انقطاع الطمث موجود أيضاً لدى إناث الشمبانزي

ا ف ب - الأمة برس
2023-10-27

شمبانزي في حديقة الحيوان الوطنية الماليزية في كوالالمبور في 23 آب/أغسطس 2023 (ا ف ب)

واشنطن - كان السائد حتى اليوم أن انقطاع الطمث يخص فقط البشر وبعض أنواع الحيتانيات. لكنّ دراسة جديدة أظهرت أن القائمة تضم أحياناً حيوانات الشمبانزي.

ويوفّر هذا البحث الذي نُشِر في مجلة "ساينس" امس الخميس معطيات جديدة عن تطور انقطاع الطمث لدى النساء.

وقال المعدّ المُشارِك للدراسة كيفن لانغرغرايبر من جامعة ولاية أريزونا إن "إجراء دراسات في البرية عن حيوانات الشمبانزي بدا منذ مدة طويلة، مما قد يحمل على الاعتقاد أن ما مِن شيء آخر يمكن اكتشافه عنها"، لكنه رأى أنّ "هذه الدراسة تُبيّن أن هذا ليس صحيحاً". 

فالغالبية العظمى من إناث الثدييات تستمر في الإنجاب حتى نهاية حياتها، في حين ينخفض إنتاج الهرمونات التناسلية لدى الإنسان، حتى يتوقف تماماً بشكل عام عند سن الخمسين تقريباً.

وكذلك لدى الحيتان القاتلة وكركدن البحر، تعيش الإناث وقتاً أطول بكثير بعد توقف القدرة على التكاثر لديها.

ولكن ليس من الواضح لماذا أدى الانتقاء الطبيعي إلى هذا التطور، وعلاوة على ذلك، في بعض الأنواع فقط. 

وعزا بعض العلماء ذلك إلى دور "الجدة"، إذ أن وقت الاعتناء بالأحفاد يزيد والطاقة على تولّي هذه المهمة تتعزز لدى الإناث  عند فقدان القدرة على الإنجاب.

- 20 في المئة من الحياة - 

ولجأ الباحثون لإجراء دراستهم إلى فحص معدلات الخصوبة والوفيات لدى 185 أنثى شمبانزي من مجموعة نجوغو في حديقة كيبالي الوطنية في أوغندا، بين عامي 1995 و2016.

واحتسب هؤلاء مؤشراً لتحديد متوسط الوقت الذي تقضيه الأنثى في حياتها كبالغة بعد فقدانها القدرة على الإنجاب. 

وقال المعدّ الرئيسي للدراسة بريان وود من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس لوكالة فرانس برس إن صعوبات إحصائية أعاقت المحاولات السابقة، في حين أن هذا المؤشر أكثر موثوقية.

وبالنتيجة، تبيّن أن إناث الشمبانزي، على عكس الشمبانزي من مجموعات أخرى، تعيش في المتوسط 20 في المئة من حياتها البالغة بعد توقف قدرتها على التكاثر، وهو ما يقل قليلاً عن البشر. 

وسعياً إلى استبعاد احتمال أن يكون المرض مثلاً تسبَّبَ في العقم لدى جيل كامل من إناث الشمبانزي المسنة، حرص الباحثون أيضاً على درس وضعها الهرموني

وأخذوا لهذا الغرض عينات بول من 66 أنثى، من مختلف الأعمار والقدرات الإنجابية، وأجروا قياساً لمستويات الهرمونات (موجهة الغدد التناسلية، الاستروجين، البروجسترون)، واستنتجوا أن الاتجاهات الملحوظة مطابقة لتلك الخاصة بالنساء البشريات اللواتي يبلغن مرحلة انقطاع الطمث.

- جدّات سيئات -

ويعطي الباحثون تفسيرين لهذا الأمر.

يرتكز التفسير الأول على كون الحيوانات البرية في الأسر تتمتع بحياة طويلة بعد الإنجاب، عندما تكون محمية من الحيوانات المفترسة والأمراض. ومن المحتمل أن حيوانات الشمبانزي في هذه المجموعة تعيش في ظل ظروف مواتية بشكل غير طبيعي، كغياب النمور التي أدى اصطيادها إلى انقراضها في هذه المنطقة.

أما السبب الثاني فيفترض أنها مجموعة تاريخية، لم تتأثر بالتغيرات التي يسببها البشر.

وفي هذه الحالة، وفقا لبراين وود، ينبغي على العلماء مراجعة نظريتهم حول انقطاع الطمث.

ففي الواقع، تترك إناث الشمبانزي المجموعة التي ولدت فيها، في حين أن الذكور التي تبقى تتكاثر مع إناث كثيرات.

ولذلك، تكون الجدّات للأمهات غائبة، في حين أن الجدّات للأب لا تَعرِف "أحفادها"، إذ أن أبناءها، أي الآباء، لا يميزون أيهّم صغارهم. وبالتالي فإن فرضية الجدة لا تنطبق.

ولاحظ براين وود أن انقطاع الطمث قد يساهم بدلاً من ذلك في الحدّ من المنافسة بين الإناث الأكبر سناً والأصغر سناً.

وعندما تنضم أنثى الشمبانزي إلى مجموعة جديدة، تكون روابطها معها ضعيفة، لكنها تنمو مع مرور الوقت لأنها تتكاثر وتمرر جيناتها. وفي وقت لاحق، تتلاشى هذه الحتمية.

ووصف عالم الأحياء بجامعة يورك الذي درس انقطاع الطمث لدى الحيتان القاتلة دان فرانكس الدراسة الجديد بأنها "مذهلة". 

وأكد لوكالة فرانس برس أن "هذا البحث يصف للمرة الأولى انقطاع الطمث لدى الرئيسيات غير البشرية في الطبيعة"، لافتاً إلى أن التفسير الثاني الذي طرحه الباحثون كان "مثيرا" من حيث التبعات.

ويرغب معدو الدراسة في إجراء بحث مماثل في المستقبل في صفوف حيوانات البونوبو التي تعدّ مع الشمبانزي، أقرب نوعين حيوانيين إلى البشر.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي