الى مقتل 5791 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين.

وقال ماكرون "أرى وأسمع معاناة السكان المدنيين في غزة".

وردّ  عباس "الرئيس ماكرون: نناشدكم وقف هذا العدوان”. 

وحرص ماكرون، الذي واجهت بلاده هجمات إسلامية، على إظهار سياسة متوازنة في المنطقة ساعيا للعب دور في الأزمة.

تحالف دولي ضد حماس

وعبّر الرئيس الفرنسي عن رغتبه في إعادة تفعيل "العملية السياسية" بهدف تحقيق "حلّ الدولتين"، دولة فلسطينية ودولة إسرائيل، تعيشان في سلام وأمن جنبا إلى جنب، وفق الرئاسة الفرنسية.

وأقرّ ماكرون بأنه "من الصعب في الوقت الحالي الحديث عن استئناف عملية السلام".

وقال في رام الله "لكن من الضروري أكثر من أي وقت مضى" منع "المجموعات الإرهابية الأكثر تطرفا" من الاستمرار في الانتشار.

وشدد على أنه "لن يكون هناك سلام دائم إذا لم يحصل اعتراف بالحق المشروع للشعب الفلسطيني في أن تكون له أرض ودولة. لن يكون ثمة سلام دائم إذا لم يعترف الشعب الفلسطيني وسلطاته بدولة إسرائيل وأهمية وجودها وأمنها".

ويعتزم ماكرون التسويق لاقتراحه تشكيل "تحالف" جديد أو توسيع التحالف القائم منذ العام 2014 لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق ليشمل مكافحة حركة حماس، بمشاركة فرنسا ودول عربية.

ويشكّك خبراء في إمكانية توسيع أو تكرار التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية لأسباب عدة بينها أن الدول العربية التي يشارك بعضها في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تجمع على تحميل إسرائيل مسوؤلية الحرب الجارية حاليا.

وفي مواجهة خطر تمدّد واشتعال الصراع في المنطقة، دعا الرئيس الفرنسي أيضا إيران، الداعم القوي لحماس، وحلفاءها الإقليميين، حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، إلى "عدم المخاطرة بفتح جبهات جديدة".

وزار ماكرون القدس الثلاثاء وقدم بعد لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "التعازي" من "دولة صديقة حزينة على أفظع عمل إرهابي في تاريخكم".

وفور وصوله الى مطار تل أبيب صباح الثلاثاء، التقى الرئيس الفرنسي عائلات الفرنسيين أو الفرنسيين الإسرائيليين الذين قتلوا أو احتجزوا رهائن في الهجوم. ومن هؤلاء عائلة الرهينة ميا شيم التي ظهرت في فيديو نشرته حماس ودانته باريس.

 وقال ماكرون إن تسعة فرنسيين أو فرنسيين إسرائيليين "محتجزون" لدى حماس، فيما أوضح قصر الإليزيه أنهم رهائن أو مفقودون.

وأفاد ماكرون بعد لقائه الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ أن "الهدف الأول الذي يجب أن يكون لدينا اليوم هو تحرير جميع الرهائن من دون أي تمييز".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي